طرطشة دامية واخيرة

طرطشة دامية واخيرة
 بقلم الدكتور فتحي ابومغلي 

هل يستطيع احدنا استيعاب الفاجعة ، ليس من منطلق الكم المجرد لعدد الشهداء والجرحى ولا لعدد البيوت المهدمة والمال المهدور وانما من خلال بعدها الانساني وتبعات ما حصل على اعداد كبيرة من عائلات اهلنا في غزة وعلى عشرات الالاف من الاطفال الذين يتموا او شردوا او اصيبوا بصدمات نفسية عميقة من جراء ما شاهدوا او سمعوا او عاشوا. 
هل يستطيع سياسيونا ان يدركوا حجم المؤامرة على شعبنا وعلى قضيتنا من خلال قراءة المواقف السياسية للدول الاستعمارية، الدول التي صنعت سايكس بيكوا واعلنت قيام دولة اسرائيل على ارض فلسطين. 
هل تستطيع قوانا وتنظيماتنا واحزابنا السياسية ان تدرك تأثيرات الانقسام وانعدام الرؤيا الوطنية الموحدة على مخرجات المواجهة المفتوحة بين الاحتلال وبين من يستفرد بها من القوى التي انفردت بقرار المواجهة الحالية مع الاحتلال في معركة غير متكافئة . 
هل يستطيع نتنياهو وعصابته دعاة قتل الاطفال ان يناموا قريري العين بعد اليوم بدون كوابيس تتجسد خلالها اشلاء عشرات الاطفال وصور الثكالى من الامهات والرعب من المسائلة القادمة. هل يستطيع احد ان يفسر كيف نفرح لاسر جندي من جيش الاحتلال ودماء شهدائنا لا تزال تسيل ساخنة وانات الجرحى لا تزال تنادي من تحت الركام حيث لا يزال غبار القصف يمنع الرؤية ويحبس الانفاس. 
هل يمكن لمن اعلن الاضراب الشامل يوم الاثنين والذي ادى الى تعطيل الحياة وعمل المؤسسات والبنوك وارزاق الناس ان يجيبنا ماذا لو تم بدل ذلك رصد بدل يوم عمل بدل الاضراب لصالح شراء ادوية واغذية لاهالنا الصامدين الصابرين في غزة؟.
 هل هناك من يضمن لنا ان دولة الاحتلال ستحاسب على المجازر والقتل والدمار الذي تقوم به تجاه المدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا وان لا يفلت مرتكبيها من العقاب. 
اقول لكل سياسينا وكل فصائلنا وكل احزابنا، لقد فشلتم في ان توفروا الامن والامان للانسان الفلسطيني منذ ان اعلنا انطلاقة نضالنا من اجل حرية وكرامة ورفاه شعبنا. قال سقراط " ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبولا، من الضروري أن يكون صادقا "، وانا اقول اننا حتى نستطيع ان نكمل مسيرة نضالنا ونحقق النصر المبين واقامة دولتنا العتيدة، نحن بحاجة للاتفاق على برنامج الحد الادنى للتوافق ما بيننا وان نتوحد خلف هذا البرنامج، انه مهما كانت النجاحات التي قد يحققها فصيل او اخر لوحده فلن ترقى الى طموح الشعب المتعطش للحرية والاستقلال، القضية ليست قضية فتح او حماس او الجهاد او الشعبية او الديمقراطية او ... بل هي قضية كل الشعب الفلسطيني من خلال مجموع تعبيراته الوطنية.

التعليقات