طرطشات

طرطشات
د.فتحي أبومغلي

• بعد 20 عاماً من التوقيع على اتفاق أوسلو أدرك الجميع أن إسرائيل لم يكن لديها أية نية لتنفيذ الاتفاق، لهذا تحاول الآن أن تقدم مطالب تناقض روح الاتفاق مثل طلب الاعتراف بيهودية إسرائيل وبقاء جيشها في مناطق الأغوار والإصرار على بقاء وتوسيع الكتل الاستيطانية، نعتقد أن أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي سينعقد في رام الله مهام جسام تتمثل في تقديم رؤى جديدة للمرحلة القادمة من الصراع غير حل السلطة أو التلويح بذلك، فالسلطة هي سلطة الشعب ومرحلة من مراحل تشكل كينونته والتي ستتجسد بإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس.
• جميل أن يكون لنا في كل محافظة جامعة حكومية أو أهلية أو خاصة، لكن الأجمل والأسلم قبل أن نقرر إنشاء أي جامعة في أي مدينة أو مركز محافظة أن نبحث في الحاجات الحقيقية لهذه المحافظة، فسلفيت التي وافق مجلس الوزراء خلال جلسته على إقامة جامعة فيها، تعاني من مشاكل كثيرة أكثر إلحاحاً من الحاجة لجامعة لن يكون من السهل إنشاؤها خلال سنة او سنتين أو ثلاث، وقد يكون من الصعب توفير الكوادر اللازمة لتشغيلها، وإن اشتغلت سيكون من الصعب إيجاد فرص عمل لخريجيها. سلفيت بحاجة لبنية تحتية وخدمات أساسية وهي بحاجة لخلق فرص عمل للعاطلين من أبنائها، سلفيت تحتاج الى إنقاذ وحماية ما تبقى من أراضيها الزراعية وتسويق محاصيلها. ألم يكن من الأجدى فتح مصنع أو مصنعين لتشغيل أبنائها وأبناء المحافظات الأُخرى وتوفير الأمن الغذائي او حاجات السوق من مواد بديلة لما يتم شراؤه من منتجات إسرائيلية؟ أما موضوع الجامعة فيحتاج لدراسة معمقة لتحديد حاجات البلاد من الكفاءات التي لا تستطيع ان توفرها الجامعات الوطنية الأُخرى، وإذا بينت الدراسات أن هناك حاجة لإنشاء جامعة جديدة أن تكون سلفيت موقعاً لها.
• على وزن "تعددت الأسباب والموت واحد"، نقول تعددت الصناديق والعجز واحد، فعند كل أزمة مالية تفكر وزارة الصحة في إنشاء صندوق خاص يساعدها على حل تلك الأزمة، صندوق للحوافز وصندوق للأدوية إلخ، وتنسى وزارة الصحة أن هناك ميزانية للوزارة لا بد من احترامها والتقيد ببنودها، وفي حالة عجز الموازنة التنسيق مع وزير المالية أو وزير التخطيط للبحث عن مصادر مالية لتمويل عجز الميزانية بدلاً من إنشاء صناديق هجينة غريبة.
• ورد في بيان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للطفولة ان نسبة الإناث في فلسطين اللواتي تزوجن قبل بلوغ سن الثامنة عشرة حوالي 21.9% من إجمالي عقود الزواج في العام 2012 التي بلغت 40,292 عقداً، بواقع 20.0% في الضفة الغربية و24.6% في قطاع غزة، فيما بلغت نسبة الإناث اللواتي تعرضن للطلاق قبل بلوغ سن الثامنة عشرة 9.7% من إجمالي وقوعات الطلاق في العام 2012 التي بلغت 6,574 واقعة طلاق، بواقع 8.9% في الضفة الغربية و10.7% في قطاع غزة. كل ما سبق يعني أن بناتنا يتزوجن في سن الطفولة، وفي ذلك انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية التي وقعها الرئيس في الأول من نيسان وتحديداً اتفاقيتي حقوق الطفل واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، قضية نضعها أمام المشرع الفلسطيني.
• من المؤلم أنه في الوقت الذي تواجه فيه السلطة الوطنية ومؤسساتها هجوماً ممنهجاً من الاحتلال يستهدف وجودها وتطورها وتحقيق طموحات شعبنا في بناء دولته المستقلة، يتسلى بعض الوزراء وبعض كبار موظفيهم في خوض معارك تراشق بالبيانات وصفحات "الفيس بوك" المشبوهة فهذا يسمي نفسه شرفاء وزارته والآخر يرد عليه بأنه أشرف الشرفاء. نقول لكل هؤلاء ارحموا شعبكم ومن يتضور منهم جوعاً بسبب البطالة أو يموت وهو يبحث عن حبة دواء، واعلموا أن التاريخ لن يرحم وأن الدول لا تقوم بالبيانات ومراكز القوى ولا برجم الآخرين، إقامة الدول تحتاج الى سواعد قوية مخلصة والى عقول نيرة وحوكمة جيدة. 

التعليقات