استهدفت منازلهم بعد فقدان أطفالهم."عائلة بكر" تروي لدنيا الوطن تفاصيل استشهاد ابنائهم:سنحاكم اسرائيل

استهدفت منازلهم بعد فقدان أطفالهم."عائلة بكر" تروي لدنيا الوطن تفاصيل استشهاد ابنائهم:سنحاكم اسرائيل
رام الله - دنيا الوطن-ابتسام مهدي

لم يقفل بعد بيت العزاء لأطفال عائلة بكر والتي اغتالتهم طائرات الاحتلال, فهمي لم تكتفي بقتل براءتهم بل أيضا استهدفت منازلهم ليسببوا في أصابه عدد من أفراد أسرتهم في أثناء وقت اجتماع العائلات على مائدة الإفطار .

ويقول والد عاهد بكر أب والد أحد الأطفال الذي تم استهدافهم لدنيا الوطن:" بينما كنا نفطر تم استهداف منزل بجانب منزلنا دون سابق أنذرا, ليصاب عدد من أفراد عائلتي جيراني, كما يوجد شهداء وجرحي في استهداف المنزل ".

ويتساءل بكر عن الذنب الذي اقترفوه إلا يكفي أنهم قتلوا فرحتهم بأبنائهم وأنهم حرقوا قلوبهم, واليوم يستهدفون منازلنا, هل يرغبون أن يقضوا على كل شيء الأبن والعائلة"؟ .  

قصة استهداف الأطفال

لم تستطع أرواحهم المحبة لهواء البحر الانتظار كثيرا فبعد عدة أيام من الجلوس في المنزل نتيجة الحرب المتواصلة على قطاع غزة, أنطلقخمس أطفال إلى الشاطئ البحر بعد شعورهم بوجود هدوء جزئي من قبل الزوارق البحرية, ليلعبوا على الرمال التي اشتاقوا له وهربا من حر الصيف وانقطاع التيار الكهربائي .

ولم يضن الاطفال أن لعبة كرة القدم على الميناء ستكون شاهدة على جريمة لم تكن الأولي فقد سبقتها خيمة هدي غالية واصواتها التي كسرت أرجاء بحر شمال غزة بعد استهداف زوارق الاحتلال للخيمة التي كانوا يجلسون فيها للتحول الرحلة الى ألم استمر حتى اليوم.

ليتكرر الألم مرة أخرى ولعائلة خرى فبينما كانوا أولاد العم يلهون بكرة القدم, اطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صاروخ أولي على بركس بجانب ملعب الاطفال, ليهرب الاطفال بشكل جنوني لتلحقهم صاروخينأخرىلتتأكدمن استشهاد جميع الأطفال وليكونوا محظوظين بعض الشيء أن تحدث مجزرتهم أمام عدسات الكاميرات .

المرح لألم

وكانت اصواتهم وفق الصياد أبراهيم بكر 45عاما تعلوا وهم يلعبون بكرة القدم بعد أن تفقدوا مراكب الصيادين الذين تعرضوا للقصف والحرق وخاصة مركبة جدهم والتي تخدم ما يقارب 14 عائلة, ولكن سرعان ما أسكتت الطائرات هذه الأصوات المرح لتعيد للميناء حاله الصمت مرة أخرى.

ليستشهد عاهد بكر 10 أعوم ويذهب اليه عم  عاهد 10 اعوام وقريبة إسماعيل9 أعوام حمد 9 أعوام لينقذوه فيصيبهم الصاروخ الثاني وتناثرت أجسادهم الصغيرة على رمال البحر وتختلط به, ويهرب الناجي الوحيد منتصر بالله 10 أعوام خوفا من أن يصاب هو الاخر ويصيبه هستيريا الصراخ.

وبمجرد سماع صوت القصف الذي استهدف الشاطئ هرع أبناء عائلة بكر مكان الاستهداف, ليقول أبراهيم لدنيا الوطن:" تربطنا بأبنائنا رابطة قوية وهذا ناتج عن ارتباطنا في البحر فبمجرد ما سمعنا بالقصف وافتقدنا أبناءنا وشعرنا بأنهم هم من المستهدفين فانطلقنا لهم وفجعنا بوضعهم فلم نتصور أن يتم بهذا الشكل استهدفهم".

ولم تهدئ أم الطفل عاهد فكانت بشكل هستيري تبكي وتصرخ وأغمي عليها اكثر من مره ففاجعتها بأبنها الوحيد كانت كبيرة, فلم يبقي لها غير اربعة فتيات كانوا في وضع أصعب من والدتهم, ولم تستطع الحديث كثيرا ولكن طالبت أن يتم محاسبتهم وأن يرفع أباء عائلة بكر قضية في المحاكم لمقاضاة قوات الاحتلال, وتنهي حديثها ويغمي عليها بعد ذلك,"أبني حبيبي ذهب ذهب ".

