محامية سورية : الحب جاء بى الى النمسا والرجال يظلمون فى أوروبا

محامية سورية :  الحب جاء بى الى النمسا والرجال يظلمون فى أوروبا
دنيا الوطن-فيينا النمسا
أجرى الحوار : ناصر الحايك ووجيه فلبرماير


ماجستير غنوة شحادة نموذج مشرف وناجح للمرأة العربية السورية في أوربا ، أستطاعت بعزيمة صلبة أن تحفر بيداها طريق صعب منذ نعومة الأظافر لتكون محامية ناجحة في العاصمة فيينا ، ذهبنا إلى مكتبها الذي يعتبر عالم شرقي صغير بكل تفاصيله من الأثاث “الأرابيسك الساحر” إلى اللوحات الشرقية والفرعونية المبهرة، لنجلس أمام “بنت سوريا دمثة الخلق خفيقة الظل” تنقل لقراء يورو عرب برس تجربتها في الحياة.

نرجو أن تقدمي للقراء سيرتك الذاتية في محطات مختصرة؟

أنا سورية من مواليد دمشق متزوجة ولدي ولدين،وزوجي إنسان رائع ومتفهم ونعيش حياة زوجية سعيدة، خريجة كلية حقوق دمشق، وبالنمسا عادلت شهادتي في نفس تخصصي كلية الحقوق وهذا الشيء أسعدني، لأنه أتاح لي الإستمرار في مجالي المهني في بلد أجنبي، وأتممت التدريب في المحكمة، لمدة سنة فيها نساعد القضاة في 3 محاكم، فكنا نحضر الملفات ونحدد العقوبة ونقدمها للقاضي لكي يطلع عليها فقط قبل الجلسة

لماذا أتت المحامية غنوة شحادة إلى النمسا بالذات؟

أسأل هذا السؤال كثيراً وجوابي دائما، الحب هو الذي جذبني للنمسا، أي زوجي سبقني ثم أتيت إليه في النمسا مع أنني كنت أصلاً ضد مبدأ الخروج من سوريا إلى بلد غريب ، وكنت أتمنى أن أعيش في سوريا حيث كانت لدي مهنتي وأتدرب على المحاماة بعد الدراسة بل وأثناء الدراسة كنت وكيلة لشركة سويسرية وأنا سني 21 سنة. وعملياً بأسافر إلى سوريا 4 مرات في العام منها مرة للأجازة وباقي الزيارات للعمل.

هل لحضرتك نشاطات أو فعاليات في منظمات دولية أو محلية؟ وهل لك نشاطات سياسية حزبية؟

أنا عضو في الحزب الإشتراكي النمساوي وكنت أحضر الإجتماعات بشكل مستمر ولكن لضيق الوقت قل هذا الشئ، وكنت خبيرة في منظمة حقوق الإنسان النمساوية لشئون سوريا ومازال هناك تعاون بيننا.

كم عدد السنوات التي تمارسين فيها مهنة المحاماة وهل أنت المحامية الوحيدة من أصول عربية بالنمسا؟

مارست المحاماة في سوريا لمدة سنة وفي النمسا ممارستي الفعلية حوالي سبع سنوات، وهناك أكيد محاميين من أصول عربية غيري وخاصة من الجيل الثالث المولودين في النمسا ولكن من ناحية التخصص والإتقان للغة العربية كلغة قانونية قليلون جداً. ومن هم مثلي تعرفت على زميل لي ولم أرى احداً أخراً في وضعي.

ماهي أنواع القضايا التي يقبلها مكتبكم؟

كل أنواع القضايا

هل معظم عملائك من الجاليات العربية أم من النمساويين الأصليين؟

معظم العملاء من الأجانب ومن العرب وبالذات الأجانب من أوروبا الشرقية، وهي نقطة هامة لأن الأجنبي مهما أتقن اللغة الألمانية فهناك نقاط معينة وجوانب قد لا تتضح ولا يراعيها المحامي النمساوي الأصل، فالمحامي من أصل أجنبي يراعى سهولة وصول فكرة العميل، وهذا مبعث راحة لزملائي هنا في المكتب في بعض حالات الأجانب، وخاصة أنه لدي باع كبير في قوانين الأجانب.

