حفتر يقود انقلابا ثانيا ضد ميليشيات اسلامية ليبية مدعومة من قطر في بنغازي

حفتر يقود انقلابا ثانيا ضد ميليشيات اسلامية ليبية مدعومة من قطر في بنغازي
رام الله - دنيا الوطن
بنغازي ـ معتز الجبري (الاناضول):

بدأت الحرب في ليبيا لـ”تصفية” الجماعات الاسلامية المسلحة التي تسيطر على مدنتي ببنغازي ودرنة ابرز مدينتين في اقليم برقة الذي يهدد بعض وجهائه بالانفصال تدخل مرحبة جديدة من التصعيد لم يسبق لها مثيل.ويقود اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر هجمات شرسة ضد كتيبة “راف الله السحاتي” الاسلامية التي يتزعمها اسماعيل الصلابي شقيق الزعيم الاصولي المدعوم من قطر الشيخ علي الصلابي وثيق الصلة بحركة الاخوان المسلمين وبلغ عدد القتلى من افراد الكتيبة من جراء الهجوم الذي شنته قوات اللواء حفتر حوالي 13 شخصا حتى كتابة هذه الاسطور، والعدد مرشح للزيادة.واعتبرت  السلطات الليبية هجوم حفتر هذا الذي حظي بتأييد قائد منطقة طبرق العسكرية بمثابة “انقلاب” عسكري على الشرعية في ليبيا.واللواء حفتر قاد محاولة انقلاب قبل عشر سنوات ضد العقيد معمر القذافي انطلاقا من تشاد بدعم من وكالة المخابرات المركزية الامريكية التي دربت قواته في معسكرات تدريب خاصة اشرف عليها ضباط من الجيش الامريكي، ولكن المحاولة فشلت وعندما انطلقت شرارة الثورة الليبية انضم اليها وتولى رئاسة هيئة اركان الجيش الليبي بعد اطاحة نظام القذافي.ومن غير المستبعد ان يكون انقلاب حفتر وحربه على الاسلاميين هو بمثابة تكوين جماعة “صحوات” ليبية على غرار نظيرتها العراقية لمحاربة الجماعات الاسلامية المتشددة التي شكلت ميليشيات تسيطر على معظم المدن الليبية الرئيسية وخاصة طرابلس والزاوية في الغرب وبنغازي ودرنة في الشرق.وتدرس الولايات المتحدة ودول غربية التدخل العسكري مجددا لوضع حد للفوضى وهيمنة الميليشيات الاسلامية في ليبيا وطرد العناصر المسلحة التي تسيطر على آبار النفط في الشرق بحيث انخفض انتاج ليبيا الى ربع مليون برميل فقط وان وصل الى مليون ونصف المليون برميل.وقال العقيد سالم الرفادي، آمر منطقة طبرق العسكرية (شرق)، إنه “على استعداد لدعم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بالرجال والذخيرة” ضد كتائب الثوار، في المعارك الدائرة منذ صباح اليوم الجمعة، في مدينة بنغازي، شرقي البلاد .
وأكد الرفادي، في تصريح لوكالة الأناضول، اعترافه بالعملية العسكرية التي تقوم بها قوات حفتر ضد كتائب الثوار التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي.
وقال إن “ما تقوم به قوات حفتر هو إنقاذ للوطن من تلك الجماعات المسلحة الخارجة عن الشرعية “، حسب قوله.
ومنذ صباح اليوم، تخوض قوات تابعه للواء المتقاعد خليفة حفتر، اشتباكات عنيفة ضد كتيبة “رأف الله السحاتي”، وانضمت إلى الأخيرة في القتال كتيبة 17 فبراير، وكلاهما تتبعان رئاسة أركان الجيش .
وجاء الهجوم الذي نفذه حفتر وهو عقيد محال للتقاعد ضمن عملية عسكرية أسماها “كرامة ليبيا” تهدف لإخلاء مدينة بنغازي من الكتائب المسلحة التي تتهم بالوقوف وراء تردي الوضع الأمني، حسبما قال مصدر مقرب من اللواء حفتر للأناضول في وقت سابق.
وتابع العقيد سالم الرفادي في تصريحه “أنا مستعد للدعم في حاله وردتني الأوامر من بنغازي ولكني لن استطيع إرسال كامل جيشي إلى هناك وترك مدينة طبرق دون تأمين “.
وعن تصريحات رئيس الأركان الليبية اللواء الركن عبد السلام جاد الله العبيدي حول عدم شرعية قوات حفتر، قال الرفادي، “أنا لست مع أو ضد تصريحات رئيس الأركان، لكن أظن أن رئيس الأركان تعرض لضغوطات نتج عنها هذا التصريح غير الصحيح “.وقال مصدر مقرب من حفتر، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن:” قوات حفتر اقتحمت كتيبة راف الله السحاتي في منطقة الرجمة في بنغازي، واشتبكت مع عناصرها، ما أسفر عن مقتل أحدهم، وذلك قبل أن يتم السيطرة على الكتيبة”.