صحيفة سعودية نقلا عن مصادر في حماس : موافقون على هدنة انسانية لمدة 5 أيام

صحيفة سعودية نقلا عن مصادر في حماس : موافقون على هدنة انسانية لمدة 5 أيام
رام الله - دنيا الوطن
أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مساء الأربعاء رفضه وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة قبل رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات.
وقال مشعل في مؤتمر صحافي في الدوحة: «نطالب برفع الحصار أولا قبل أي اتفاق تهدئة»، و«نرفض اليوم وسنرفض في المستقبل» أي مقترح لوقف إطلاق النار قبل مفاوضات حول مطالب حماس وضمنها رفع الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورفع الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة المفروض منذ 2006 هو أحد مطالب حماس التي تطالب أيضا بالفتح التام للحدود مع مصر والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وإزاء توالي الدعوات الدولية لوقف المعارك بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، أكد مشعل أن حماس «ليس لديها اعتراض» على الوساطات القائمة بما فيها الوساطة المصرية، لكن شرط التوصل إلى «وقف العدوان ورفع الحصار».
وشدد على ضرورة الاتفاق أولا على تحقيق مطالب حماس ثم يجري تقرير ساعة وقف إطلاق النار.
وأكد في هذا السياق تأييده لـ«هدنة إنسانية» على أن لا تكون «وسيلة التفاف» على مطالب حماس.
وكانت مصادر فلسطينية متطابقة في السلطة وحركة حماس ابلغت «الشرق الأوسط» في وقت سابق أمس أنه جرى التوافق على نطاق واسع فلسطيني وعربي ودولي، على تطوير خطة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بضمانات عربية - مصرية - أميركية بحيث يتحقق وقف إطلاق النار بشكل فوري ثم تناقش مطالب «المقاومة الفلسطينية» في غزة على الفور.
وأوضح مصدر في السلطة أن الاتفاق يستند إلى المبادرة المصرية، التي تدعو إلى وقف متبادل للنار ومن ثم مناقشة مطالب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وخطة السلطة الفلسطينية، التي أعلنت مساء أول من أمس، وتنص على هدنة تستمر خمسة أيام بالتزامن مع مفاوضات بشأن مطالب حماس وبقية الفصائل في غزة. وأضاف المصدر أن «وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتفق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لدى لقائهما في رام الله أمس، على وقف نار فوري يفضي بشكل سريع إلى رفع الحصار عن غزة بضمانة الولايات المتحدة وأطراف أخرى».
بدوره، قال مصدر في حماس إن «الحركة وافقت على خطة عباس التي تتضمن وقف النار على أن يتلوه فورا رفع الحصار عن غزة بضمانات دولية وعربية». وأضاف: «الكرة الآن أصبحت في ملعب الاحتلال».
وكان كيري التقى أمس بجميع الأطراف المعنية، في محاولة لوضع حد نهائي للقتال في غزة. ووصل كيري قادما من القاهرة إلى القدس والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي كان التقى على مدار يومين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، ثم انتقل مباشرة إلى رام الله والتقى الرئيس عباس وعاد إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أن يغادر مرة ثانية إلى القاهرة.
ويفترض أن يكون الكابنيت (المجلس السياسي والأمني المصغر) الإسرائيلي اجتمع في وقت متأخر أمس لبلورة رد على خطة كيري وعباس.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في تصريحات للصحافيين عقب لقاء كيري وعباس: «اللقاء ركز على وجوب إيجاد التوازن بين تحقيق وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة». وأضاف: «التوازن المطلوب هو وقف العدوان على قطاع غزة من خلال وقف النيران، ووقف الحصار وإغلاق المعابر ومنع الصيادين، وكذلك الإفراج عن الأسرى من صفقة (الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط)».
ونقل عريقات عن كيري تأكيده لعباس أنه يبذل جهودا مع جميع الأطراف المعنية، وفي مصر، كما أنه سيعود للقاهرة، بصحبة كي مون، ثم سيتوجه إلى الأردن للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وإلى السعودية للقاء العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز.