هل تجدين صعوبة معينة في التعامل مع العملاء العرب ؟ وماهي ؟

في الحقيقة لا أجد صعوبة وأتفاهم معهم لفهمي طبيعة العرب وعاداتهم

” أنا حقوقية ولست سياسية “

ماهي أهم القضايا التي مرت عليك منذ أن بدأت نشاط المحاماة؟

صعب لأنني لابد أن افكر، لأن هناك قضايا كثيرة مرت علي ، ولكن أكثر القضايا التي تسعدني هي القضايا الصعبة التي لا يبدو فيها أمل، وكانت هناك قضية أحد الأجانب لم يكن فيها أمل وكانت معقدة جداً وفيها صعوبات كثيرة، وأخذت معي وقت وأنتهت إيجابيا بحصول العميل على الإقامة وارتفعت عنه العقوبات القديمة.

ماهي أهم القضايا التي لفتتك إنتباهك بصفة عامة في الصحافة النمساوية؟

اتابع القضايا في النمسا يومياً وأقرأ الجرائد كل يوم صباحاً لمتابعتها، ومهتمة حالياً بقضية اللاجئة “أريجونا” وقرار اليوم من المحكمة الدستورية العليا برفض قبول لجوئها ويجب أن تعود لبلدها ألبانيا، وهذا الحكم أكد لي أن القانون في النمسا فوق كل شئ، ولاتستطيع أن توازن الأمور الإنسانية مع القانون، وبالنسبة لي كان هذا منتظر لأن أريجونا لم يكن من حقها اللجوء من البداية، ولو كانت جاءت لي كموكلة كنت سأنصحها بترك طريق اللجوء واستخدام طرق أخرى. كما قالت وزيرة الداخلية النمساوية هي مع من يسلك الطريق القانوني الصحيح وهو مالم تفعله أريجونا. وللأسف محاميها أعطاها النصيحة الخطأ.

هل ترين أن هناك إختلاف جوهري بين قواعد القانون النمساوي والقوانين في سوريا؟

أكيد هناك إختلاف بسبب الأساس وطريقة تطبيق القانون وسرعة التطبيق والقضايا الصغيرة تنتهي هنا أسرع ، ولا أستطيع أن أقارن في مسألة العدالة لأنني لم يكن لي خبرة كبيرة في المحاكم السورية.

هناك بعض المعتقلين في سوريا وتطالب منظمات حقوق الإنسان بالإفراج عنهم فهل تتحق لهم العدالة؟

بصراحة أنا حقوقية ولست سياسية وليس لي إطلاع واسع على الواقع في سوريا بخصوص هذه الأمور وليس لدي فكرة عن أي حالات بالسجون في سوريا.

هل تؤيدين الرأي القائل أن العدالة في الدول العربية أبطأ من النمسا؟

ليس هناك شرط أن يكون هذا الطرح صحيح، حتى في النمسا أحيانا تكون هناك أمور روتينية، وقضايا كثيرة تتأخر وتأخذ سنين، وخاصة في قضايا الأجانب لأننا نحتاج إلى أوراق، وإثباتات نجلبها من الخارج ، وهناك أحكام دولية تلعب فيها اتفاقيات الدول دور، وهذا يتطلب أن ألجأ إلى إثباتات خارجية. مثل أخذ أقوال شاهد في بلد أخرى ، ويدفع التكاليف المذنب أو المحكمة حسب الحالية وإذا كان الدخل ضعيف يتم مراعاة ذلك بشكل تكافلي إجتماعي من الدولة.

“على قدر الظلم الذي قد تتعرض له النساء في

بلادنا كذلك بعض الرجال يظلمون في أوربا “

أشار برنامج في قناة “أوكتو” أسمه “الحل” ورئيسة جمعية مصرية بأصبع الإتهام إلى الجمعيات النسائية والحقوقية في النمسا بأنها تنحاز للزوجات على حساب الأزواج .. مارأيك في هذا الكلام؟

هذا موضوع حساس وأقول بصراحة أن القانون النمساوي قانون معطاء أكثر من اللازم ، فأنا إمرأة ويهمني أن تأخذ المرأة حقوقها، ولكن ليس على حساب الرجل أو يظلم الرجل ، وعلى قدر الظلم الذي قد تتعرض له النساء في بلادنا، كذلك بعض الرجال يظلمون في أوربا وذلك بأن تستغل المرأة الحقوق الممنوحة لها أكثر من اللازم

إذا أراد أحد المواطنين العرب أو الذين من أصل عربي اللجوء إلى مكتبكم في قضية ما أو مشكلة ما فما هي المميزات التي سيجدها بالمقارنة بمكاتب المحامين الآخرين؟

أول ميزة هي اللغة إذا كان عربياً، والمرونة والتبسيط في توصيل المعلومة بالنسبة للأجانب، وأسعارنا في معدل الوسط مع مراعاة ظروف العميل ويصل للعميل صور القرارات دائماً مع بعض الخدمات والتوضيح.

