المصالحة لن تكون على حساب فتحاويي غزة..الطيراوي في حوار ناري: المركزية غير قادرة على حماية ابناء فتح

المصالحة لن تكون على حساب فتحاويي غزة..الطيراوي في حوار ناري: المركزية غير قادرة على حماية ابناء فتح
رام الله - خاص دنيا الوطن
تابع اللقاء باللغة الانجليزية
دعا اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الرئيس أبومازن إلى عدم تولي رئاسة حكومة الوفاق الوطني المزمع تشكيلها خلال الأيام القادمة.

وقال الطيراوي في تصريحات خاصة بدنيا الوطن أنه ضد أن يتولى الرئيس أبو مازن رئاسة الحكومة إلا إذا تم تحديد جدول زمني لتشكيلها وانتهاء عملها، وكذلك في حال تحديد مهمة واحدة لها وهي إجراء الانتخابات.

وأوضح الطيراوي أن الحكومة ستكون مسؤولة عن كل القضايا الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وأهمها البطالة والصحة وغيرها، وأن أي تحرك شعبي ضد الحكومة سيكون ضد الرئيس وسيحسب ضد حركة فتح، وهو الامر الذي يرفض الطيراوي حدوثه من اجل مصلحة فتح.

ونفى الطيراوي أن يكون الرئيس أبومازن قد قام بمشاورات مع حركة فتح فيما يتعلق بتشكيل الحكومة.

وقال خلال حديثه لدنيا الوطن: "الرئيس لا يشاورنا بالحكومة، هناك أناس محددين يتم مشاورتهم بشكل شخصي ولكن كمؤسسة اللجنة المركزية لا علاقة لنا بالحكومة، وهي حكومة الرئيس وهذا ليس على مستوى هذه الحكومة ،أنا أتكلم عن الحكومات السابقة لم يكن لنا أي دور في اختيار ممثلي فتح في الحكومة ولكن هذه الحكومة لا احد من فتح بها".

اتفاق إطار

واعتبر الطيراوي أن ما جرى بين حركتي فتح حماس في غزة قبل أسابيع قليلة هو "اتفاق إطار" وليس "اتفاق مصالحة" .

وقال الطيراوي:" آمل أن تنجح المصالحة وينتهي الانقسام، ولكن قبل ذلك هل عالجنا اسباب الانقسام، وهل بحثنا في الاثار التي خلفها الانقسام على المجتمع والبنية التحتية".

وأضاف:" أعتقد أن الذي جرى هو اتفاق اطار وليس اتفاق مصالحة، مع أنني مدرك تماماً لأهمية وضرورة انهاء هذا الوضع الشاذ الذي فصل غزة عن الضفة ونتائجه السلبية على المجتمع الفلسطيني والقضية الفلسطينية." 

عزام الأحمد رئيسا للوزراء

واقترح الطيراوي أن يقوم الرئيس أبومازن بتعيين رئيس وفد المنظمة للمصالحة عزام الأحمد نائبا للرئيس او رئيسا للوزراء حتى يستكمل مشاوراته لتشكيل الحكومة.

أزمات حماس

واعتبر رئيس جهاز المخابرات السابق أن حركة حماس وضعت العراقيل في السابق أمام إنجاز المصالحة ،لكنها أرادت إتمامها الآن بعدما رأت أن من مصلحتها أن يتم ذلك.

وأشار إلى أن حماس وافقت على المصالحة لأن لديها العديد من الأزمات، خاصة عقب أزمتها مع مصر ،و المعضلة الاقتصادية التي تتعلق بعدم دفع رواتب الموظفين الذين عينتهم حماس وهم أكثر من 40,000 ألف، علاوة على مشاكل وقضايا أخرى.

وقال الطيراوي أن السلطة الوطنية ستدفع ثمن تحمل أعباء أزمات حركة حماس غاليا ،مضيفا أنه "موافق على دفع الثمن الغالي من أجل الوحدة الوطنية، ولكن ليس على حساب أبناء فتح أولاً والشعب الفلسطيني ثانياً".

وقال الطيراوي :"أن هناك مشاكل منذ سيطرة حركة حماس على غزة  وقعت على مواطني القطاع يجب حلها وهي تفريغات 2005، والموظفين الذين قطعت رواتبهم بتقارير كيدية، وحل مشكلة رواتب أسر شهداء العدوان على غزة "،مضيفا أن "هؤلاء يتحمل مسئوليتهم حماس أولاً" على حد تعبيره. 

وعلق الطيراوي على ما يتردد حول احتمالية حدوث أزمة بطالة كبيرة بين صفوف الشباب في قطاع غزة بعد ضم موظفي الحكومتين، خاصة الذين رفضوا العمل في حكومة حماس خلال سنوات الانقسام امتثالا لقرارات حركة فتح ،مؤكدا أن "على حركة فتح أن تحمي أبنائها".

وبين الطيراوي :"أن هناك الكثير من القهر والاضطهاد ضد كوادر الحركة في كثير من المواقع ونحن كمؤسسة اللجنة المركزية غير قادرين على حمايتهم "،معتبرا " أن هذا الخلل مسؤولية كل اعضاء اللجنة المركزية و ان المحاسبة ستكون في المؤتمر على الجميع".

