روى مشاهد مروعة لحالة النزلاء ساعة القصف :مواطن ينجو من موت محقق بعد قصف مستشفى شهداء الاقصى

روى مشاهد مروعة  لحالة النزلاء ساعة القصف :مواطن ينجو من موت محقق بعد قصف مستشفى شهداء الاقصى
رام الله - دنيا الوطن-عبدالهادي مسلم 
صراخ خوف وهلع  ورعب وذهول  دماء في كل مكان جثث للشهداء واستغاثات ومرضى لا حول لهم ولا قوة وأطفال ومواليد  نساء وشيوخ أصوات انفجارات تهز  المكان هكذا يصف المواطن عودة الفليت من سكان دير البلح الجريمة التي اقترفتها قوات الأحتلال بحق مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح  

لم يكن يتصور الدكتور الفليت أن تقصف  مدفعية الأحتلال بالامس مستشفى مدني  يقدم الخدمة لأكثر من 300 ألف نسمة ولها حصانة بعدم الاستهداف أوقات الحروب حسب القوانين الدولية  

المحاضر الجامعي كان مع عدد من أفراد أسرته في زيارة لشقيق زوجته  في مستشفى شهداء الاقصى بدير البلح وسط قطاع غزة الذي أصيب بشطية أتناء مساعدته طواقم الدفاع المدني في اطفاء الحريق الذي شب في شقة أخيه التي أصيبت بقذيفة دبابة بالقرب من مفترق الشهداء  

أسرة المواطن الفليت كانت متجمعة في غرفة المريض  التي كانت في زيارة له  عندما بدأت تتساقط القذائف على غرف وأقسام المستشفى والذي أدي إلى حالة من الخوف والهلع لدى الزائرين والمرضى والطواقم الطبية  

يقول الدكتور عودة والذي كانت علامات الخوف والتوتر عليه لقد نجوت أنا وأفراد أسرتي بأعجوبة ولولا العناية  الأهلية لكنا  الان في عداد الشهداء أو الجرحى !! 

ويروي الفليت والذي يعمل في جامعة القدس المفتوحة لحظات القصف التي تعرض لها المستشفى قائلا : لا أستطيع أن أصور لك هذه اللحظات الرهيبة التي كنا بها لحظة القصف موضحا أنني وعدد من أفراد أسرتي كنا متجمعين عند شقيق زوجتي الذي يعالج من شطية أصابته بفعل فذائف الأحتلال بهدف الاطمئنان عليه وكنت واقفا بجانب نافذة الغرفة واذ بقذيفة تهز المكان  ويتساقط الزجاج والكتل الأسمنتية حيت أنه من شدة الانفجار  أكاد أن أكون قد فقدت السمع وأصبت بحالة هستيرية  

ويضيف قائلا : القصف كان عنيفا جدا وكانت في كل دقيقة تسقط قذيفة على غرف وأقسام المستشفى وهذا أدى إلى حالة من الذهول والخوف والصراخ من الزائرين والمرضى لا يعرفون ماذا يفعلون وكيف يتصرفون  

وبنوع من الحزن قال كانت المشاهد محزنة ومؤلمة تصور المشهد  أن مرضى في غرف العناية المكثفة لا تستطيع الأطقم الطبية انزالها وكذلك الأطفال الخدج والمواليد والأمهات في كشك الولادة والمسنين المرضى والمصابين بفعل العدوان واصفا المشهد كأنه يوم القيامة الكل يجري  ليحتمي في الطابق السفلي والقذائف تنهمر وتتساقط في كل مكان  

ويستكمل الدكتور الفليت الذي نجا هو وأفراد أسرته من الموت بأعجوبة المشهد قائلا : على الفور تداركت الأمر واصطحبت أفراد أسرتي والزائرين في الغرفة بالأضافة إلى المريض الذي قام معنا بصعوبة وسط  حالة من الذهول والخوف بالنزول إلى الطابق السفلى وغرفة الأستقبال حيت كان الدم ورائحة الموت في كل مكان  

ويستذكر الدكتور الجامعي منظرا لا يمكن أن ينساه في حياته أنه نتيجة حالة الهلع والخوف والتوتر التي سادت في المكان ووسط استمرار تساقط القذائف فقد نسي المسعفون أنزال أحد المرضى من تحت الركام فقرر الطبيب  خليل خطاب أن يحضره بنفسه مخاطرا بحياته بالرغم من توسل زملائه بعدم الصعود وبالفعل أحضره وقدم له الأسعافات الأولية  

ويسترسل الدكتور الفليت المشهد قائلا : لقد تجمع كل من كان بالمستشفى بالإضافة إلى المواطنين الذين أخلو منازلهم والتجئوا  إليها ظنا منهم أنها ستحميهم وأن قوات الاحتلال لا يمكن أن تقصفها ويقدرون بالآلاف لدرجة   

وأضاف أنه من شدة الاكتظاظ  أصبنا بحالة من الاختناق وبعد دقائق قامت طائرات الأحتلال بقصف طابقين من المستشفى وعندها رفعنا أصابعنا ونطقنا الشهادة لأننا تأكدنا أننا سنموت ولكن والحمد لله بقي الطابق السفلي متماسكا ولم يسقط  

ويقول كان الموقف صعبا للغاية ولا يمكن أن أصوره لك صراخ استغاثات خوف هلع إغماء مرضى يقعون عن الأسرة وبأيديهم المحاليل دماء في كل مكان جثثت لبعض المرضى والمرافقين  وعشرات المصابين وسيارات إسعاف مدمرة وكتل اسمنتية وغبار يغطي المكان 

وأكد المحاضر الجامعي أن الصليب الأحمر أو أي جهة أخرى  أو حتى قوات الاحتلال لم تقم بإعطائنا تحذيرا لأخلاء المستشفى وكان القصف بطريقة مفاجئة ومباغتة وبدون سابق انذار ومتسائلا أي قانون يعطي الحق بقصف مستشفى مدني !! مطالبا بمحاكمة مجرمي الحرب  الاسرائيلين الذي أقدموا على هذه الفعلة الشنيعة !!

وكانت قوات الأحتلال قد أقدمت على قصف مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح دون سابق انذار مما أدي إلى تدمير معظم أقسام وغرف وأجهزة المستشفى الوحيد في المحافظة الوسطى واستشهاد عدد من المرضى والمرافقين واصابة العشرات بجراح  بعضهم جراحه خطيرة  

وثم توزيع المرضى بعد قصف المستشفى  إلى الشفاء بغزة والأوروبي بخانيونس  واستنكرت وزارة الصحة والعديد من المؤسسات الدولية وحقوق الأنسان قصف المستشفى معتبرين هذا العمل بمثابة تجاوز لكل الخطوط الحمراء  

وليس المرة الأولى التي تستهدف فيها قوات الأحتلال المرافق الصحية والأطقم العاملة فيها فلقد استهدفت منذ بداية العدوان  مستشفيات الأوروبي وبلسم وبيت حانون والعودة بالإضافة إلى طواقم الأسعاف والذي استشهد بعضا منهم وأصيب أخرين

التعليقات