تبذلون الغالى والنفيس ( الوقت ، المال ، الجهد) من أجل انجاح الأعمال التطوعية ، فاذا طلب أحدهم منك أن تترافعى عنه فى قضية ما ، لكنه لايملك المال الكافى ، هل ستقومين بذلك دون مقابل مادى ؟

في الحالات الإجتماعية تقدم مساعدات، وهذا موضوع حساس ولست مع التعميم، ومن الممكن في حالة الضرورة أساعد بالإرشاد ولست أريد أن يفهم خطأ اننا نقدم الخدمات مجاناً لأننا مكتب خاص ولكن أتحدث عن الحالات الإجتماعية القصوى اسأل مسبقاً ما إذا كان العميل لديه تأمين قانوني أو ماهي مدى قدرته على تحمل أعباء القضية.

ماهو دورك أو منصبك في الجالية السورية؟

هناك دور مسجل لدى سلطة الجمعيات المدنية كرئيسة للجالية السورية في النمسا وهناك دور أحبه وأحسب به حسب مبدأنا بتجمعنا الحالي وهو “أن المناصب لا دور لها” وأنا أعني ماأقول “الدور هو العمل” وأنا لا أحب أن أخالف مبدأي وهو الترفع عن المراكز والذي يجمعنا ويميزنا التعاون والعمل الجماعي بروح الفريق. ومتفهمين ومتعاوين سيدتين وخمس شباب على سبيل المثال ، أحمد قابيل وبسام ظواهرة والمهندس محمد خدام الجامع وروبرت من الجيل الثالث والسيدة سمادينا غريبة وعصمت عمري.

أين مقر الجالية السورية؟

مقرنا حالياً مؤقت على “كافيه سحر الشرق” ولكن هذا مؤقت ونحن نطمح في طرح أسهم لشراء مقر، لأنه في البداية كان هدفنا تجميع فئات الجالية أولاً ثم يلي ذلك البحث عن مقر وسوف تطرح الأسهم لكي يشعر كل عضو أن المكان هو مكانه الشخصي.

كيف تقيمين علاقة الجالية السورية بالهيئات والمنظمات الإسلامية وباقي الجاليات العربية فى النمسا ؟

بشكل عام هي جيدة ونحن ننتهز فرصة أي مناسبة للمشاركة والحضور في أي نشاط ونرسل لهم دعوات لنشاطاتنا وتنسيقنا مع هذه الجمعيات حالياً هو في أتجاه إحترام المواعيد المتبادلة.

ولكن هناك نشاطات وفعاليات لا نراكم فيها وأنت غائبون عنها؟

أكيد الفعاليات التي لا تصل لنا دعوة عنها لا نحضرها

على أي مصادر تمويلية تعتمد الجالية السورية، هل على أشتراكات الأعضاء أم تبرعات أم ماذا؟
في الحقيقة أعضاء الجالية السورية لا يدفعون اشتراكات ، ليس هناك شروط دفع إشتراك للعضوية ، ولدينا ممولين سواء شركات خاصة أو جهات رسمية من النمسا مثل هيئة الثقافة “كلتور أمت”.

هل تتخذون قراراتكم فى الهيئة الادارية للجالية السورية باستقلالية مطلقة ؟
أكيد طبعاً...
هل من يعتلى مثل هذا المنصب، منصب رئيس الجالية السورية يحقق بعض المكاسب والمنافع الذاتية أو المالية؟

لا أعتقد بالعكس تماماً ، الرئيس يبذل وقت وجهد بلا مقابل.

“في الجاليات العربية هناك صراع أجيال بين الجيل الأول والجيل الثاني”

إذن لماذا هناك صراعات عنيفة على منصب رئيس الجالية السورية؟

هي قصة تاريخية ومتعبة ، وأنا لست مستعدة أن أتنازع على منصب ، وفي الجاليات العربية بدون تحديد هناك صراع بين الجيل الاول والجيل الثاني، لأن الجيل الأول لا يرى في الجيل الثاني القدرة على القيادة بينما الحقيقة أن الجيل الثاني لديه القدرة والطاقة على إنجاح أي عمل.

