الاتحاد الخليجي - العربي قادم

بقلم: عبدالله عيسى

الظروف كلها تغيرت بعد وصول الرئيسي السيسي للحكم .. وقد تشكل ما يشبه حلف عسكري خليجي مصري أردني مغربي وقد أعلن السيسي أكثر من مرة أن امن دول الخليج جزء من الأمن القومي المصري .

واعتقد أن الحالة القائمة الآن تشبه ما فعله بوتين في روسيا وكيف حقق نهضة عظيمة وهو يعمل على استعادة دول الاتحاد السوفيتي السابق ولكنها  استعادة انتقائية وليس كلها فهو لا يريد دولا تكون عبئا عليه بل الدول التي تستفيد منها روسيا .

جميل أن تبدأ دول الخليج مع مصر والأردن والمغرب ولتكن العلاقة بحلف عسكري واقتصادي ثم تنضم دول عربية عديدة إلى هذا الاتحاد ليصبح قوة هائلة مهيبة في المنطقة وله ثقل كبير على الساحة الدولية مثل الاتحاد الأوروبي .

لا يوجد دولة في العالم تقف لوحدها.. العالم كله قائم على أحلاف وتكتلات إقليمية ودولية وعلى رأسها أمريكا وروسيا لديهم أحلافهم في العالم .

في قمة عربية وأظنها الأخيرة التي شارك بها وعندما طرح موضوع فلسطين وإسرائيل قال  القذافي :" يا قوم أوجعتم رأسنا بهذه القصة تعالوا نحسبها كم لدينا من السلاح وكم لدى إسرائيل .. وبدا يحسب بعجالة وشفويا فوصل إلى رقم مهول ألاف الطائرات وعشرات آلاف الدبابات وآلاف الصواريخ .. أي أضعاف ما تملكه إسرائيل .

فقال بعض القوم الحاضرين من الرؤساء :" موضوع الحرب ضد إسرائيل غير مطروح أبدا .. لا تتعب نفسك بالحساب ".

ما حسبه القذافي كان صحيحا بدون شك  بل أن نتنياهو يعترف بذلك ويقول:" إن التفوق الكمي العربي في مجال السلاح يعتبر نوعيا في أي حرب قادمة ضد إسرائيل وهذا الكم الهائل سيتغلب على التفوق التكنولوجي العسكري الإسرائيلي ".

الاتحاد الأوروبي بدأ بوحدة اقتصادية ثم بدأت تجربة وحدوية شاملة ثلاث دول فقط في الثمانينات سميت دول البينالوكس في حينها :" هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ ".. وكانت نواة الاتحاد الأوروبي الحالي .

التجربة الخليجية مع مصر والأردن والمغرب ستكون نواة لاتحاد عربي إن بدا بالتعاون الاقتصادي والعسكري واهم شيء تهيئة رأي عام عربي مساند لهذا الاتحاد وفي حينها ستكون هذه النوة الوحدوية العربية صخرة قوية تتصدى لكل التحديات التي تواجه الدول العربية وهي تحديات كثيرة إسرائيل واحدة منها فقط .