قرأت لك من كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع

قرأت لك من كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع
بقلم: دكتور ضياء الدين الخزندار

دمعة على عرب العصر ما ان يكتمل اى قائد عربى اعوامة المديدة وهو على سدة الحكم حتى يبرز الينا المنافقون والمنتفعون ينسبون الية افعالا وافضالا من بها على شعبة . احسب انة لو كان لها ظل ولو ضئيل من واقع, لما جاز ان نتخيل ان هناك شعبا يعيش فى عز وسعادة ورفاهية وثراء واباء وامن وامان فى ظل حماية هذا الزعيم فالمغوار نشر بين الناس العدل والقسط والمساواة والانصاف حتى نام الناس امنين ومارسوا حياتهم هانئين مطمئنين وفجر هذا المغوار الارض ينابيع ماء فروى الناس والزرع والدواب كما فجر ابار البترول توفر الطاقة تمد البلاد والعباد بالمحروقات والثروات وتصونهم من ذل الحاجة او طرق ابواب الاخرين وفتح دور العلم ونشر الجامعات والمدارس فى كل الربوع حتى عم الضياء وقطع دابر الجهل والظلام كما قطع دابر الفقر والحاجة ويبدوا ان المغوار وحولة المغاوير الصغار والمنافقين قد افادوا الكثير من طويل الممارسة وعريض وعميق الخبرة والتجربة فى عالم النفاق والدجل والخداع فبعد ان كانوا يكتفون او يقتصرون على تسخير وسائل الاعلام المختلفة للاشادة بسيرهم الحافلة وطلاء التاريخ ووجوههم بطلاء خادع كطلاء وجة عروس فى ليلة الحناء وجدوا انة من الممكن توسيع دائرة النفاق والتملق لتتعدى كافة الحدود وقد جاءت قريحة واحد من شعراء المغاوير والمغاوير فى عالمنا العربى لهم شعراؤهم وادباؤهم وكتابهم الشاحذين لاقلامهم وقرائحهم وعقائرهم فذبح نظما فريدا قال فية عن العهد الميمون والمغوار المفتون :عز ومجد وايمان وتضحية ومكرمات بها تسمو عن العدد .. زدنا مضاء فما كلت سواعدنا عن النضال بعزم منك منفرد .... ياحافظ العهد ياحامى حمى وطن زرعتة بالعلا والمن والرغد . ولا احسب ان هناك نفاقا يجارى او يبارى هذا النفاق الانفاق المنافقين فى صحبة المستبدين ودخول كراسى المتجبرين الاالذين ابتلى بهم عالمنا العربى احلوا المحن والنكبات ببلادهم واشاعوا فيها الفقر والحاجة وعاثوا الفساد والافساد وتخاذلوا فى المعارك والمواقف امام الاعداء ومع ذلك فهم العادلون الحكماء الشجعان الابطال الرموز الاعلام وهؤلاء المغاوير بعد ان افقروا البلاد والعباد واثرى من دماء المساكين واثرى معة الاذناب صار يتسول لقمة الخبز من الشرق والغرب . انها محنة العرب عرب العصر الحديث والقديم وهم يعيشون عصر التهميش فى ظلام الفقر والعوز والحاجة ثم تنعق حولهم ابواق المنافقين كالغربان من حولهم بالمجد . دمعة حزينة بل دمعات حزينات بل سيل من الدمع الحزين على عرب العصر فلا غرابة ان ياتى الربيع العربى ضد حكام مثل هؤلاء الحكام (من كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع)

غزة فلسطين

التعليقات