فرحة فلسطينية .. و جيل من العجائز

فرحة فلسطينية .. و جيل من العجائز
بقلم: عبدالله عيسى

فرحة فلسطينية ممزوجة بالدموع بالقلق وبالخوف مما هو قادم .. على طريقة عجائز فلسطين .. تفرح تبكي وتحزن تبكي .. اجل الانقسام حول شباب شعبنا إلى جيل من العجائز .. بل جيل عاجز .

إنهاء الانقسام رغبة شعبية فلسطينية عارمة يتفق عليها المستقل وابن فتح وحماس والجهاد والشعبية والديمقراطية والمبادرة الوطنية وفصائل منظمة التحرير بلا استثناء .. الشاب العاطل عن العمل والعامل والموظف الحكومي ....كل فئات الشعب ومن يقول عكس ذلك يكذب .

وعادة المحرك هو جيل الشباب لكل التحولات والتغيرات في المجتمع  إنها القوى الحية والفاعلة .. في الضفة وغزة انه جيل عاجز ينتمي إلى فئة العجائز .. القيادة في فتح والسلطة وحماس والفصائل سبقت هذا الجيل ووقعت على اتفاق مصالحة .. وكنت أتمنى أن أرى هذا الجيل الشاب يملا ميادين وساحات مدن غزة والضفة منذ السنوات لإجبار قيادتي فتح وحماس وفصائل منظمة التحرير على توقيع اتفاق المصالحة وطي هذه الصفحة إلى الأبد لتصبح جزء من الذاكرة الحزينة لشعبنا نذكرها ونتعلم من أخطائنا ولا نعود إليها .

القيادة سبقت والحق يقال وأنهت الانقسام والجميع كان على مستوى الحدث في فتح وحماس والفصائل والمستقلين والشخصيات الوطنية .. أما هذا الجيل الشاب الذي نجحت ماسي شعبنا وأهمها الانقسام إلى تحويله إلى جيل من العجائز .. بعضهم يتمنى نجاح الاتفاق وأخر حزين خائف من فشل الاتفاق وآخر يشكك .

الآن انتهى الأمر ووقعت الفصائل بغزة على ارض فلسطين وجاء دور هذا الجيل من الشباب إما أن تلحقوا بركب قيادتكم التي كانت مبادرة وصبورة وشجاعة بتوقيع اتفاق المصالحة وتقوموا بحماية تطبيق الاتفاق وبان يرى العالم أن الشعب الفلسطيني يحمي الاتفاق ولا مجال للتراجع و المناكفات وان يكون الإعلام على قدر المسؤولية بتوفير أجواء المصالحة المخلصة وان لا يتصيد كلمة من هنا أو هناك تسمم هذه الأجواء وتفسد على الشعب الفلسطيني فرحته .

الآن جاء دور الشارع الفلسطيني ليمتلئ بالفرحة في الضفة وغزة ومع كل خطوة تخطوها المصالحة يجب أن يكون الشعب حاضرا في الشوارع لإرسال رسالة للعالم أن فتح ليست وحدها وحماس ليست وحدها وأبو مازن ليس وحده في المفاوضات وتحقيق حلم إقامة الدولة .

أمل أن يجدد الانقسام شباب جيل الشاب الفلسطيني وان يخرج من كبوته وينفض عن نفسه غبار الانقسام المؤلم وان نعود إلى ما قبل الانقسام في وحدتنا ورايتنا التي كان ترفرف دائما من كل الفصائل موحدة في كل فعاليات العمل الوطني والشعبي .. أكثر دول في العالم خاضت حروبا هي أوروبا في الحربين العالميتين وقبل ذلك بما فيها حرب المائة سنة .. حروب طاحنة مش حروب فضائيات ومواقع انترنت .. وانظروا إليها الآن موحدة دولة واحدة وأصبحت أقوى قوة اقتصادية وعسكرية في العالم كأوروبا الموحدة أو الاتحاد الأوروبي .. الوحدة رسالة للشعب الفلسطيني والعالم العربي كي يتوحد .. والآن بدا الشعب الفلسطيني بخطوة عملاقة يجب أن تتواصل وستتواصل بحماية من جيل شباب فلسطين صاحب كل المآثر في التضحيات خلال الانتفاضتين .. صحيح كل جراح الانتفاضتين لم تؤلم شبابنا بقدر ما آلمه وأحبطه الانقسام .. ومن هنا يجب أن يعود ويأخذ زمام المبادرة بالمبادرات السلمية الرائعة بالتعبير عن تعزيز الوحدة الوطنية انزلوا للشوارع بشعارات جميلة وحدوية وابتكروا وغنوا للوحدة واكتبوا آراءكم الإيجابية وانشروا والأنترنت فضاء مفتوح لكم بدون يأس أو تشكيك أو اتهام .. امنعوا أي صوت يزرع الفتنة واجبروا قيادتكم الموحدة الآن في فتح وحماس والفصائل على الاستمرار وامنعوهم من أي تراجع ولا نريد أن نسمع من فتح أو حماس أي تأويلات .. نريد كل يوم خطوة عملية على الأرض.. والشعب الذي تعب على مدى سبع سنوات يجب أن يكون حاضرا مؤازرا وترون الحملة الإسرائيلية لإفشال الاتفاق .

إن فشل الاتفاق لا قدر الله فهذا فشل للشعب الفلسطيني وجيل الشباب ولا تتحمل مسؤولية الفشل قيادتي فتح وحماس .. بل انتم يا جيل الشباب من يتحمل ذلك .. الكرة الآن بملعب الشعب وتحديدا الشباب ولا نريد تمرد ولا تجرد .. نريد حملات وحدوية يشارك فيها شباب فتح وحماس والجهاد والفصائل لدعم الاتفاق شعبيا .. فرصة تاريخية لشبابنا كي يخرج من أزمته ومن التباكي على الوحدة وألان صبحت بين يديه .. وإلا   فليعد  الشباب "لطميات " وأغاني مشتاقين للوحدة على طريقة مشتاقين لكربلاء.. وأنت يا شباب فتح وحماس والفصائل اعدوا أنفسكم إما "للطميات " والبكاء على وحدة أنجزتها قيادتكم بوعيها وحسها الوطني الوحدوي العالي وأما أن تنعموا بمستقبل زاهر للجميع ..

الوحدة الوطنية ليست شعارا وحدويا مبهما .. انه يعني للشباب وللأسرة الفلسطينية تغير نمط حياة .. يعني فرص عمل للجميع وفرص سفر للعلاج والدراسة والعمل التجاري .. فرص عمل وافرة في القطاع الخاص وفرص عمل أكثر في القطاع الحكومي وعدالة اجتماعية ومحاربة فساد بوجه أفضل لان الرقابة على العمل الحكومي ستزيد بمشاركة الفصائل الوطنية والإسلامية والقوى المستقلة .. بمعنى أخر دافعوا عن مصدر رزقكم وعن دولتكم القادمة التي هي الأمل الوحيد لتوفير الحياة الكريمة لكل فلسطيني .. ودافعوا عن حرمة الدم الفلسطيني وقبل كل شيء تجاوز الضغائن والأحقاد والعصبية الفصائلية ولنسموا بوحدة الوطن .. ولا ننسى منزلة الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس عند الله .

زينوا شوارع فلسطين في الضفة وغزة بكل التعبيرات الجميلة لتكريس الوحدة الوطنية .. خوضوا معركتكم انتم جيل الشباب بأنفسكم من اجل وحدة الوطن والحياة الكريمة لكم ولأسركم .. لأنه لا كرامة لمواطن في وطن مفكك تتنازعه فصائل .


التعليقات