قوات الاحتلال ترتكب جريمة حرب جديدة: مجزرة في مركز إيواء تابع للأمم المتحدة

رام الله - دنيا الوطن
في تصعيد هو الأخطر للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7/7/2014، قصفت قوات الاحتلال مركز إيواء تديره وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في إحدى مدارسها لإيواء المدنيين الذين شردوا من منازلهم بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث تشير التقارير الأولية إلى سقوط عشرات من المشردين شهداء وجرحى. فقد أطلقت قوات الاحتلال حوالي ستة قذائف مدفعية عند حوالي الساعة 14:50 من مساء الخميس الموافق 24/7/2014 على المدرسة الابتدائية المشتركة (أ، د)، الكائنة في منطقة 'قاعة البير' في بلدة بيت حانون في محافظة شمال غزة، والتابعة للأونروا وترفع علم الأمم المتحدة، والتي كانت الوكالة افتتحتها لإيواء المهجرين قسرياً ممن استهدفت قوات الاحتلال مناطقهم السكنية وأمرتهم بالخروج من منازلهم. يشار إلى أن الأونروا تزود قوات الاحتلال بمواقع ملاجئها بدقه متناهية لتأمين الحماية لها، وتتخذ إجراءات أمنية صارمة لضمان دخول المدنيين فقط إلى هذه الملاجئ.

وحسب المعلومات الأولية التي جمعها باحثوا مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد تسبب القصف في قتل (10) أشخاص من بينهم (4) أطفال وسيدة واحدة. هذا وتشير معلومات الأولية لباحثي مركز الميزان إلى إصابة حوالي (113) بجراح مختلفة وصفت المصادر الطبية جراح (20) منهم على الأقل بالخطيرة. وتعد هذه الجريمة الأخطر من نوعها بالنظر لكون المدرسة تعرضت لقصف مباشر ما أوقع هذا العدد الكبير من الضحايا بين قتيل وجريح.

وكان مركز الإيواء تعرض لقصف وإطلاق نار في محيطه وعلى أطرافه ثلاث مرات خلال الأيام الماضية، حيث فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 18:15 من مساء يوم الاثنين الموافق 21/7/2014 ما تسبب في إصابة السيدة: مهدية نافذ راغب جراد (38 عاماً)، بعيار ناري في الساعد الأيمن، ووصفت المصادر الطبية في مستشفى بيت حانون جراحها بالمتوسطة. والجدير ذكر أن إطلاق النار كان مركزاً تجاه المواطنين المتواجدين داخل ساحة مركز الإيواء

مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن شجبه واستنكاره الشديدين لهذه الجريمة البشعة، التي تعبر عن الإفلاس الأخلاقي لقوات الاحتلال خلال عدوانها المتواصل، والذي شكل المدنيون والأعيان المدنية الهدف الرئيسي لآلة الحرب الإسرائيلية فيه، ولعدم اكتراث إسرائيل بالحماية التي يؤكد عليها القانون الدولي للمدنيين والأعيان المدنية من خلال استهداف كل ما هو محصن، الأمر الذي يشكل جرائم حرب واضحة.

كما يعبر المركز عن استهجانه الشديد لاستمرار صمت المجتمع الدولي الذي يشكل تواطئاً بمنحه غطاءً سياسياً لدولة الاحتلال يشجعها على المضي قدماً في ارتكاب جرائم حرب فظيعة، وهو ما سبق للمركز أن حذر منه أكثر من مرة منذ بدء هذا العدوان.

مركز الميزان يطالب مجلس حقوق الإنسان بالعمل الفوري على تشكيل لجنة التحقيق الدولية للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بما فيها هذه الجريمة الجديدة، دون أي إبطاء. ويعتقد المركز أن تهاون الأمين العام للأمم المتحدة في انتفاد قوات الاحتلال على استهدافها المباشر والمنظم لمنشآت وكالة الغوث بما فيها الملاجئ خلال عدوان الرصاص المصبوب شجعها على تكرار استهداف منشآت وكالة الغوث، وهو الأمر الذي كرره أثناء هذا العدوان.

ومركز الميزان يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان وحماية المدنيين كجزء أصيل من واجبه القانوني بموجب القانون الدولي، ويجدد دعوته لشعوب العالم ومؤيدي للعدالة والسلام لتكثيف حراكهم الشعبي السلمي لرفض قتل المدنيين وانتهاكات القانون الدولي في فلسطين والضغط على حكوماتهم للتحرك العاجل لوقف العدوان.

التعليقات