المؤرخ سامي مبيض يوضح حقيقة تشويه باب الحارة لتاريخ دمشق

المؤرخ سامي مبيض يوضح حقيقة تشويه باب الحارة لتاريخ دمشق
رام الله - دنيا الوطن
- أوضح المؤرخ الدكتور ” سامي مبيض ” تفاصل تتعلق بمسلسل ” باب الحارة ” وما تضمنه من معلومات مشوهة ولا تمت لتاريخ دمشق بصلة , لا بل تشوهه دون أن يذكر ذلك صراحة .

الدكتور المختص بتاريخ مدينة دمشق السياسي والإجتماعي المعاصر من عام 1908 وحتى عام 1958 قال في تصريح لـ ” دراميات ” نشره على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك ” : في عام 2006 اتصل بي أحد القائمين على مسلسل ” باب الحارة ” للإستفسار عن بعض الأمور التاريخية ، وسألني : ” أحداث العمل تدور عام 1932 فهل كان هناك كهرباء بدمشق ؟ ” أجبته نعم ، وإن التيار الكهربائي ” الكوران ” دشن في عاصمة الأمويين عام 1907 “.

وهنا لا بد من الإشارة الى أن العمل لم يتضمن الإشارة إلى وصول الكهرباء لعاصمة الامويين خلال الأجزاء الخمسة من العمل .
وأضاف المؤرخ مبيض : ” للحقيقة أنا أحب هذا العمل وأقدر الجهود التي بذلت من أجله , ولا انكر أنه دخل التاريخ من بابه الواسع ، ولكنني ذهلت عند مشاهدة الجزء الأول لكثرة الأخطاء التاريخية , من أبرزها :

- دمشق لم تغلق أبوابها يوماُ ، فكانت دوماً مدينة النور والعلم والتجارة , لا يوجد باب يغلق في حارات دمشق ، مثل العصور الوسطى في أوروبا .

- لم نشاهد سينما واحدة في المسلسل ، أو جريدة ، أو مطبعة ، أو ندوة ثقافية . دمشق عام 1932 كانت مدينة متطورة للغاية ، فيها صناعة سينما ، قانون سير للمركبات ، ترامواي ، ندوات أدبية ، حفلات سهر على موسيقى غربية مثل ” فرانك سيناترا ” أو شرقية على ألحان ” عبد الوهاب ” و ” أم كلثوم ” ، فيها مظاهرات نسائية ، ورجال فكر ، وجامعة قل مثيلها بالعالم إسمها ” الجامعة السورية ” . رجالات دمشق يومها كانوا ” الشهبندر ” و ” الخوري ” و ” البارودي ” وغيرهم ، مع الإحترام الشديد لنبل مهنة الخضرجي ، والحلاق ، والفران ، والمجلخ .

- العلم الفرنسي الموجود في المخفر معلق بالإتجاه الخاطئ ، فألوانه عامودية وليست أفقية .

- أبناء العائلات الثرية بدمشق لا تلبس الشروال ، بل ” القمباز ” , الشروال للفعالة والأرض فقط .

- الطربوش لا يوضع طب على الطاولة بعد خلعه من على الرأس ، فهذا فال بشع , الطربوش ” الطب ” يوضع على نعش الميت فقط .

- دمشق ليست شيكاغو في أفلام الكاوبوي , لا أحد يخرج خنجره للقتال في أي وقت أو أي ظرفٍ كان , الخنجر سلاح أبيض ولم تكن فرنسا تسمح بإستخدامه بهذا الشكل الكوميدي .

- سيدات دمشق مثال للرقي والأنوثة واللباقة والإحترام ، لا يتكلمن مع بعضهن البعض بهذا الشكل القبيح , كان بعضهن يومهاً يدرسن في الجامعة أو يكتبن في الصحف المحلية .

- لا يوجد في دمشق شخص اسمه ” العقيد ” ، هناك زعيم يمثل الأهالي ويحمي مصالحهم ، وهناك ” أزعر ” يسطو على أرزاقهم , الشخصية الأقرب إلى واقع الحال هي شخصية ” أبو عنتر ” في أعمال الأبيض والأسود .

- العمل يتحدث بإصرار عن الثورة ضد المستعمر الفرنسي عام 1932 , هذه الثورة انتهت كلياً عام 1927 .

وأوضح مبيض : ” هذه من النقاط الأساسية التي خالف فيها مسلسل ” باب الحارة ” التاريخ الحقيقي لمدينة دمشق ” .

وعن الأعمال التي تصور دمشق والتاريخ الدمشقي قال : لعل الأعمال الأقرب لدمشق في العهد العثماني وما بعده هي مسلسلات المخرج ” سيف الدين سبيعي ” , هذه الأعمال القاسية في كثير من الأمور على المجتمع الدمشقي والذي استهجنها البعض في عرضها الأول ، يجب أن تدرس كمادة تاريخية وليس فقط كمادة فنية ” .

وختم مبيض حديثه : ” أنتظر ” باب الحارة 6 ” بفارغ الصبر ، كعمل كوميدي جميل ، قريب من الفانتازيا ، ولكنه حكماً ليس ” ملحمة تاريخية ” دمشقية ” .

التعليقات