قراءة في المستقبل السياسي حول إنتخابات مجالس الطلبة و توازن القوى بين فتح وحماس شعبيا في ظل المصالحة

قراءة في المستقبل السياسي حول إنتخابات مجالس الطلبة و توازن القوى بين فتح وحماس شعبيا في ظل المصالحة
رام الله - دنيا الوطن
الاسير: ماهر عرار
جرت إنتخابات مجالس الطلبة في جامعات الضفة العربية هذا العام في ضوء معطى سياسي ووطني يتمثل في إتفاق المصالحة والشروع في تطبيق البنود التوافقية في خطوات المصالحة المبدئية والتي من المزمع أن تتوج بإنتخابات رئاسية وتشريعية بداية العام القادم كأقصى حد...

اكد الاسير القابع في سجن النقب ان العامل السياسي جعل من إنتخابات مجالس الطلبة،لدى حركتي فتح وحماس على وجه الخصوص،مقياس وإختبار لموازين القوى الشعبية سيما بعد فترة إنقسام سياسي أمتدت إلى ثمان سنوات ،رافقها تعثر في الأستراتيجيات السياسية (حماس وسقوط رهاناتها الاقليمية، فتح وتعثر عملية السلام) والأهم من ذلك يتمثل في أن الحركتين تخوضان الأنتخابات الطلابية وأعينهم شاخصة إلى الأنتخابات العامة وتحديدا التشريعة والوطني ،وهو ما إنعكس في شدة المنافسة والأهتمام الرسمي في مسارها ونتائجها ..

إن نتائج إنتخابات مجالس الطلبة في الضفة الغربية، عكست بلاشك توازن القوى بين أكبر فصيلين في الساحة الفلسطينية ،وبالتالي أن هذه الأفرازات الديمقراطية على المستوى الطلابي النقابي،هي بمثابة قراءة تقريبية لنتائج إنتخابات التشريعي إن جرت بعد 6أشهر ،حيث أظهرت نتائج الفرز أن نسب الحسم في كافة الجامعات التي جرت فيها إنتخابات طلابية حتى الأن وأخرها جامعة بيرزيت (23 للشبيبة،20 للكتلة).

واشار الاسير عرار  الى أن الحسم بهذا الفارق الطفيف لا يعد فوزا كاسحا لحركة فتح التي تصدرت الجولات الانتخابية في كافة المجالس الطلابية.

وفي سياق متابعة هذا المسار الديمقراطي النقابي الإيجابي، قال:  أستوقفتني مسألة في غاية الاهمية،وهي أطروحة أن فوز حماس في إنتخابات التشريعي عام 2006 ،لم تكن كذلك إنعكاس لنصر كاسح توهمته الحركة،أو إرتفاع جارف في معادلة شعبية الحركة 

ولفت الى ان صور إعلام وخطاب حركة حماس ولا زال ،وإنما يرجع ذلك إلى غياب أليات التنظيم ومبدأ الانضباط والألتزام في الجسم التنظيمي لحركة فتح ،حيث لم يكن بوسع الحركة أن تستوعب في قوائمها الرسمية أعداد المرشحين المهول من الطموحين في الترشح لإنتخابات المجلس التشريعي ،مشيرا الى ان هذا الأمر الذي أدى إلى نشوء ظاهرة الترشح من قبل بعض المنتمين لحركة فتح ودخولهم المنافسة الانتخابية تحت أطار المستقلين.

واعتبر ان هذا العامل بحد ذاته كان من العوامل الرئيسية التي أدت إلى تشتيت اصوات المقترعين لحركة فتح بين أبناء فتح المرشحين ضمن القوائم الرسمية وبين المستقلين في الحركة،والنتيجة تمثلت في فوز حركة حماس كأكبر كتلة برلمانية.

وشدد على أن التوازنات بين الحركتين على المستوى الشعبي لم تتبدل ولم يطرأ أي تغير في معادلة شعبية الطرفين في أوساط المنتمين والإنصار لدى الحركتين .

ونوه على أن إنسداد أفاق خيارات الطرفين ووصولهم إلى حتمية إستحالة نفي الأخر وإقصاءه ،شكلت رافعة في أعادة النظر في الحسابات القديمة وتحديدا لدى حماس التي راهنت كثيرا على إنتزاع التمثيل من البوابة الاقليمية , مشيرا الى ان هذا هو ما دفع بقوة إلى إعادة طرح خيار الوحدة ومبدأ الشراكة السياسية الأخذة في النضوج شيئا فشيئا.

التعليقات