ونفى الطيراوي معرفته بتفاصيل الاتفاق بين عضو مركزية فتح عزام الاحمد وحركة حماس، وإذا ما كانت الحكومة المقبلة ستقوم بصرف رواتب ومستحقات 50 الف موظف يعملون لدى حكومة حماس ،معتبرا أنه "قبل هذا يجب أن نحل مشاكل أهلنا وابنائنا في قطاع غزة خاصة تفريغات 2005، وكذلك الذين قطعت رواتبهم بتقارير كيدية، وحل ملف رواتب شهداء العدوان على غزة".

الرتب والترقيات

وحول وقف رتب وترقيات عناصر الامن المحسوبين على السلطة الوطنية خلال فترة الانقسام ،في حين كان العمل بنظام منح الرتب والترقيات ساريا في اجهزة امن الحكومة في غزة ،قال الطيراوي "أن هناك اجحاف بحق أبنائنا في كل المؤسسات ، كان يجب أن يتم التعامل معهم كباقي زملائهم واخوانهم في المؤسسات في كل انحاء الوطن خاصة وأن القيادة هي التي أعطتهم قراراً بعدم الدوام وكان قراراً خاطئاً". 

وقف التنسيق الامني

وردا على ما يتردد حول اشتراط حركة حماس وقف التنسيق الامني مع الاحتلال الإسرائيلي لإتمام المصالحة ، اعتبر الطيراوي أنه يجب أولا أن ينتهي مسمى "التنسيق الامني"، وأن يتم استبداله بمصطلح أدق وهو "الاتصالات الامنية" .

وأشار الطيراوي إلى أن هذا الاتصال كان دائما يتم من منطلق المصلحة الفلسطينية الوطنية بالاستقرار الامني في مناطقنا كما يحصل الان في غزة، مضيفا:" انظر كيف يمنع الجميع في غزة من خرق الهدنة ومن يحاول ذلك يعتقل، وصدرت فتوى من الشيخ سليمان نصر السلامة حول هذا الموضوع، انظر ما جرى في يوم النكبة من قمع للناس والصحفيين، السلطة واحدة كائناً من كان يقودها" حسبما قال.

وتابع الطيراوي حديثه: "المزايدات التي تطلقها حماس هي للمكاسب الحزبية ولكنها أصبحت لا تنطلي على أحد واهلنا في قطاع غزة وغيرها يعرفون الحقيقة".

هجوم حاد على وزراء الحمدالله

ونفى الطيراوي علمه بتضمن الحكومة المقبلة لوزراء من حكومة الدكتور رامي الحمدالله ،إلا أنه شن هجوما حادا على وزراء الحكومة، متسائلا :" كيف يبقى د. الحمدالله بعض الوزراء في وزارته مع أنه عيب أن يكون أمثال هؤلاء وزراء لأنهم أعطوا أسوأ صورة عن الشعب الفلسطيني وتاريخه ونضالاته".

 واعتبر الطيراوي "أن هناك بعض الوزراء من هم خارج دائرة سيطرة رئيس الوزراء".

و وجه الطيراوي انتقادات شديدة اللهجة لوزير الخارجية د. رياض المالكي ، و وزير الاوقاف د. محمود الهباش. 

وقال الطيراوي أن وزارة الخارجية تشهد تجاوزات إدارية كبيرة خاصة فيما يتعلق بالتعيينات والترقيات والتنقلات ،وأن الوزير المالكي يتعمد إقصاء وإهانة كوادر حركة فتح من العاملين في السلك الدبلوماسي.

كما هاجم الطيراوي وزير الأوقاف د. محمود الهباش بسبب مواقفه وتصريحاته الاخيرة ولقاءاته مع الاسرائيليين . ولماذا يقوم بلقاءات مع الاسرائيلييين خاصة انه لايوجد وزارة اوقاف اسرائيلية  بحسب ما تحدث الطيراوي.

وبين الطيراوي أنه  يجعل من وزارة الاوقاف مزرعه له ،وقال:" ولا اريد أن أتحدث أكثر من ذلك، أنا لم أكن أعمل بائعاً للخضار أنا كنت رئيساً للمخابرات وسكتُ كثيراً وانتظرتُ المحاسبة أو الإبعاد لامثال هؤلاء ولكن ، أما وأنهم يتربعون على مقاعدهم فلن أسمح لنفسي بالسكوت، والساكت عن الحق شيطان أخرس، وأنا اعرف تاريخهم وحاضرهم وما رتبوه لمستقبلهم ومستقبل عائلاتهم كفى.......كفى..... "على حد قوله. 

تصريحات جريئة

وتعليقا على ما يمكن أن تسببه تصريحات الطيراوي الجريئة من متاعب ،قال الطيراوي :"أنا لا أخاف إلا من الله سبحانه وتعالى وأعرف الجبناء وما يفكرون ولكن أنا مؤمن أن ساعة الأجل لا يعرفها الا الله وهي بيده حتى لو اجتمع كل البشر".

