قراءة في كتاب يهود اليمن والهجرة إلي فلسطين 1881م - 1950م

قراءة في كتاب يهود اليمن والهجرة إلي فلسطين 1881م  -  1950م
قراءة في كتاب

يهود اليمن والهجرة إلي فلسطين
1881م - 1950م

الطبعة الثانية
1998م

تأليف
الدكتور / محمد عبد الكريم عكاشة

إعداد

رائد متقاعد / جمال حماد المقيد

كاتب صحفي وباحث

غزة فلسطين

مايو/ 2014


قراءة في كتاب يهود اليمن والهجرة إلي فلسطين
1881م / 1950م

بينما كنت أتصفح بين طيات الكتب في مكتبتي المتواضعة لفت إنتباهي كتاب يحمل هذا العنوان مما دفعني حب قراءتة والإطلاع علية لمعرفة مابين السطور وبينما كنت أقرأ هذا الكتاب وأبحر بين صفحاتة مما شجعني بأن أمسك قلمي لتدوين أهم الظروف التي عاشها أهل اليمن في تلك الحقبة الزمنية والأسباب التي دفعت يهود اليمن للخروج من اليمن السعيدوالهجرة ألي فلسظين والطرق التي إستخدمتها بريطانيا والصهيونية لتشجيع يهود اليمن للهجرة حيث إنني أشير هنا بأن الأخ محمد عيد الكريم عكاشة وهو مؤاف لهذا الكتاب كان له جهد طيب في جمع المعلومات والحقائق والوثائق من مصادرها المختلفة لحين وفقه الله لتأليف هذا الكتاب الرائع والهادف لتوضيح الرؤية عن يهود اليمن والهجرة إلي فلسطين منذ العام 1881م – 1950م
يحتوي هذا الكتاب علي (359) صفحة
وينقسم هذا الكتاب إلي خمسة فصول
إضافة إلي المقدمة – والخاتمة – ومصادر البحث والملاحق والوثائق باللغة الإنجليزية تناول الدكتور /محمد عكاشة في بداية الكتاب بالمقدمة حيث قال
ركزت الحركة الصهيونية في دعايتها وإدعاإتها لتحقيق أهدافها علي القول بأن اليهود في أنحاء العالم هم من جنس واحد وأن هذا الجنس قد عاني كثيرا من عمليات الأضطهاد في البلدان المختلفةالتي تواجد فيها وأن حل هذة المشكلة (معاداة للسامية)
يكمن في إقامة دولة لهؤلاء المضطدين من خلال الهجرة إلي فلسطين
بهدف تسليط الأضواء علي جملة من الجقائق التاريخية التي تناقض وتد حض تماما مثل تلك الإدعاءات وتظهر زيفها خاصة وأن الكتابات العربية عن يهود اليمن والبلاد العربية الأخري شحيحة ونادرة
المؤلف الدكتور محمد عكاشة سجل ملاحظتين في المقدمة قائلا *
أولا
إن الدراسة قد تناولت فترة زمنية طويلة علي غير ماهو متبع في الكتابات المتخصصة التي تتقيد بفترة زمنية قصيرة حيث نوة المؤلف بأن تاريخ الطائفة اليهودية اليمنية وحركة هجرتها إلي فلسطين لم يتم الكتابة فيها من قبل الكتاب العرب بل إن المؤلفات اليمنية علي وفرتها لم تتعرض لتاريخ الطائفة إلا لماما لأن المؤرخين اليمنيين إعتبروا يهود اليمن جزء من الشعب اليمني وبالتالي لم ينظروا إلي تاريخ الطائفة اليهودية كتاريخ مستقل عن تاريخ اليمن

ثانيا
إن الدراسة تطرقت وبشكل موجز إلي بعض الجوانب من تاريخ اليمن وفلسطين وتاريخ الحركة الصهيونية والسياسة البريطانية لتوضيح الظروف التاريخية التي تمت فيها حركة هجرة يهود اليمن إلي قلسطين
فصول الكتاب

الفصل الأول
اليهودية والأصل اليمني ليهود اليمن
حيث تناول أربعة نقاط هي
أ‌- وصول اليهودية لليمن
ب‌- إعتناق أب كرب أسعد لليهودية
ج- زنواس واليهودية
د- يهود اليمن من أصل يمني
الفصل الثاني

الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية ليهود اليمن حيث تناول في سردة للحقائق إلي خمس نقاط هي
ا - الحكم الإسلامي ويهود اليمن
ب- حركة سباي زيفي وتأثيرها علي يهود اليمن
ج- حادثة إجلاء يهود اليمن عن صنعاء
د- يهود عدن والمحميات جنوب اليمن في ظل الإحتلال البريطاني
ه- الطائفة اليهودية في شمال اليمن وأوضاعها الإقتصادية والإجتماعية
الفصل الثالث
هجرة يهود اليمن من 1881م – 1918م
تناول هذا الفصل خمسة عناوين رئيسية هي0
أ‌- البداية الأولي لهجرة يهود اليمن
ب‌- المنظمة الصهيونية ومسألة الهجرة
ج- مكتب فلسطين والهجرة المنظمة ليهود اليمن
د- الصراع التركي اليمني والهجرة اليهودية إلي فلسطين
الفصل الرايع
هجرة يهود اليمن من 1919م – 1939م
حيث تناول في سردة للخقائق لخمسة قضايا رئيسية هي
أ‌- حصول الصهيونية علي تصريح بلقور
ب‌- صك الإنتداب ومسألة الهجرة والأرض
ج- الحركة الوطنية الفلسطينية وموقفها من السياسة البريطانية الصهيونية
د- هجرة يهود اليمن
ه- أعداد المهاجرين من يهود اليمن
الفصل الخامس
هجرة بهود اليمن من عام 1939م – 1950م
هذا الفصل تناول خمسة قضايا تاريخية هامة جدا وهي0
أ‌- السياسة البريطانية والتحرك الصهيوني أثناء الحرب العالمية الثانية
ب‌- السياسة الأمريكية الصهيونية وقرار التقسيم
ج- الوكالة اليهودية وهجرة يهود اليمن من عام 1939م – 1949م
د- أحداث عدن ديسمبر عام 1947م
ه- الهجرة الكبري ليهود اليمن ديسمبر 1948م – سبتمبر 1950م
خاتمة
أشار المؤلف الدكتور محمد عبد الكريم عكاشة في هذة الدراسة بين سطور هذا الكتاب إلي العديد من المفاصل الهامة والحقائق والوثائق والمعلومات حول يهود اليمن ومن ضعف هذة الحقائق التاريخية