صراع الأجيال العربية في النمسا هو في نظرك صراع فكري أم أنه صراع علماني ديني؟

ماذا تعنى بصراع ديني علماني؟

الجيل الأول جيل متدين كثيراً وأما الجيل الثاني "مودرن "ومتفتح أكثر؟

لا .. الجيل الأول متخيل أن له القدرة على القيادة وله الخبرة ولكن هناك مشكلة في ترجمة هذه الخبرة لأعمال على أرض الواقع، والسبب أن أفكار الجيل الأول مناسبة لجيلهم ولكن لست متخيلة أن المشكلة في موضوع العلمانية.

وماهو رأيك في أن يقوم الجيل الأول بتكوين جالية بمنعزل عن الجيل الثاني بينما يقوم الجيل الثاني بعمل جالية أخرى؟

لا .. يمكننا أفضل أن نمنح الجيل الأول مناصب فخرية، كنوع من الإحترام لأنهم تركوا لنا المجال كجيل ثاني. وأذكر على سبيل المثال المهندس مروان قرقناوي والسيد أحمد قابيل وشباب آخرين من مؤسسين اتحاد الطلبة السوريين وأسسنا نشاط وهوم بيج وقمنا بحفلات كانت ناجحة للشباب وكان يحضر 200 شاب وصبية، ونقول ان دورنا أنتهى ونفسح الدول لغيرنا ولكننا نظل مع الشباب ونترك الأدوار طواعية للشباب، ونتمنى أن يحذو غيرنا حذونا.

ماهى النشاطات والفعاليات المقبلة للجالية السورية بالنمسا ؟

عندنا برنامج أصدرناه في شهر اكتوبر العام الماضي ، أهم النشاطات القادمة هو الأسبوع الثقافي السوري وهو بالتنسيق مع السفارة السورية وهيئة الثقافة النمساوية، والسيد الكزبري ، أي سوف يكون نشاط بين دولتي سوريا والنمسا، وسوف يكون هناك كونسرت لفرقة موسيقية إسمها “مقام” وهي فرقة رائعة ، الملحن سوري عربي ولكن الفرقة فيها كل الجنسيات، في موسيقى مختلطة شرقية مع غربية.

هل يمكن أن تحدثينا قليلاً عن الأسبوع الثقافى السورى الذى تعتزمون اقامته قريبا فى النمسا؟

الاسبوع الثقافي قد يكون 3 أو 5 أيام ، وبه يوم السينما السورية ويوم اللوحات الفنية وقد يكون في “الكونسرت هاوس” ومكان للوحات من فنانين عرب في أوربا ويكون يوم للمأكولات السورية. ويوم الكتاب للكتب السورية. والنمسا متشوقة لعمل النشاط مع سورية وفي نفس الوقت هناك فرقة موسيقى كلاسيكية سوف تحيي حفلة في دمشق.

هناك من يقول بأنك محبة للشهرة وتعشقين الأضواء الى حد الهوس ، هل هذا صحيح ؟

يسعدني أن أجيب عن هذا السؤال ، في أخر نشاط قمنا به كنت أود أن يكون هناك بديل وكان يكفيني التنظيم لأن موضوع التقديم يحتاج لوقت وجهد وكنت أود أن يحل محلي أحد ولكن لم يتقدم أحد ، يسعدني جداً أن يتقدم أحد ليخفف العبء عني، وفي نفس الوقت استغل جهدي لعمل أخر مهم ، فمسألة الظهور دي مش صحيحة.

علمت أنك حصلت على ماجستير الحقوق وانت متزوجة ولديك أطفال، فهل كان ذلك صعباً بالنسبة لك؟

وقتها كان عندي ولد وكنت موظفة في شركة تأمين في نفس الوقت، وكنت أدرس في بقايا وقتي حتى اني كنت أذاكر وانا في المترو اثناء عودتي، وعندما أتذكر الآن هذا الوقت اتخيل مدى الصعوبة ولكن وقتها كنت لا اشعر بهذه الصعوبة وكنت أقسم وقتي بين أسرتي وعملي ودراستي وأصدقائي.

إلى أي حد أستطعت تحقيق أمالك وطموحاتك الشخصية والعامة ، ماهي طموحات المستقبل؟

أتمنى الصحة والسعادة لأسرتي، لا أتخيل أن لي أعداء ، كان حلمي وأنا في سوريا أن أكون قاضية ولكن في النمسا تبدلت رغبتي وأحب أن أستمر في مكاني ونجاحي كمحامية وأنا مقتنعة بما لدي ولا أوعود خطوة للوراء بل أستمر في نجاحي الحالي.

التعليقات