تعرفي الى تصاميم الرُوض المغربية التراثية

تعرفي الى تصاميم الرُوض المغربية التراثية
رام الله - دنيا الوطن
في داخل أسوار المدن العتيقة في "فاس" و"مراكش" و"الرباط" و"طنجة" و"الصويرة"، تقع "الروض" المغربيّة التي تسلب الألباب بهندستها المعمارية الفريدة وتفاصيلها الممتعة. تحقّق هذه "الروض" نمطاً معيشيّاً حالماً، بعيداً عن الواقع. فيها، يظهر خليط الحضارات المتعاقبة على المغرب والاحتكاك بالحقبات الاستعمارية بشكل جليّ، في تفاصيل الديكور. ولعلّ أثر الحضارتين الرومانية والإسلامية، يبدو الأبرز بصورة جليّة.

تتكوّن الدور المغربية القديمة من طبقة أو اثنتين غالباً. تنفتح جميع الغرف فيها على فناء مركزيّ في وسط المنزل، حيث تنتصب نافورة تقوم على استقبال الضيف الداخل من الباب الرئيس برخامها الخالص وبلاطها المزخرف، في ظلّ جدران مشغولة بطبقات الجصّ المنحوت بصورة راقية مستمدّة من الفنّ الأندلسي، ومستندة إلى أعمدة مرصّعة بالفسيفساء. وتطلّ، على هذا البهو، شرفات ومقصورات من الخشب ذات زخارف متقنة.
وتأخذ البيوت التقليدية في المغرب عادة تصميماً نمطيّاً، حيث تُخصّص الطبقة السفليّة لغرف الاستقبال وصالات الضيوف، بينما تشغل الطبقة العلوية غرف النوم ومكان اجتماع العائلة. وكلّما تعمّقت أكثر في الغرف، يظهر التنوّع والتضادّ في الألوان؛ ألوان مستوحاة من البيئة المحليّة الغنيّة بألوان التربة والأشجار والزهور المنوّعة، ما يجعلنا أمام تضادّ جميل بين اللونين الزعفراني والبني المحمرّ، مع مزيج من الأخضر العشبي والأزرق الفيروزي، ليبدو البيت كلوحة فنية تتمازج فيها الألوان بشكل رائع.

ولعلّ أهم ما يميّز المعمار المغربيّ القديم ارتفاع السّقف والجدران السمكية، إذ تتراوح السماكة ما بين 60 و120 سنتيمتراً، بينما يتراوح ارتفاع السقف ما بين 8 و10 أمتار. وتوفّر هذه الخصوصيّة المعمارية جواً من الألفة في داخل البيوت، حيث تكون دافئة في الشتاء وباردة في الصيف. ومما يميّز هذه البيوت مداخل الغرف ذات الأقواس والأعمدة والديكورات المعمارية الجميلة التي تُساعد في الحفاظ على رونق وجمال ودفء المنزل.
ولأنّ الجمال يكمن في التفاصيل، التي تختلف من دار إلى أخرى، فقد تجلّى اهتمام المغاربة بدورهم القديمة، عبر اهتمامهم بتفاصيل السقوف، التي تكون منقوشة كليّاً أو جزئيّاً، بما يسمّي بـ "الزواق". 

وهو عبارة عن أعمدة عادية من خشب العرعر أو الجصّ. وتوجد تفاصيل "الموزاييك" الملوّنة في كلّ مكان داخل النوافير وقطع الأثاث والجدران والأعمدة. وتختلف ألوان هذه القطع عادة ما بين الأزرق المائل إلى الخضرة أو البنفسجي أو الأسود الفاتح والكستنائي أو الأصفر أو الأحمر. ومن ناحية أخرى، تُعتبر زخارف الجصّ من ركائز فنون التزيين المغربيّ، إذ يُعتبر النقش على الجصّ من إبداع الصنّاع المغاربة، الذين حافظوا على هذا التقليد وطوّروه وبرعوا في إدخال تجديدات وابتكارات عليه، ووضعوا أشكال وتصاميم رائعة.

والجدير بالذكر أن الديكورات وعناصر التصميم تختلف من مدينة مغربية إلى أخرى، لا بل من منطقة إلى أخرى داخل المدينة الواحدة، لكنّها تشترك جميعها في الأصالة والجمال الأخّاذ.









التعليقات