• أشارت هذة الدراسة قي هذا الكتاب إلي أن يهود اليمن هم من أصل يمني فأعتناق حاكمين من حكام اليمن للديانة اليهودية ومحاولة جعلها الديانة الرسمية لا يعني لأن معتنقيها في اليمن هم من أصل عبراني أو إسرائيلي0
• أوضحت الدراسة بأن اليمن عشية دخولها الإسلام كان يتواجد علي أرضها أتباع مذاهب ومعتقدات دينية مختلفة 0
• وأنة عند دخول أهل اليمن قي الإسلام دخل قسم من يهود اليمن في هذا الدين الجديد بينما ظل القسم الأخر علي يهوديتة وشكلا طائفة دينية قليلة العدد0
• تبين لنا من هذة الدراسة أن الطائفة اليهودية عاشت قي ظل الحكم العربي الإسلامي وكذا في ظل النظام الإمامى لشمال اليمن والحكم البريطاني لجنوب اليمن حياة أمنة مستقرة فمارست شعائرها الدينية بكل حرية وحظيت بوضع اقتصادي جيد ولم تتعرض لأي مضايقات أو أعمال إضطهاد بسبب معتقداتهم أو نشاطها الإقتصادي
• أشارت الدراسة إلي أن حركة هجرة يهود اليمن لم تتم أرادتهم الذاتية لأن الفكرة الأساسية في مفهوم ووعي يهود اليمن حول هجرتهم وعودتهم إلي ما يسمي بأرض الميعاد ترتبط بشكل أساسي لظهور الماسج المهلص أي أن تلك العوجة لن تتم إلا بإرادة ألهية وليست بقوة أو إرادة بشرية
• بينت الدراسة أن هجرة يهود اليمن إلي فلسطين لم تتم نتيجة عمليات إضطهاد أونهب أوسلب مورست بحقهم من قبل السلطات الحاكمة قي اليمن أو من قبل أبناء الشعب اليمني
• أوضحت الدراسة بأن حركة هجرة يهود اليمن إلي فلسطين بدأت مع ظهور المنظمة الصهيونية وإيفادها للمبعوثين إلي اليمن لهدف تحريض يهودها علي الهجرة وإستمرات الصهيونية بأ تباع هذا الأسلوب التحريضي خاصة بعد حصول الصهيونية علي تصريح بلفور وخضوع فلسطين للإحتلال البريطاني
• أوضحت الدراسة كيف أن حركة هجرة يهود اليمن تأثرت هبوطا وصعودا بأحداث التطورات السياسية سواء قي اليمن وفلسطين أو ممارسات ونشاطات الأجهزة الصهيونية وكذا دور السلطات البريطانية قي فلسطين وعدن ولندن
• بينت الدراسة أن الهجرة الكبري ليهود اليمن قد حدثت بعد الإعلان عن قيام أسرائيل وتوقيع الدول العربية المجاورة لفلسطين علي إتفاقيات الهدنة لتنشيط حركة الدعاية والتحريض من قبل المند وبين والدعاة الصهاينة الذين عملواعلي الاتصال بالتجمعات اليهودية لتحريضها وتحفيزها على الهجرة , منتهجين سياسة دعائية ذات وجهين تقوم على كل السلبيات حيث يقيمون وكل الايجابيات حيث سيهاجرون
طبعاً أشار المؤلف إلى نقطة هامة وهي بأن هؤلاء الدعاة والمندوبيين قد استغلوا بنجاح كبير سذاجة يهود اليمن وعدم وعيهم وادراكهم لأبعاد السياسة الصهيونية , وأن هؤلاء الدعاة استفادوا فائدة كبرى من التعاون اللامحدود الذي أبدته السلطات البريطانية
فإنه رغم السياسة الدعائية التضليلية , وما نجم من عمليات التهجير التي أدت إلى هجرة حوالي مائة وعشرة آلاف من يهود اليمن , إلا أن أعداداً من يهود اليمن ظلت باقية ومتمسكة بوطنها اليمني , حيث تعيش حياتها الروحية ,والاقتصادية بحرية تامة , ومع ذلك فإن الصهيونية تحاول جاهدة في هذه الأيام إثارة حملة من الدعاية التضليلية في محاولة للتمكن من هذه البقية وإجلائها عن اليمن .
التطورات على صعيد الحركة الوطنية الفلسطينية
ارتبطت اليمن وفلسطين منذ القدم بعلاقات تاريخية , ففي زمن الممالك اليمنية القديمة كانت القوافل التجارية تغدو وتروح مابين اليمن وفلسطين , ومنذ ظهور الإسلام شارك اليمنيون في الفتوحات الإسلامية وسكنت بعض قبائلهم في فلسطين , وقد تواصلت العلاقات بين اليمن وفلسطين في المراحل التاريخية اللاحقة , واستقر بعض اليمنيين في فلسطين , واتخذوا منها وطناً لهم , ولا تزال الحارات اليمنية موجودة حتى اليوم , ومع خضوع فلسطين للاحتلال البريطاني , ومع انتهاج حكومة الانتداب سياسة صهيونية قائمة على فتح أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية واستملاك اليهود للأراضي , أخذت الحركة الوطنية الفلسطينية في التصدي لهذه السياسة , وفي خضم عملية المقاومة , أولت الحركة الوطنية أهمية للدعم الخارجي , وخاصة دعم ومناصرة الأقطار العربية وبرغم أن اليمن لم تكن دولة حدودية مجاورة لفلسطين , إلا ان الاهتمام اليمني بفلسطين وبجهاد شعب فلسطين كان واضحاً وبارزاً .
وأشير هنا إلى المصادر التي اعتمد عليها الدكتور عكاشة في هذه الدراسة فقد اعتمدت على عدد من المخطوطات اليمنية , وعلى بعض المؤلفات العربية بما فيها من نتف وقلة في المعلومات , حيث استفاد من بعض الدوريات ومن اللقاءات التي أجراها مع عدد من الإخوة اليمنيين ممن عاصروا بعض أحداث هذه الدراسة كما رجع المؤلف إلى مجموعة من الوثائق والتقارير وعدد من المؤلفات والدوريات الأجنبية وأضاف إلى الكتاب بعض الملاحق من نماذج لمخطوطات ووثائق غير منشورة .

التعليقات