ما هي الرسائل التي حملها خطاب الرئيس ولمن وجهها ؟

ما هي الرسائل التي حملها خطاب الرئيس ولمن وجهها ؟
رام الله -خاص دنيا الوطن

قطع الرئيس الفلسطيني جولته الخارجية وعاد الى رام الله ليجتمع بالقيادة الفلسطينية ويرسل رسائله النارية من الاراضي الفلسطينية الى العالم ,وبحسب المراقبين فان الرئيس ابو مازن لأول مرة يلقي خطابا يحمل عدة رسائل شديدة اللهجة مهمة وقوية وغير مسبوقة الى الدول الاقليمية والعربية والعالم كله ,بالإضافة الى اعلانه المسؤولية الكاملة عن قطاع غزة واعادة اعمار غزة, ودعوته للمقاومة الفلسطينية بالتصدي للعدوان الاسرائيلي وتحرك الداخل المحتل لينتفض في وجه الاحتلال .فماهي اهداف الرسائل التي وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولمن وجهها وماذا حملت في طياتها؟.

الرسائل التي حملها خطاب الرئيس

وفي قراءة سريعة لخطاب الرئيس والرسائل التي حملها اوضح استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر د مخيمر ابو سعدة لـ"دنيا الوطن" ان الرئيس ابو مازن لخص الجهود الدبلوماسية التي بدأت من المبادرة المصرية ولقائه مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في قطر وزيارته لتركيا ,مشيرا الى ان خطاب الرئيس حمل رسالة مهمة مفادها ان جملة الجهود الدبلوماسية لم تنجح وترك علامة استفهام كبيرة تحمل عدة تساؤلات بدون اجابة.

واضاف د ابو سعدة: ان رسالة الرئيس الاخرى عبر عن تضامنه فيها بشكل كبير مع اهله وشعبه في قطاع غزة ومع المقاومة الفلسطينية حينما بدءها بالآية الكريمة "أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير".

ونوه الى ان الرئيس تطرق الى موضوع التجاذبات السياسية الاقليمية مشيرا الى انها كانت السبب في تأخر الوصول الى اتفاق تهدئة وانها سبب حقيقي وواضح لفشل الجهود الذي بذلت للتهدئة.

ولفت الى ان رفض مصر بالتعديل على المبادرة ورفض حماس لها وتمسكت بمطالبها التي هي مطالب الشعب الفلسطيني اتت في اطار التجاذبات التي ادت الى فشل جهود التهدئة.

ومن جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الناشط الحقوقي خليل ابو شمالة ان خطاب الرئيس حمل الاثقال والجهود الذي واجهها الرئيس محمود عباس خلال جولته الخارجية بعدما اكتشف ان التجاذبات الاقليمية والامور التي تحاك حول القضية الفلسطينية كبيرة جدا في ظل الخلافات الاقليمية بين عدد من الدول كمصر والامارات والسعودية مع قطر وتركيا وان هذه الخلافات والتجاذبات باتت على حساب الدم الفلسطيني ودمار غزة.

ونوه الى ان الرئيس الفلسطيني حرص في خطابه على حقوق الشعب الفلسطيني وتحصين جبهته الداخلية بالإضافة الى اعلانه المسؤولية الكاملة عن غزة ومسؤوليته عن اعادة اعمارها.

وفي سياق متصل قال رئيس نقابة الموظفين العمومية بسام زكارنة في تحليله للرسائل التي حملها خطاب الرئيس من خلال سماعي لخطاب الرئيس ابو مازن وشرحه المفصل للجهود الدبلوماسية التي بذلها والتي هي خياره لوقف العدوان والمعركة غير المتوازنة بين طائرات ودبابات اسرائيلية ومواطن اعزل ارى فشل هذه الجهود بسبب النوايا السلبية لحكومة الاحتلال ومخططها لتركيع شعبنا بدأتها باختلاق قضية خطف المستوطنين ومن ثم اقتحام كل المدن والاعتقالات العشوائية وحرق الطفل محمد ابو خضير وذلك بسبب النجاح الدبلوماسي للقيادة واحراج اسرائيل لدفع استحقاق شعبنا ,مشيرا الى ان رسالة الرئيس واضحة في ان افشال المخطط بمواجهته والصمود امامه مطالبا الجميع بالوحدة لان من احد اهداف العدوان الاسرائيلي ضرب هذه الوحدة .

سياسة الكيل بالمكيالين

وحول رسالته للمجتمع الدولي وتحديدا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي استهجن الرئيس دعمهم ومنحهم لاسرائيل الضوء الاخضر في تنفيذ عدوانها على قطاع غزة منوها الى ان الرئيس بين لهم ان اسرائيل ترتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني وتقتل المدنيين والاطفال والنساء والشيوخ والمواطنين الامنين في بيوتهم .

ومن ناحية اخري هدد بالتوجه الى المؤسسات الدولية عندما اشار في خطابه الى ان القيادة الفلسطينية ستلاحق مرتكبي الجرائم وملاحقة مجرمي الحرب ومحاسبتهم .

