عائلات من الضاحية الشرقية-الشجاعية- تروي قصص نجاتها..الكنيسة استقبلتنا ولم نجد أفضل من معاملتهم لنا

عائلات من الضاحية الشرقية-الشجاعية- تروي قصص نجاتها..الكنيسة استقبلتنا  ولم نجد أفضل من معاملتهم لنا
غزة-خاص دنيا الوطن-محمد الدهشان

  استمر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة أكثر من 14 يوما وصعدت اسرائيل من عدوانها في اليومين السابقين حيث نزح الآلاف من سكان حي الشجاعية والشعف نحو المناطق الغربية لقطاع غزة ملتحفين بالسماء ومفترشي الأرض داخل المستشفيات والمدارس التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بدلا من البيوت التي قصفت من قبل المدفعية الإسرائيلية والطيران الحربي ولازالت تتلقى القذائف حتى اللحظة .

وللتآخي في قطاع غزة أشكال عدة تعكس المعدن الأصيل لقطاع غزة بجميع تنظيماته وجميع فصائله حتى في الدين لم يختلفوا ففي حي الزيتون شرق مدينة غزة تقع كنيسة الروم الأرثوذكس  والتي فتحت أبوابها للاجئي حي الشجاعية والشعف لتحتضنهم بداخلها كنوع من التكافل بين المسلمين والمسيحيين .

دنيا الوطن رصدت بعض الحالات النازحة من شرق غزة وأوت الي الكنيسة لتقيهم من القنابل التي تنهال على رؤوس المواطنين ومنازلهم.

بين اروقة الكنيسة يجلس أحد النازحين من شرق حي الزيتون بالقرب من سوق السيارات سليم ابو سمرة والذي بدوره روى لدنيا الوطن أخر اللحظات التي دفعته للخروج من بيته متوجها إلى الكنيسة قائلا " اليوم خرجت  اليوم من البيت وخروجي كان رغما عني فأنا أفصل الموت تحت أنقاض بيتي وبيت عائلتي ولكن خوف الأطفال وكثرة الإستهدافات للمنطقة التي أقطن بها كانت أحد الأسباب التي دفعتني للخروج وغير ذلك أنه وفي مساء الأمس تعرض البيت لشظايا كثيرة  وغير ذلك نسف عدة بيوت بجوار المنزل كل ذلك دوافع جعلتني أنزح من بيتي متوجها للكنيسة وليس على الانتظار أكثر حتى يتم استهداف البيت فوق رأس أسرتي وفوق رأس الأطفال "

وعن اللجوء إلى الكنيسة تحدث أبو سمرة " المدارس التي فتحت لأهل الشجاعية والزيتون بعيدة نسبيا لنا وهي ليست أيضا بمأمن فهي ملاصقة لعدة مقرات أمنية منها مدينة عرفات والتي سبق استهدافها وقررت اللجوء الى الكنيسة باعتبارها أمنة وبعيدة عن الاستهداف "

معاملة حسنة وتوفير لبعض متطلبات الحياة :

وأكد أبو سمرة في حديثه على المعاملة الحسنة التي يعاملوها القائمين على الكنيسة "جيران الكنيسة من المسيحيين لم يقصروا ولو لثانية واحدة ففور قدومنا الي الكنيسة وفرو لنا مكان للنوم ناهيك عن أنهم يقدمون وجبات الفطور والسحور للكثير من العائلات هنا وهم إخوة لنا في الدم يشاركونا ألامنا فهم يعيشون في غزة معنا وفي غزة لا يوجد أي نعرات طائفية فبارك الله فيهم فهم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب ".

وعلى الركن الايمن في الكنيسة كانت تجلس المواطنة أمال جندية والتي تقطن منطقة القبة في شرق الشجاعية روت الحكاية التي دفعتها للرحيل من بيتها قائلة لمراسل دنيا الوطن " في ليلة 22 رمضان اشتدت ضرواة المعارك القائمة ما بين المقاومة والجيش الإسرائيلي وكان هناك غارات مكثفة في الحي واستهدفو أحد الطوابق العلوية لمنزلنا وبيت جيراننا واشتعلت النيران في المنطقة ومن ثم أطلقت المدفعية العديد من قنابل الغاز أمام البيت أدت إلى اختناقنا مما دفعنا للصعود للطوابق العلوية للبيت فتكرر عملية إطلاق النار على البيت مرة اخرى فعدنا إلى أسفل ومع بزوغ الشمس في يوم 23 رمضان قررنا الرحيل فخرجنا لمدة يوم لأحد البيوت البعيدة قليلا لأقربائنا وفي اليوم الثاني عدنا إلى بيتنا ظناا بأن القصف لن يعود لتلك المنطقة مجددا "

