متى ستنتهي الحرب ؟

متى ستنتهي الحرب ؟
كتب غازي مرتجى
تحليل سريع للعدوان على قطاع غزة وامكانيات وقفه او اشتعاله :

*في علم الرياضيات هناك ما يسمى "نقطة حرجة" اما ان ترتفع الاشارة للاعلى او تهبط لأدنى مستوى وهي النقطة التي وصل اليها العدوان على قطاع غزة الآن , الجهود الدولية والعربية والمحلية لإبرام اتفاق تهدئة في أشده , المقاومة تُصعّد في محاولة لكسب مزيد من النقاط واسرائيل ترتكب مزيد من المجازر لتخرج على الاقل بـ"بياض وجه" امام مواطنيها المهزومين والضغط على المواطنين الفلسطينيين والمقاومة بنفس المستوى , عند ارتفاع منسوب التصعيد من الطرفين -مع فارق التعبير- فإنّ الوصول الى النقطة الحرجة يكون خلال ساعات قليلة وربما وصل بالفعل .. 
في حال نجاح الجهود العربية والدولية باقناع حركة حماس بالعودة الى اتفاق التهدئة 2012 مع ضمانات سريّة حتى يتم الحفاظ على صورة اسرائيل -اتفاق 2012 يوافق عليه نتنياهو منذ بدء العدوان اصلاً- والمفاوضات تتم الآن حول البنود السرية او الاضافية لاتفاق 2012 , لو وافقت المقاومة على هذه الصيغة فإن الأمور ستهدأ وسينتهي العدوان على القطاع خلال يومين على ابعد تقدير .
لكن ..؟

*اسرائيل فتحت مخالبها واستعدت لاستمرار العدوان على القطاع وتراهن على عامل الوقت لاسكات صوت الصواريخ في قطاع غزة ولتحديد مزيد من الاهداف لعدوانها وتحاول بكل السبل "تبييض" صفحتها امام العالم والمجتمع الدولي في محاولة لاقناع العالم ان غزة هي من ترفض وقف النار وان اسرائيل مستعدة لذلك .. وكل ما حصل خلال ايام العدوان الستّة لم يكن إلا تحضير لما هو قادم .. اسرائيل تعمل على الحصول على تأييد دولي لعدوانها وصمت عربي وانهاء اي دور ضاغط عليها خاصة من قطر وتركيا ..وفي المقابل تتحضر لتحديد مزيد من الاهداف في القطاع وتحضّر لعمليتها البرية التي اقتربت بقوّة وستنفّذ عملية الارض المحروقة قبل بدء اجتياحها للقطاع ..

"عملية الارض المحروقة" : قصف كل المناطق المحاذية لاسرائيل في القطاع -المناطق الشرقية والحدود الشمالية وفي الجنوب في رفح والقرارة في خانيونس- لتدخل تلك المناطق وهي على ثقة بانه لن يقابلها نفق طائر او عبوّة ناسفة او قوّة استشهادية.

* على جانب المقاومة الفلسطينية , تحاول الفصائل التصعيد باستمرار لتحسين الشروط المنحازة لاسرائيل حتى اللحظة وتحاول المقاومة اعطاء صورة حقيقية لما سيلاحق اسرائيل في القطاع وانّ غزة ليست نزهة كما يعتقد الجيش الاسرائيلي .

المجمل العام :

حدوث مفاجآت بموافقة المقاومة على اتفاقية 2012 مع بعض التعديلات وتحقيق انجازات للمواطنين الفلسطينيين الذين لن يقبلوا باتفاق هدوء مقابل هدوء كما اكدت لهم الفصائل المقاومة فهذا يعني اننا امام تهدئة قريبة جداً لن يتجاوز الاعلان عنها سوى ساعات قريبة قادمة .

في حال استمرار العدوان والمجازر الاسرائيلية وعدم اعطاء المقاومة الفلسطينية اي خروج آمن وانجازات جديدة تضمن على الاقل رفع حصار غزة وفتح معبر رفح وضمانات أخرى فهذا يعني اننا امام ايام عصيبة جداً تكون فيها اسرائيل قد اتمت استعداداتها للعملية البرية على القطاع وهيّأت الراي العام الداخلي على ما سيحصل لجنودهم وهيّأت العالم لتقبّل المجازر التي ستقوم بها في القطاع ولن تنتهي العملية بالسرعة المتوقعة وقد تستمر أيام عدّة أخرى .

التعليقات