جراحنا أكبر من ضحكاتكم يا سادة !

جراحنا أكبر من ضحكاتكم يا سادة !
بقلم / محمد نمر قنيطة

بداية فليسمح لي المقام أنا أتجرد للحظات  من عباءتي الاعلامية وابتعد قليلاً عن كافة ميولي السياسية وحساباتها, وأن أكتب كمواطن أصاب الانقسام أو الانقلاب - أسموه ما شئتم - نفسه وأهله وبيته في مقتل .

أيام تفصلنا عن مرور سبع سنوات عن تلك الذكرى التي لا تمحوها الأيام عندما طرق الدم بيتنا, وخيمت الصدمة القاتمة وجوهنا, والناس تدخل علينا تحمل على أكتافها شقيقي الأكبر وليد تغطيه الدماء وقد ارتقى الى ربه شهيداً مظلوماً, وكل ذنبه وجوده على رأس عمله في قوات الأمن الوطني الفلسطيني في كتيبة " الادارة المدنية " ! .

دماء وقهر وأحزان 12/6/2007 جاءت في تلك اليوم المشؤوم لكنها لم تتوقف واستمرت تطارد لعنتها كل شئ جميل حولنا, يزيد نيرانها ممارسات قهرية للحكام الجدد فقد تعرض بيتنا للاقتحام والتفتيش عدة مرات وطال الاعتقال لمرات عديدة أخوة وليد أمام أعين والديه واخوانه الثمانية وأبناءه السبعة حتى لم يعد للسعادة مكان بينهم, وغلب حزن الإبن المغدور والأخر المسجون حتى خطف موت القهر والدي وليد وقلبهما يشكوا الى الله .

هذا غيض من فيض مما أصاب الناس من انقسامكم وتبعاته الذي طالت سنواته وازدادت جراحاتهم معها وأنتم مازلتم تتحاسبون ولمصالحكم تنحازون, وكأنكم وحدكم أصحاب الحق, وكأنكم أنتم الذي أصابت النار بيته, فلكم الحق وحدكم أن تتخاصموا متى شئتم أو تتصالحوا متى أردتم إن حكمت الظروف عليكم وضحكاتكم بعرض وجوهكم ! .

في كل سنة كانت تمضي على انقسامكم البغيض كان لكم حفلة تلهون فيها ساعات وتلتقطون أجمل الصور بأكبر الكهكهات وتقولوا مصالحة, حينها يتفائل الناس وقد يحتفل بعضهم في الشوارع, وأصحاب الحق ينظرون إليكم من بعيد ووجوه فلذات أكبادهم الملطخة بالدماء لا تغيب عن ناظرهم, لكن للحظات يتسلل لنفوسهم صورة الوطن الجميل بعذاباته وأفراحه, صورة القدس ومن فوقها العلم المرفرف بألوانه المعبرة ومن حوله الاف الشهداء والأسرى والجرحى, حينها تهدأ النفس وتقول فلسطين أكبر منا جميعا والوطن يستحق منا الكثير .. لكن !!

لكن في كل مرة كانت ساعات تفصلنا عن الضحكات العريضة ليتبعها سيل من الاتهامات والشتائم والتخوين لبعضكم على الفضائيات والشاشات وتقولوا فشلت المصالحة, وتلونوا فشلها من جديد بالاعتقال والاختطاف والاعتداء دون مراعاة لحرمة وطن وجراحات أصحاب حق يجهدوا أنفسهم في كل مرة ليغلبوا مصلحة الوطن فوق كل مصلحة وفوق كل جرح, لكنكم لا تعتبرون ولا تبالون !! .

هذه الضحكات التي تطلقونها بالهواء وتنصرفوا تصيب جراحنا بملح نازف لا يسكنه الا الوطن الشافي, فإن جئتم واجتمعتم وضحكتم ووقعتم هذه المرة للوطن ومن أجل الوطن, فجراحنا فداء الوطن سنكظم غيظنا ونصبر أنفسنا ونقول عاش الوطن, أما إن كنتم مضطرين لما تفعلون ومازالت جعبكم يملأها الكذب والمراوغة فاذهبوا بعيدا عنا لا أهلاً ولا سهلاً بكم جميعاً وسط جراحنا, فجراحنا أكبر من ضحكاتكم يا سادة .

التعليقات