المصالحة وحكومة الوفاق : كيف .. لماذا .. وإلى أين !؟

المصالحة وحكومة الوفاق : كيف .. لماذا .. وإلى أين !؟
غزة -خاص دنيا الوطن - اياد العبادلة

مرت المصالحة الفلسطينية منذ الاعلان عن تشكيل حكومة التوافق الوطني بعدة ازمات والغام وضعت على طريق تنفيذ المصالحة اصدمت اولها حكومة التوافق الوطني بالانفجار الاول الذي زلزل كيانها ووضع الشارع الفلسطيني والغزي خاصة في دائرة التساؤلات والتفكير الملي بما حدث في جولات المحادثات التي سبقت التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية في معسكر الشاطيء غرب مدينة غزة بين وفد القيادة الفلسطينية وحركة حماس.

اول الالغام التي انفجرت في طريق حكومة التوافق الوطني هو اغلاق البنوك على موظفي السلطة الفلسطينية ومنعهم من استلام رواتبهم بالقوة ,الامر الذي اعاد نوبة الحقد مرة اخرى في نفوس الموظفين بين الحكومتين.

وفي اتصال هاتفي مع القيادي في حركة حماس د احمد يوسف أكد لـ"دنيا الوطن" ان عدة مبادرات من عدد من المؤسسات والشخصيات الوطنية قدمت من اجل انهاء الازمة الى الطرفين وبالفعل تم التوصل الى صيغة حل وتم على اثرها فتح البنوك وبحسب مرجعية اتفاق القاهرة.

ولكن السؤال الاهم هل سيعيد موظفي حكومة غزة الكرة في كل موعد لصرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية؟ ولم يتوقف المواطنين في قطاع غزة عند هذا الحد بل ذهبوا بعيدا لطرح المزيد من المسألة ابرزها  هل المصالحة كانت مخرج لحركة حماس من الاعباء المالية التي كانت تعاني منها؟ وهل هي مصالحة حقيقية ام ادارة للانقسام كما يراها غالبية المواطنين والنتيجة ظهرت في العقبات التي وضعت في طريق حكومة التوافق من قبل موظفي حكومة غزة وما هي حقيقة تنازل حماس عن الحكم وهل كانت من اجل المصالحة ام مشاركة في الحكم دون اعباء مادية ومالية "تجربة حزب الله"؟

وحول ما اذا كانت حكومة التوافق الوطني بالفعل حكومة وفاق وطني ومصالحة ام انها ادارة للانقسام اوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول ان الامر بالنسبة لحكومة التوافق الوطني مرهون بالرؤية والقناعة الراسخة بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية .

ونوه الى انه في حال كانت الدوافع والنية صادقة فان الحكومة القادمة ستنجح في تذليل كافة العقبات والعمل على انهاء الانقسام بشكل جذري وعودة اللحمة الوطنية الصادقة ,واما اذا كانت المصالحة خطوة فرضتها المتغيرات فستصبح حكومة لإدارة الانقسام.

وحذر الغول من العقبات الكثيرة والالغام التي تعترض طريق حكومة التوافق الوطني والتي مكن ان تنفجر في أي لحظة قادمة خصوصا اذا لم تحل قضية رواتب موظفي حكومة غزة بشكل جذري اضافة الى قضية العسكريين واللجنة الامنية ودورها عملية دمج الاجهزة الامنية. 

وشدد الغول على ضورة حل الاشكاليات العالقة وعدم الانتظار طويلا محذرا من العقبات التي من شأنها ان تقف عائقا في وجه حكومة التوافق الوطني واكد على ان لم يتم حلها ستتحول الحكومة الى حكومة لإدارة الانقسام فقط.

وبالاشارة الى اهم الدوافع التي لجأت اليها حركة حماس من اجل التوقيع على المصالحة أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ان الاعباء والالتزامات المالية هي اهم احد الدوافع التي دفعت حركة حماس ان تلجأ الى المصالحة بالاضافة الى التغيرات الاقليمية والدولية ,والحائط المسدود التي وصلت اليه الحركة من حقيقة تقول "لا مستقبل الا بالمصالحة".

وعن حقيقة تكرار التجربة اللبنانية "تجربة حزب الله في لبنان" اوضح استاذ الاقتصاد والفكر السياسي في جامعة القدس المفتوحة د هشام ابو يونس حركة حماس لجأت الى تكرار تجربة حزب الله في لبنان والاستفادة منها بعد الازمة المالية الخانقة التي مرت بها ابان حكمها لقطاع غزة على مر سبع سنوات .

وبين ان تجربة حزب الله في لبنان تعتمد على توسيع المشاركة في الحياة النيابية والبرلمان اللبناني من اجل التحكم في القرارات المصيرية بعد الحصول على نسبة تمكنها من التحكم في القرارت وحجب الثقة عن بعضها.

ومن جهتها اعتبرت الكاتبة والمحللة السياسية الاستاذة رهام عودة ان المصالحة الفلسطينية كانت مخرج للطرفين حركتي "فتح وحماس" وان على الطرفين ان يبذلا مزيدا من الجهد من اجل انقاذ ما تم الاتفاق عليه .

ونوهت الى ان الطرفين استخدما المصالحة لمخرج على الصعيد السياسي لهما فعلى صعيد حركة حماس المصالحة خففت عنها الاعباء المالية ودفعتها للعودة مرة اخرى الى للتركيز على المقاومة واستثمار جهودها في المقاومة والعمل على عودة شعبيتها خصوصا في قطاع غزة ,كما اشارت الى ان حركة فتح كانت تسعى الى انجاز المصالحة من اجل دعم موقف مفاوضيها ومواقفها وقراراتها لمواجهة الضغوطات الاسرائيلية والدولية.

وعن تقييمها لحقيقة ما دار في الاروقة من اتفاقات بلورت في نهايتها "اتفاق المصالحة" قالت الاستاذة رهام عودة ان المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل المصالحة تعتبر فترة اختبار , ولا نستطيع الحكم عليها مؤكدة على انها تمثل ادارة للخلافات القائمة من اجل الوصول الى نقاط مشتركة من اجل ان يتفق عليها طرفي االنقسام.

الجدير بالذكر ان المواطنين الفلسطينيين يبدون تخوفا كبيرا من  نتائج المصالحة خصوصا في الوقت الذي انفجرت فيه الالغام على اول طريقها باغلاق البنوك من قبل موظفي حكومة غزة ومنع موظفي السلطة الفلسطينية من استلام رواتبهم عبر البنوك.

التعليقات