وتمنى د ابو سعدة ان يسعى الرئيس فعليا للانضمام الى المؤسسات الدولية وميثاق روما الذي يؤهل القيادة الفلسطينية للانضمام الى محكمة الجنايات الدولية , كما تمنى ان تترجم الاقوال الى افعال لا ان تبقى في اطار التهديد والتلويح امام اسرائيل والمجتمع الدولي.

وبين د ابو سعدة ان قطع الرئيس لزياراته وعودته السريعة الى رام الله أكدت على ان كافة الجهود التي بذلت للتهدئة فشلت وان الامور وصلت الى طريق مسدود وان الرئيس عاد ليتناقش مع القيادة الفلسطينية كل الطروحات لان الوضع لا يحتمل بعد وصوله الى طريق مسدود.

ومن جهته اشار خليل ابو شمالة الى ان تلويح الرئيس وتهديده بالانضمام الى ميثاق روما الخاص بمحكمة الجنايات الدولية حمل اشارة واضحة وتهديد قوي لإسرائيل والمجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياتهم من الجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق المواطنين الامنين المدنيين من ابناء الشعب الفلسطيني ,منوها الى انها ستكون خطوة القيادة الفلسطينية القادمة مرجحا بأنها ستكون قريبة جدا.

واضاف ابو شمالة: الرئيس اراد قلب الطاولة والقاء القضية الفلسطينية في حضن المجتمع الدولي والاطراف الاقليمية.

وبدوره اوضح زكارنة ان رسالة الرئيس كانت قوية عندما فضل الاجتماع بالقيادة وان يكون مع ابناءه بدلا من الاجتماع مع بان كي مون الامين العام للأمم المتحدة بسبب موقفه غير الانساني مع شعبنا حيث لم يذكر جرائم الاحتلال وابادة العائلات اطفال ونساء وشيوخ وتدمير المنازل المدنية وقتل ٦٠٠ شهيد ٩٠٪ منهم مدنيين وذكر دموع ام جندي غازي يركب دباباته ونسي دموع امهات الاطفال ومن فقدوا امهاتهم وابائهم واخوانهم وبيوتهم وقتلوا وهم في بيوتهم كمدنيين .

ورقة ضغط

ونوه د ابو سعدة الى ان الرئيس لا يحمل اوراق ضغط ولا يملك التأثير على حركة حماس ولا يستطيع الضغط على مصر لتعديل مبادرتها , مشيرا الى ان المصريين اوضحوا ان مصر لن تعدل من مبادرتها وستبقى المبادرة كما هي الامر الذي ترفضه حركة حماس ودفعها للبحث عن حلول اخرى كمطلبها بممر بحري بدلا من معبر رفح ,مؤكدا على ان مطالب حركة حماس هي مطالب الشعب الفلسطيني بأكمله.

وفي تحدي صارخ لفت ابو شمالة الى ان الرئيس ارسل رسالة الى المقاومة الفلسطينية معتبرا اياها رسالة مهمة وقوية وغير مسبوقة لكل الاطراف في ظل التجاذبات الاقليمية واستمرا العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة مشيرا الى ان الرئيس كان واضحا في رسالته للمقاومة الفلسطينية بالاستمرار بالمقاومة طالما استمر الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على القطاع وارتكابه للعديد من المجازر ضد المدنيين الامنيين في غزة.

واشار الى ان رسائل الرئيس الفلسطيني ابو مازن وضعت كافة الاطراف الاقليمية والدولية في مأزق وحمل الاطراف الاقليمية والدولية مسؤولية العدوان على غزة نتيجة التجاذبات الاقليمية واتهمتهم بالمشاركة في العدوان نتيجة لما يدور على الارض من فشل لجهود التهدئة نتيجة التجاذبات الاقليمية.

وبدوره اشار بسام زكارنة الى ان  الرئيس أنهى خطابه باية قرآنية : اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا ..)) كانت بمثابة رسالة واضحة بدعوة الجميع لمواجهة اي اعتداء اسرائيلي من كل شعبنا كل حسب امكاناته .

وطالب الجميع بعدم خلط الاوراق وجعل شعبنا يدفع ثمن المحاور والتي هي ليست شأن فلسطيني .

وطمأن اهلنا في غزة ان مجرمي الحرب سوف يلاحقوا وان القيادة تتحمل مسؤوليتها باعادة اعمار ما دمرة المحتل الاسرائيلي .
الاهداف الاسرائيلية

وبالاشارة الى هدف اسرائيل من الاستمرار في عدوانها على غزة اوضح د ابو سعدة ان نتنياهو يواصل ضرب غزة ويكثف من عدوانه في خضام فشل الجهود الدولية متوقعا ان يخرج الشعب ضد حركة حماس وفي الوقت التي تعزز حركة حماس من صمودها وتعلن عن انتصاراتها ومفاجآتها للشعب الفلسطيني الواحد تلو الاخر الامر الذي عزز من صمود الشعب وزاد من التفافه حول المقاومة الفلسطينية.

وحول السيناريوهات الاسرائيلية اوضح ابو شمالة ان اسرائيل ستقوم بالضغط على كافة الاطراف من اجل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وابرام تهدئة في ظل فشل اسرائيل في تحقيق اهدافها من العدوان الاسرائيلي.

التعليقات