وأوضح عريقات أن «هناك أمورا جدية وأفكارا طرحت لوقف إطلاق النار»، لافتا إلى أن «نجاح أي أفكار يعتمد على التوازن بين الجانبين، وذلك ليس باتباع أسلوب التتالي كأن نقول أولا وقف إطلاق النار ثم تحقيق المطالب، يجب العمل بالتوازي وقف إطلاق النار ورفع الحصار وباقي المطالب هي مطالب شعبنا وليس هذا الفصيل أو ذاك بل هي التزامات ترتبت على إسرائيل سواء في التفاهمات أو الاتفاقيات الموقعة». وفيما يتعلق بالضمانات، قال عريقات: «طرحنا رسميا أن يكون هناك آلية مراقبة وتدقيق تكون الولايات المتحدة ومصر وأطراف أخرى جزءا منها».
وبحسب المعطيات المتوفرة وافق كيري على طرح أبو مازن، وقال وزير الخارجية الأميركي للصحافيين في رام الله: «كنت على اتصال دائم مع الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية خلال الأشهر الماضية، سيما خلال الأيام الماضية، تحدثنا عن كيفية وضع حد للعنف الذي يدور حاليا، وتطرقنا إلى الجهود التي من شأنها أن تضمن لا فقط التوصل إلى وقف لإطلاق النار، بل وأيضا بناء عملية تكفل إيجاد السبل الملائمة للدفع باتجاه إحراز التقدم للجميع». وأضاف: «تبادلنا أطراف الحديث في هذا اليوم وذلك من أجل تحقيق هدف بسيط ألا وهو وضع حد للعنف المباشر الذي يعيش تحت وطأته الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي. لذا يتعين علينا أن نجد السبل من أجل المضي قدما لا أن نلجأ إلى العنف». وتابع: «يمكنني أن أكشف أننا حققنا تقدما لا بأس به نحو هذا الطريق (وقف إطلاق النار). وسأتوجه من بعد لقائي الرئيس عباس، للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن ثم سأعود إلى القاهرة، وهناك سنواصل العمل على أمل تغيير مسار الأحداث الحالية في أقرب وقت، ووضع حد للعنف من أجل الجميع، والمضي قدما نحو وضع برنامج مستديم للمستقبل».
وفي هذه الأثناء مدد المسؤول الفتحاوي عزام الأحمد ومدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج إقامتهما في مصر على أمل تطوير المبادرة المصرية ووضعها موقع التنفيذ. ويعتقد أن تضاف ملاحق للمبادرة المصرية التي كان كيري أعلن أنها تشكل اتفاق إطار لوقف النار.
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من دعوة عباس شعبه إلى الوحدة والتعاضد ونبذ الخلافات، متعهدا ألا ينعم أحد في العالم بالأمن طالما لم ينعم به أطفال غزة ».
وقال عباس بعد عودته من جولة شملت مصر وتركيا والبحرين وقطر والتقى خلالها كذلك زعماء حماس والجهاد الإسلامي: «يجب أن نتحلى بالمسؤولية ويجب أن نبتعد عن الفصائلية.. الهدف الرئيس من الحرب على غزة هو تدمير قضيتنا الوطنية وإجهاض المصالحة ونحن نؤكد لشعبنا أننا مستمرون بالمصالحة وإنهاء الانقسام».
وأعقب خطاب عباس بيان من القيادة الفلسطينية أيدت فيه مطالب حماس بوقف العدوان ورفع الحصار بكل أشكاله وقالت إن هذه «مطالب الشعب الفلسطيني بأسره، وهي الهدف الذي تكرس القيادة الفلسطينية كل طاقاتها من أجل تحقيقه».
ودعت القيادة الفلسطينية إلى عقد اجتماع فوري لقادة العمل الوطني الفلسطيني من خلال الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة من أجل «تعزيز وحدة الصف الوطني تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية».
ورحبت حركة حماس ببيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعدتها مطالب الشعب الفلسطيني وهو ما يسهم في توحيد الموقف الفلسطيني ويقطع الطريق أمام بعض المحاولات الإقليمية والدولية المراهنة على تقسيم الموقف الفلسطيني.
عن الشرق الاوسط

التعليقات