وأشار:"لن أسمح لنفسي بأن أكون ساكتاً عن الحق وعن التطاول على أبناء حركة فتح، إن أصعب لحظات عمري عندما يشتكي أحد من أبناء هذه الحركة من الظلم الذي وقع عليه وأقف عاجزاً عن مساعدته، أنا أعتقد أن القائد اذا فقد امكانية حمايه ابنائه واخوانه من ابناء الحركة الذين يتعرضون للقهر والظلم عليه أن يعمل أضعف الايمان وهو الدفاع عنهم علناً لأن الاحاديث التي تجري في الغرف المغلقة وفي الاجتماعات أصبحت بلا نتيجة وبلا معنى". 

وحول ما قد تتسبب به هذه التصريحات من سوء فهم أو خلافات مع الرئيس أبومازن ،قال الطيراوي :" وجودي في هذا الموقع ليس لإسعاد الرئيس أو إغضابه، بل لأقول له ما يجب أن يسمع لا ما يحب ان يسمع ،ثم ان الرئيس اذا فكر خمسة دقائق بعد أو قبل أن يبدأ المنافقون بإيغال صدره سيعرف أن هذا الكلام لمصلحته وليس لمصلحتي لأن وجودهم في مواقعهم وممارساتهم السلبية تعود على الرئيس ورئيس الوزراء بالانتقادات وليس أنا". 

      مؤتمر فتح في موعده

وحول الاستعدادات التي تجري لعقد مؤتمر حركة فتح ،أكد الطيراوي أن المؤتمر  سيعقد في موعده وكل التحضيرات تجري بناء على هذا الامر.

وأوضح أنه "سيكون لأول مرة في تاريخ فتح ان المؤتمر يعقد في موعده وخاصة ان الظروف السياسية تحتم علينا عقد المؤتمر".

وحول توقعاته للتغييرات القادمة في أعضاء اللجنة المركزية اعتبر الطيراوي أن" البقاء للأصلح والذي يعبر عن رأي القاعدة الفتحاوية، وأن على القيادة الجديدة أن يكون لها رأي وتقول للخطأ خطأ وللصواب صواب والأهم أن تحمي ابناء فتح وان يكون لها دور فاعل كمؤسسة".

لقاءات سرية

وحول مايتردد عن عقد لقاءات سرية من أجل للعودة للمفاوضات ،أكد الطيراوي أن ليس لديه علم بذلك ولم يطلعه احد على هذا الموضوع ،مشددا على رفضه للمفاوضات سواء كانت علنية أو سرية لأنها "عبثية "ولن تعود بأية نتيجة ايجابية على شعبنا.

وأضاف الطيراوي أن :"الاسرائيليين ليسوا شريك يرغب بالسلام هم يريدون فقط الاستفادة من الوقت وتكريس الامر الواقع على الارض ". 

وأوضح الطيراوي أن القيادة الفلسطينية حددت منذ عدة سنوات ان خيارنا الوحيد هو المفاوضات وهذا خطا كبير لان هذا يعني اننا حددنا اسلوبنا الوحيد ودائرتنا وكان يجب ان نقول أن احدى خياراتنا هي المفاوضات  . 

حل الدولة الواحدة

وفي ذات السياق ،أكد الطيراوي تمسكه بموقفه الاخير والذي أدلى به خلال تصريحات لصحيفة هآرتس حول انتهاء حل الدولتين ،وضرورة التفكير بحل الدولة الواحدة ،رغم تعارض هذا الموقف مع ما تطرحه حركة فتح.

وأضاف الطيراوي:" أنا أطرح رأيي الشخصي ورأي حركة فتح تعبر عنه اللجنة المركزية والاطر الحركية، ولكن ما تقوله قواعد فتح وبإجماع الشعب الفلسطيني أن حل الدولتين مات وتستطيع أن تعمل استفتاء وأنا ضامن للنتيجة، ولكن يجب أن نعرف أن الذي قتل حل الدولتين هو التعنت والتصرف الصهيوني ودائماً هم يريدون المزيد ،ومن هنا انا مع دولة واحدة فلسطينية يعيش فيها الجميع كما طرحناه عام 1968 من النهر الى البحر وهناك كثير من اليهود مؤمنين بهذا الحل، ولا يجوز لنا عندما نتحدث به ليقول البعض منا اسرائيل لن توافق، نحن لسنا لتحقيق رغباتهم سواء رضوا أو لم يرضوا المهم ان يرضى شعبنا".

وتابع:" أعرف ان هذا الكلام الان مستحيل، ولكن احد الفلاسفة قال (المستحيل كلمة موجودة في قاموس الحمقى)، وتعلمت وتربيت أن لا اعرف المستحيل، ألم تكن ثورتنا ثورة المستحيل، ألم يكن بقاء شعبنا حياً معطاءً مناضلاً شامخاً بعد نكبة 48 مستحيل، ألم يكن نهوض الثورة الفلسطيني بعد نكسة 67 مستحيل، أرأيت ان كلمة مستحيل هي فعلاً موجودة في قاموس غير قاموسي".


التعليقات