مأزق المقاومة أم مأزق أسرائيل

مأزق المقاومة أم مأزق أسرائيل
بقلم / المهندس نهاد الخطيب                                          

مهندس وباحث في العلاقات الدولية


يمكننا القول أن حديث التهدئة  هو الطبق الرئيسي  على مائدة الغزيين هذه الأيام فهم يشعرون بأسف شديد وربما بإستعلاء بفتور النظام السايسي العربي تجاه الوحشية الاسرائيلية التي يتعرضون لها وكذلك يلحظون أن ردة فعل الجماهير العربية لم ترقى الى أي مستوي يمكن النظر اليه كعامل مؤثر في خلق تيار سياسي ضاغط باتجاه وقف الحرب والتخفبف عنهم  ولكن ورغم جراحاتهم وألامهم فهم مجمعون على أهداف الحرب على أرضية القتاعة الحقيقية وليس  المجاملة أو ربما الخوف فكلهم لا يريد العودة الى ظروف ما قبل الحرب من حصار ينطوي على إهانة لهم واحتقار لإنسانيتهم بالإضافة الى مشاكل الحياة اليومية الناشئة عن الحصار ويدور في أذهانهم السؤال الكبير لماذا كل هذا هل من أجل الحفاظ على أمن اسرائيل ,أم أن ذلك مرتبط بالمشروع الصهيوني الذي يريد تفتتيت الشعب الفلسطيني وتدمير معنوياته وإخضاعة لعملية إباذة حماعية ممنهجة تنتهي بسحق المشروع الوطني الفلسطيني واعلان النجاح التام للمرحلة الأولي من المشروع الصهيوني وهي ابتلاع فلسطين وبعدها يبدأ التحضير للمراحل الأخري التي قد لا تنتهي بميراث اليهود في الجزيرة العربية , من أجل ذلك  وبإدراكهم لمخاطر التخطيط الصهيوني عليهم وعلى الأمة جمعاء ورغم فداحة الثمن الذي بدفعونه في حرب اسرائيل عليهم التي لا تأبه الى أيىة معايير أو قوانين دولية تتعامل بها الأمم الأخرى وقت الحروب  فهم يتقبلون دورهم الذي رسمته لهم الأقدار بكل صبر وجلد ولا تسمع أحدهم يدعو الى قبول التهدئة وانهاء الحرب قبل أن يتأكدوا من أنهم قد تخلصوا من ذل الحصار أو الموت البطيء الذي كانوا يتعرضون له  بل وتراهم يدعون الفصائل المقاتلة الى تصعيد هجماتها والإثخان في الصهاينة وعلى مستوى مشاهد الحياة اليومية فهم يتكافلون فيما بينهم ويقتسمون خبزهم ومسكنهم ويتقبلون كل ذلك بروح راضية  ولديهم عزيمة قوية وإرادة للصمود .

وفي الجانب الأخر تراهم  يصرخون لأنهم يقضون في الملاجئ  أو بالقرب منها أوقاتا طويلة من وجهة نظرهم  وتراهم يتلاومون على فشلهم الاستخباري وسوء أدائهم العسكري ويحصون حسائرهم  في القطاع الاقتصادي  ودمار القطاع السياحي  وتكلفة تجنيد قوات الاحتياط والخسائر غير المباشرة الناشئة عن كل ذلك , إن كل دقيقة اضافية في الحرب الدائرة على غزة تمثل تراجعا في الوضع الاقتصادي  وانعكاسا سيئا  على الحالة النفسية لهم وتزداد حالتهم صعوبة مع ازدياد خسائرهم العسكرية ,  البشرية كانت أم فشل منظوماتهم الأمنية .

فمن إذن  يملك القدرة على الصمود أكثر ومن يجب أن يصمد أكثر  أو بالأحرى من هو في مأزق أكثر من الأخر , إن الفرق يننا وبينهم كالفرق بين الجندي الذي يدافع عن أرضه وعرضه والجندي المرتزق الذي يتاجر بحياته من أجل المال  والله مع الصابرين   يرحمكم الله

التعليقات