التلفزيون يعود الى الأمسيات عادات جديدة في المشاهدة بسبب انتشار الأجهزة الرقمية

رام الله - دنيا الوطن
 أفضت دراسة استقصائية أجرتها شركة TNS العالمية للاستشارات وأبحاث التسويق بأن الأشخاص الراشدين حول العالم لا يزالون مغرمين بمشاهدة التلفزيون إلا أن عادات المشاهدين الشغوفين بالمشاهدة تتغير بسرعة. وفي الحين الذي لا زال فيه تعلّقنا بالتلفزيون قائماً، لم تعد أجهزة التلفزيون كافية لإرضاء شهيتنا لمشاهدة المحتويات، مما أدى بالنتيجة إلى تنامي وسائل الإعلام عبر الإنترنت واستخدام عدة أجهزة في نفس الوقت.

وقد وجدت شركة TNS، من خلال دراسة Connected Life التي أجرتها بمشاركة أكثر من 55000 مستخدم للإنترنت في جميع أنحاء العالم، أن ما يقرب من نصف عدد المشاركين (48%) الذين يشاهدون التلفزيون في المساء ينخرطون في نفس الوقت في القيام بأنشطة أخرى عبر الأجهزة الرقمية مثل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أو التحقق من رسائل البريد الإلكتروني أو التسوق عبر الإنترنت.

"كما كان الاتجاه مماثلاً في الأسواق الرئيسية في الشرق الأوسط حسب ستيف هاملتون كلارك الرئيس التنفيذي لشركة TNS الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ذكر بأن 64% من متابعي التلفزيون في السعودية و 50% في الإمارات ينخرطون في نفس الوقت في القيام بأنشطة أخرى عبر الأجهزة الرقمية بنسبة أعلى من المتوسط العالمي، مما يشير إلى اختلاف المجال الرقمي حسب البلد وأن على العلامات التجارية التعامل مع كل واحد من الأسواق بشكل مختلف من أجل زيادة حصتها السوقية".

وأضاف هاملتون كلارك: من الجدير بالذكر أن الدراسة كشفت أيضاً بأن المستهلك في أسواق السعودية والإمارات يمتلك ما يصل إلى أربعة أجهزة رقمية في المتوسط، بنسبة تتماشى مع الأرقام العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يزيد الطلب المتزايد على مشاهدة المحتوى التلفزيوني ومقاطع الفيديو أثناء التنقل من انتشار استخدام عدة أجهزة رقمية في نفس الوقت.

لقد ازداد طلبنا على المحتوى المباشر أثناء التنقل خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم في الأسابيع الأخيرة. حيث قام المشاهدون حول العالم بمتابعة هذا الحدث العالمي عبر أجهزة متعددة في المنزل وأثناء التنقل خلال قيامهم بالدردشة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار هاملتون كلارك إلى أن الرغبة في مشاهدة برامجنا التلفزيونية المفضّلة في جميع أوقات اليوم تدفعنا إلى استخدام التلفزيون عبر الإنترنت الذي يوسّع نطاق قدرتنا على الوصول إليها. حيث قام ربع الأشخاص (25%) الذين شاركوا في الاستطلاع في جميع أنحاء العالم بمشاهدة المحتوى التلفزيوني باستخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصي أو المحمول أو الأجهزة اللوحية أو الهاتف المتحرك بشكل يومي. وارتفعت هذه النسبة إلى الثلث (33%) في الصين وسنغافورة و 32% في هونغ كونغ للانتشار الكبير للهواتف اللوحية. وفي الوقت نفسه، يشاهد ما يقرب من ثلث المشاركين في الاستطلاع في السعودية المحتوى على عدة الأجهزة، بنسبة أعلى من المتوسط العالمي. إلا أن هذه النسبة أقل بين المشاهدين الإماراتيين حيث أن 35% فقط يشاهدون المحتوى على عدة أجهزة.

يفضّل أكثر الناس في هونغ كونغ مشاهدة البرامج التلفزيونية ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت بدلاً من مشاهدتها على أجهزة التلفزيون. حيث يقوم ربع الأشخاص (26%) بمشاهدة البرامج على الأجهزة الرقمية بالمقارنة مع 14% ممن يفضّلون مشاهدتها على أجهزة التلفزيون.

وعلى الرغم من هذه الزيادة في استخدام الإنترنت، لا زالت أجهزة التلفزيون تلعب دوراً كبيراً في حياتنا، حيث يقوم ثلاثة أرباع (75%) من المشاركين في الاستطلاع بمتابعة التلفزيون يومياً. وترتفع هذه النسبة إلى 91% في السعودية و86% في الإمارات. ولم يطرأ تغيير كبير على عادة تناول العشاء أثناء مشاهدة التلفزيون حيث يقوم ثلاثة مشاهدين من أصل أربعة (76%) بمتابعة مجريات ما يجري على التلفزيون بانتباه كامل أثناء تناول العشاء في الأمسيات.

تستغل العديد من شركات الإعلام العالمية الكبيرة النمو المتزايد في المشاهدة عبر الإنترنت، وذلك بتقديم خدمات حسب الطلب مثل BBC iPlayer أو Hulu أو HBO GO التي تتيح للأشخاص الوصول إلى محتوى عالي الجودة أينما كانوا من خلال الهواتف أو الأجهزة اللوحية.

وقال ماثيو فروغات، الرئيس التنفيذي للتطوير في شركة TNS، في معرض تعليقه على النتائج: "في عالم يعتبر فيه تعدد المهام القاعدة السائدةـ، فإن كيفية مشاهدتنا للتلفزيون تتغير بسرعة، فلم يعد بالإمكان القيام بذلك على الأريكة في المنزل دون الانشغال بالأجهزة الرقمية التي تحيط بنا، وبدلاً من ذلك، فإن النمو كبير في استخدام أجهزة متعددة في نفس الوقت ومشاهدة البرامج التلفزيونية عبر الانترنت خاصة في الأسواق الآسيوية مدفوعة بالطلب المتزايد على المحتوى من قبل المشاهدين.

"في الوقت الذي لا يزال تعلّقنا بالتلفزيون قائماً، ينبغي على الشركات المعلنة الاستمرار في التكيّف مع التغيّرات في عادات المشاهدة، حيث توفر الأجهزة التي تعمل على الانترنت عدداً أكبر من الطرق لمشاهدة التلفزيون ومحتوى الفيديو، مما يعني أنه على العلامات التجارية اعتماد نهج أكثر تكاملاً مع الإنترنت من أجل إشراك المستهلكين".

"مع ذلك، لا زال العديد من الناس حول العالم مرتبطون بأجهزة التلفزيون الخاصة بهم، لا سيما عندما يكونون مع أسرهم وأصدقائهم، حيث عمل انتشار أجهزة الاستقبال الرقمية وخدمة "catch-up TV" والخدمات حسب الطلب مثل "Sky+" و "Virgin TV Anywhere " على دعم علاقتنا الوطيدة بالتلفزيون".

التعليقات