ندوة ثقافية بعنوان " قصائد حب إلى غزة " للشاعر عبد الناصر صالح

ندوة ثقافية بعنوان " قصائد حب إلى غزة " للشاعر عبد الناصر صالح
رام الله - دنيا الوطن
 نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في طولكرم ، مساء أمس ، ندوة ثقافية للشاعر عبد الناصر صالح ، بعنوان : " قصائد حب إلى غزة " ، وذلك في قاعة النضال في المدينة ، لمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، بحضور كادر الجبهة في طولكرم وممثلي فصائل العمل الوطني وجمع من المثقفين والمهتمين بالشؤون الثقافية وعدد من المواطنين .

وأشاد الشاعر محمد علوش ، عضو اللجنة المركزية للجبهة ، بالشاعر المناضل عبد الناصر صالح وبدوره وجهوده في إثراء المشهد الثقافي والشعري الفلسطيني ، لا سيّما وانه من حرّاس قصيدة المقاومة الفلسطينية ، فهو لا يلتفت إلى العبثية والفوضى والانهيارات التي تحدث على مستوى الشعر والثقافة ، بل يكرّس جلّ اهتماماته للمحافظة على قصيدة الوطن ونبضه وجرحه وإنسانيّته ، وتمتين جبهته الداخلية وتعزيز وحدة الوطن ، هذا هو دوره على الصعيدين الثقافي والوطني .

وتحدث الشاعر عبد الناصر صالح ، عضو المجلس الوطني الفلسطيني ، مدير عام وزارة الثقافة ، عن صمود غزة ومقاومتها ، وعن المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنييّن العزّل ، أطفالا ونساء وشيوخا ، وتدميرها للبنى التحتية والبيوت والمستشفيات وأماكن العبادة والشجر والحجر ، في محاولة منها لإخضاع الشعب الفلسطيني ومقاومته وكسر إرادته ، مؤكدا أن ما تقوم به قوات الاحتلال في قطاع غزة جريمة مكتملة الأركان ، وان غزة ، تدفع فاتورة الألم والحصار والدمار .

وأشار إلى إن المقترحات التي تقدّم الآن من قبل بعض الدول هي فخ سياسي لشعبنا الفلسطيني ومقاومته ، مضيفا أن المطلوب الآن وضع فلسطين تحت الحماية الدولية ، وتطبيق المصالحة والوفاق على الأرض وليس في المؤسسات فقط ، مشيرا إلى إن مشكلة الولايات المتحدة هي أنها قبل أن تنطق بالانجليزية عليها أن تفكّر بالعبريّة ، وأنها أعطت إسرائيل الضوء الأخضر للقيام بهذا العدوان الهمجي على شعبنا في غزة .

واستشهد الشاعر عبد الناصر صالح بمقاطع من قصيدته الجديدة " قصيدة حبّ إلى غزة " مؤكدا إن الشعر في قلب المعركة ، وان دور الشعراء يجب أن يصب في خندق المقاومة والدفاع عن شعبنا وفضح جرائم الاحتلال التي يرتكبها في غزة ، والتي كان آخرها مجزرة حي الشجاعية التي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى ، وقال في مطلع قصيدته :

" تجيء القذائف ، وتمضي القذائف

ولا أحد في حرائق غزة خائف "

وتلا هذا المقطع ، مقاطع أخرى تتماهى مع الموقف الوطني والبطولي والإنساني الذي يجسّده المقاومون دفاعا عن وطنهم وشعبهم :

" فخذ ساعدي سيفك الأبديّ

وراية نصرك في مهرجان العواصف "

ثم استلهم تجربة صبر النبي أيوب عليه السلام، بقوله:

" واسلك طريق النبييّن في الصبر

تسقط كل المخاوف "

وانتقد الشاعر عبد الناصر صالح موقف بعض الدول العربية الصامت والمتفرج على الدم الفلسطيني الذي ينزف في غزة وفلسطين:

" وان سجد الجمع للذلّ

أنت على العهد واقف

لقد أغلقوا دونك الدرب

وانتشروا في المشارف

وعادوا لمنتجعات القصور

وسوق عكاظ الطرائف "

وفي مقطع وجداني تنطلق الكلمات من إسار الوجل والخوف، مؤكدة رغبة البوح ليسطّر الشاعر ملاحم الصمود والبطولة:

" انه صوتك الآن يعلو

فتسطع شمسك في الأرض

ينتفض الرمل والبحر

تزهو المصاحف "

ولإنتاج المزيد من الإبداع والتكثيف والإيجاز، يقول:

" فهذا زمان الرجال المواقف

وهذا زمان النساء المواقف

وهذا زمان الشيوخ المواقف

وهذا زمان الصغار المواقف

فامض إلى النصر يا ولدي واثقا وعنيدا

ولا تلتفت للأمور السفاسف "

إن هذه الجمل الشعرية مترعة بالرموز والاختزال بعيدا عن الحشو والإطالة والاستطراد.

وأنهى الشاعر قصيدته بهذا المقطع الذي يصّور به انتصار المقاومة على المحتل الغاصب، الذي هو مؤهل للتوقيع على بيان الاستسلام، فيقول:

" يصعد الشهداء

ويرقد في حومة الذل شمع المتاحف

فقاوم وقاوم

شهيدا شهيدا

فلم يبق من سمك القرش إلا الزعانف "

وفي نهاية الندوة التي قوبلت بالإعجاب الشديد ، أجاب الشاعر على أسئلة الحضور ، داعيا المثقفين العرب إلى التضامن مع شعبهم العربي الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة من قبل إسرائيل .

 


التعليقات