الانتقام

الأب والذي كان هو الاخر في حالة صدمة, قال لدنيا الوطن:" كانت أتعامل معه بأنه شخص كبير ويتحمل الكثيرمن الأمور, كان سندي الوحيد, فقد أنجب وأنا في السجن وعدت إلى غزة  عمره 11 شهر, أفقدوني الإسرائيليون أن أستمتع بطفولة أبني وفقدته الأن كليا, لن أنسي ما فعلوه بي وسأنتقم منهم مهما طال الزمان ".

ويتسأل ما ذنب عاهد وزكريا وإسماعيل ومحمد أن يقتلوا وهم لعبون وكان واضحة لديهم أنهم لا يحملون أي صواريخ ولا يشكلون لهم أي خطر عليهم, ولم يكتفوا بالاستهداف مرة بل أكثر من مرة فهم كانوا مصممين على قتلهم تعاملوا معهم على أنهم العاب شطرنج ويجب أصابتها والتخلص منهم .

وبالكاد يستطيع والد زكريا وجد عاهد وعم أسماعيل ومحمد الوقوف فالمصيبة جلل ولم يستطع البكاء, ويقول لدنيا الوطن:" لا اعلم هل احزن على أبني أم باقي الأطفال فجميعهم أبنائي, لقد ذهبوا بدون علمنا قالوا نهم سيلهون قريبين من المنزل, ولكنهم مرتبطون كثيرا بالبحر وبالسفن فمنذ سماعهم عن تدمير مراكبنا وهم يحاولون الذهاب وكنا نمنعهم ".

وشارك المئات من عائلة بكر مصيبة العائلات ,حيث كان الحي مثل خلية النحل أناس تخرج وأخرى تدخل في شمال مخيم الشاطئ للاجئين، حيث تم توديع الشهداء وسط حزن وبكاء وصراخ قبل أن تقام صلاة الجنازة في مسجد "ابو حصيرة" .

الجريمة بدأت باستهداف السفن

وبدوره بين عضو اللجنة في الجبهة الشعبية خميس بكر أن ما قامت به البحرية الصهيونية من حرق ونسف مجموعة من المراكب الراسية بميناء غزة جعل الصبية من عائلة بكر تتجه صوب ميناء غزة, بطفولتها البيضاء البريئة متجه إلى ميناء عن طريق الشط البحري ليمد البحر لسانه ليقبل وليعانق اقدامهم ويلهون بأزيز مياهه وحينما وصلوا لمبتغاهم لقفتهم البحرية الصهيونية صاروخا مفجر المكان .

وأضاف لدنيا الوطن :"هربو هرعو خوفا تفرقوا وإذا بالطيران الحربي الصهيوني يباغتهم بصواريخه فيسقط احدهم يعودوا متفرقين متنافرين منهم من عاد ليلتقط اشلاء أبن أخيه فتم قصفه بصاروخ ثالث ليسقط أربع شهداء أعمارهم متقاربة سن العاشرة ويصاب أصيب أخر من أبناء العم".

وأعتبر بكر هذه الجريمة بأنها شنعاء ومنظمة والتي اشتركت به أقوي جيوش العالم, لولا الصحافة وهمة الصحفيين هم من جعلواللصورة لغة خطابية يفهمها كل شعوب الأرض, فالصحافة التي صورة الجريمة تستحق أرفع وسام أنساني عالمي.

وأدان من جانبه المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة حقوق إنسان أوربية شرق أوسطية، مركزها جنيف في سويسرا)، استهداف أطفال عائلة بكر.

وقال المرصد في بيان تلقت دنيا الوطن نسخةً عنه إن إسرائيل تتعمد ممارسة القتل المنظّم، بحق أطفال قطاع غزة، دون أن تُلقي بالا للعدالة، ولا للمعايير الدولية.

وأضاف بيان المرصد «هناك قتل جماعي يستهدف أطفال القطاع، وعلى المؤسسات الحقوقية الدولية، أن تتدخل لحماية صغار وأطفال غزة مما ترتكبه القوات الإسرائيلية، من انتهاكات متواصلة ترقى لجرائم الحرب، والإبادة”.

ويُشكل الأطفال وفق إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني نسبة 60٪ من سكان قطاع غزة, يعاني 30٪ منهم بحسب إحصاءات حقوقيـة أمراضاً نفسية متعددة منها الخوف الشديد وأعراض الصدمة النفسية والعصبية جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينتهـم .







التعليقات