حكاية الموت :

واضافت لـ"دنيا الوطن" معبرة عن الخوف الذي لحقهم قبل يومين مع إشتداد المعارك " قبل يومين وتقريبا الساعة 11 من مساء ذلك اليوم بدئت المدفعية بالقصف بشكل هستيري على جميع البيوت في المنطقة مما دفعنا للنزول والجلوس تحت درج البيت خوفا من استهداف البيت مجددا وإذا بقنابل الغاز والمدفعية في منازل الجيران وفي أعلى منزلنا وبعد عدة مناشدات للصليب الأحمر ولاإسعاف ولم يستطع الصليب القدوم لإجلائنا انتظرنا حتى الفجر لنخرج نحن وأهل الحي جميعا من المنطقة لنتفأجئ بالجثث الملقاة على الأرض وفوق ذلك بدئت المدفعية بإستهداف جميع من كانوا في المنطقة خارجين للهرب من الموت للنجو بإعجوبة بالرغم من اصابة واستشهاد الكثيريين ممن كانوا خلفنا فارين من الموت  ومنهم بعض اقربائنا وااليوم وصلنا ان البيت جميعه اشتعلت فيه النيران"

معاملة طيبة  وإستقبال حسن :

وتابعت: لجأنا للكنيسة كونها تقع في وسط البلد وغير ذلك تعتبر مكان أمن وبكل جد نشكر أهلنا المسيحين في المكان لأنهم استقبلونا ولم يمنعو أي شي عنا في أول ليلة احضرو لنا الفراش والطعام والشراب والدواء للأطفال وفتحو لنا جميع الغرف في الكنيسية لنحتمى بها صدقا لا نستطيع قول أي كلام غير ذلك  حتى أنهم يحترموا مشاعرنا كمسلمين في نهار رمضان لا يأكلو ولا يشربوا أمامنا نهائيا ونحن نقدر ذلك لهم ".

  إلى الجهة الأخري من المناطق الشرقية لمدينة غزة في حي الشعف شرق حي التفاح المواطن رمضان زيارة والذي فر من بيته ناجيا من الموت وأسرته شرح لنا ما حصل معهم "خرجنا جريا على الأقدام بعد عملية للمقاومة في المنطقة فأصبح الإستهداف للبيوت والأشخاص وكل شي يتحرك في المنطقة في البداية خرجنامن الشقة متوجهين ألى شقة أهلى من الطابق السفلي بعد تعرض احد الغرف لقذيفة مدفعية دمرت تلك الغرفة نهائيا وبحمد الله لم يكن فهيا أحد وكنا في غرفة أخرى بعيدة عنها ولو لا ستر الله لكنا الأن انا واسرتي أشلاء وبعد نزولنا لأسفل عاودت المدفعية قصف البيوت مره أخرى في المنطقة وفي وقت واحد في منطقتنا كان هناك 12 شهيد جراء الإستهدافات من قبل المدفعية المتمركزة في شرق التفاح ".

واضاف لـ"دنيا الوطن": بعد إشتداد القصف على المنطقة خرجنا والجيران مهروليين بإتجاه المناطق الغربية ولكن مع إشتداد القصف المسافة التي قطعناها في الأوقات العادية لا تتحمل أكثر من ربع ساعة حتى الوصول لرمزون الشعف ولكن أخدت منا وقت أكثر من ساعة لإختبائنا من مكان لأخر حتى وصلنا لمنطقة رمزون الشعف وبعدها أكملنا الطريق للكنيسية ".

وعن لجوئه للكنيسة قائلا :إقترح بعض  الجيران التوجه للكنيسة  وقدمنا إلى هنا وبكل صراحة لم أجد في حياتي معاملة كالتي وجدنا سواء من إستقبال أو تقديم المساعدات سواء عينية او مادية  فاحضر لنا إخوتنا المسيحين في البداية الطعام للصغار كوننا صيام واحضرو لنا فراش للراحة وأجلسونا داخل الكنيسة في مكان خاص لنا ووقت الفطور في أول يوم أحضرو الطعام لنا وفي الليل احضرو سحور بكل صراحة لم يقصروا ابدا وهم إخوة لنا في وطننا الأم فلسطين وهم جزء من نسيج هذا الشعب 























التعليقات