لكن، آمر الكتيبة، إسماعيل الصلابي، الذي أكد مقتل أحد عناصره، نفى في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، اقتحام قوات حليفة الكتيبة والسيطرة عليها، وقال إن :”أحد الثوار المنتسبين للكتيبة قتل خلال الاشتباكات، ولكن المعركة ما زالت تجري (11:44 تغ) بشكل جيد على الأرض، ولا يوجد أي اقتحام للكتيبة”.ومن جهته قال رئيس أركان الجيش الليبي، اللواء عبد السلام العبيدي، اليوم الجمعة، إن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تقاتل الآن كتيبة تابعة للجيش في مدينة بنغازي، شرقي البلاد، هي قوات “غير شرعية تسعى للانقلاب على الشرعية”، داعياً سكان المدينة والثوار إلى “التصدي لها”.وفي تصريح هاتفي خاص لوكالة الأناضول، أضاف “العبيدي” أن “قوات حفتر غير شرعية وليست تابعة للجيش، وهي تسعى للسيطرة على مدينة بنغازي، والانقلاب على الشرعية”.وتضم كتيبة “راف الله السحاتي”، ثوار من ذوي التوجهات الإسلامية، قاتلوا جيش الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي خلال ثورة فبراير/شباط 2011، وانضمت هذه الكتيبة إلى رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، لكن بعض سكان بنغازي يتهمونها بـ”مساندة” بعض الكتائب الإسلامية “المتشددة” مثل كتيبة أنصار الشريعة.وأوضح المصدر المقرب من حفتر، أن العملية التي تقوم بها قوات الأخير تحت شعار “كرامة ليبيا”، تأتي بهدف تطهير مدينة بنغازي من كل المليشيات التي تعيث فيها فساداً”، بحسب قوله.و خليفة بالقاسم عمر حفتر الفرجاني، هو ضابط ليبي من مواليد عام 1943، ولد بمدينة أجدابيا، شرقي ليبيا، وبرز اسمه بعد تولي القذافي مقاليد الحكم عام 1969 ، وكان مقرباً من العقيد وصديق شخصي له، وذلك قبل أن ينشق عنه أواخر الثمانينيات ليغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية .ودرس حفتر الابتدائية بمدرسة “الهدى” بمدينة أجدابيا عام 1957، وحفظ القرآن خلال نفس الفترة، ثم درس الإعدادية بمدرسة أجدابيا الداخلية  1957-1961 درس بعدها المرحلة الثانوية بمدرسة درنة الثانوية في أعوام  1961-1964 .بعد ذلك بدأت حياة حفتر العسكرية حين دخل الكلية العسكرية الملكية في 16/9/1964، بمدينة بنغازي التي عاش فيها بعد ذلك، و تخرج من الكلية العسكرية بتاريخ 9/8/1966، وعين في سلاح المدفعية بمدينة “المرج” ليحصل على عدة دورات تخصصية في مجاله.وأحالت إحدى لجان الجيش الليبي، العام الماضي، اللواء حفتر (المتواجد في بنغازي)إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية رفقة بالعديد من الضباط الآخرين، وذلك بعد ضغط من جهات عديدة لاستبعاد  شخصيات كانت مقربة من العقيد القذافي.وشكل حفتر قوات كبيرة من بعض العسكريين والثوار، وقاد في 14 فبراير/شباط العام الحالي “انقلاباً عسكرياً” ضد السلطات الحاكمة في ليبيا، لكن “المحاولة الانقلابية” لم تلق أية استجابة من قبل القيادات العسكرية والمدنية في ليبيا، كما أصدرت السلطات الليبية آنذاك أمر اعتقال ضد حفتر على خلفية تلك المحاولة.وقال أحمد الأمين، المتحدث باسم الحكومة الليبية، إن “الحكومة تتحاشى الدخول في اقتتال وصراع مسلح مباشر، مع المجموعات الخارجة عن القانون، إلا إذا رأت ضرورة ذلك”.
وأبدى الأمين في تصريحات لوكالة الأناضول، أسفه لمحاولة ما أسماه “الاعلإم الممول، شرعنة خطوة العساكر الخارجين عن القانون، وتقديمهم في الاعلام على أنهم وطنيون، رغم كونهم متمردين وفق الأحكام العسكرية”.
وطالب المؤسسات الإعلامية بـ “دعم الشرعية الدستورية، وعدم الانجرار وراء مصالح أصحاب النفوذ، الذين يسعون تشكيل الخارطة السياسية وفق أجنداتهم ومصالحهم”.
وفي 14 فبراير/ شباط الماضي، فاجأ  حفتر الجميع بالإعلان عبر شاشة فضائية عربية عن سيطرة قوات موالية له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد وتجميد عمل الحكومة والبرلمان المؤقت.
لكن هذا الإعلان لم يكن له أي أثر على الأرض لدرجة أن البعض أسماه “انفلاش” في إشارة لكونه انقلابا أمام عدسات الكاميرات فقط.
وأصدرت السلطات الليبية، حينئذ، أمرا باعتقال حفتر، وهو ما لم ينفذ حتى اليوم.

التعليقات