مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية" :حرير فلسطين وخبايا الحرب العالمية الأولى ووجه الجوع الجديد

مجلة "ناشيونال جيوغرافيك العربية" :حرير فلسطين وخبايا الحرب العالمية الأولى ووجه الجوع الجديد
أبوظبي - دنيا الوطن - محمد جمال المجايدة

تنشر مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية في عددها الصادر في 1 أغسطس 2014 سلسلة تحقيقات مصورة مشوقة جديدة، من أنحاء العالم، بدءاً من فلسطين، ومروراً بإسكتلندا والولايات المتحدة، وغيرها وانتهاءً بخنادق حرب مضى على اندلاعها قرن
بالتمام.

فمن الأرض المحتلة، يحمل المصور أسامة السلوادي كاميرته ويطارد أزياء جداته عبر ربوع فلسطين، فيلتقط صوراً تربط الماضي بالحاضر في رحلة عمرها 5 آلاف عام.

يحاول السلوادي، عبر مشروع أطلق عليه اسم "ملكات الحرير"، منع تهجير الثوب مثلما حصل مع الإنسان الفلسطيني، بعدما شاهد بأم العين محاولات "الإسرائيليين" الاستيلاء على الحقوق المعنوية لجداته من الملابس التقليدية والادعاء بأنها من تراث "إسرائيل" في محاولة لصنع تاريخ مزيف يربطهم بالأرض.

وفي أغنى بلاد العالم، أميركا، يعاني 48 مليوناً الجوع وسوء التغذية، معتمدين على بنوك الطعام والمساعدات الغذائية التي توفرها لهم الحكومة الأميركية. لكن لهذه المساعدات وجهاً شديد الخطورة: فهي تسبب البدانة لأنها غير صحية. وبذلك أصبح الجوع والبدانة في أميركا مشكلتين متلازمتين.

لا تزال الآثار الحجرية الضخمة التي عُثر عليها في أرخبيل جزر "أوركني"، شمالي إسكتلندا، تثير دهشة الناس رغم مرور أكثر من 5500 عام على بنائها. ولا يزال علماء الآثار يحاولون إيجاد تفسير علمي للهدف الذي بنيت من أجله تلك الشواهد
العملاقة، التي تعد الأقدم في أوروبا، تحديداً "حلقة برودغار" المؤلفة من 60 حجراً قائماً ثقيلاً رفعها سكان المنطقة القدماء لتشكيل دائرة يبلغ قطرها 104 أمتار.

وفي موضوع أخر حيث عاش الجنود الأوروبيون خلال الحرب العالمية الأولى ظروفاً معيشية صعبة داخل خنادق حُفرت بالرفوش والمعاول لحمايتهم من ضربات المدفعية. 

ومع امتداد الحرب، تنامت شبكات الخنادق لكي تصل إلى آلاف الكيلومترات، بحيث بات خط الجبهة الأمامي متصلاً بالخنادق الخلفية عبر أخاديد ودهاليز معقدة، غالباً ما تاه فيها الجنود. ثم أصبحت الملاجئ مراكز حراسة وقيادة وإغاثة، وتم تدعيمها
بجذوع الأشجار وجدران الإسمنت التي وجد فيها الجنود البؤساء متنفساً من روائح الموت والجوع والمرض. فنقشوا وحفروا ورسموا عليها كل ما كان يجول في دواخلهم من آمال ومخاوف وتمنيات، بحيث باتت اليوم، بعد مضي مئة عام على اندلاع الحرب، شواهد فنية على مآسي الإنسانية.


التعليقات