يعاني من صعوبة في النطق.. الشاب أكرم بن علي"جمعية الشبان المسيحية انقذتني نفسيا واجتماعياً"

يعاني من صعوبة في النطق.. الشاب أكرم بن علي"جمعية الشبان المسيحية انقذتني نفسيا واجتماعياً"
جنين - دنيا الوطن - ديما نادر دعنا
 " اعاقته لم تُلغ طاقته ، وعمل بارادته وبمساعدة جمعية الشبان المسيحية على تحقيق احلامه، فخرج من دائرة العزلة والانطواء ليكون له دور فاعل ومؤثر في المجتمع وخاصة في قريته صانور جنوب غرب جنين"

انه الشاب اكرم بن علي (38 عاماً) الذي يعاني من صعوبة في النطق ، حيث كانت عائلته واهل بلدته يعاملونه على انه "معوق" وليس منه جدوى فيستغلونه لاغراضهم الخاصة وكان يلبي ذلك بقلب طيب ورحيم وبدون مقابل ، حتى انه كان يحضر الشيكات
لكل الحالات الاجتماعية في بلدته على حسابه ونفقته الخاصة ، ويقوم ايضا بتركيب الصحون اللاقطة على اسطح المنازل مجانا"

اصيب أكرم بحالة نفسية صعبة للغاية الا ان جمعية الشبان المسيحية كما يقول :" حولتني من انسان لا قيمة ووجود لي في المجتمع الى انسان فاعل ومؤثر في بلدتي، حيث كنت اعاني من حالة نفسية صعبة للغاية نتيجة استغلال البعض لي."

ويضيف : "تعرفت على جمعية الشبان المسيحية عام 2005 حين زارني المرشد المهني عبد الفتاح أبا ذهب ، لكني في البداية لم اتجاوب معهم لاعتقادي بأن تلك الجمعيات والمؤسسات تتعامل مع الأشخاص على قاعدة الشفقة والتعاطف والرحمة، وليس على قاعدة انه انسان قادر على ان يكون جزءاً فاعلاً ومهماً في المجتمع، ولديه من القدرات والطاقات ما يوازي او يتفوق على الأشخاص الذين ليس لديهم اعاقة جسدية، ولكن شعرت من خلال التعامل مع جمعية الشبان المسيحية - برنامج التاهيل، بأن هناك تعاملاً مختلفاً على كل الصعد".

استجابة للعلاج

استجاب اكرم لجلسات الارشاد النفسي فكان لها تأثير ايجابي كبير عليه حيث قال: لعبت جلسات الارشاد النفسي دوراً هاماً في إخراجي من دائرة العزلة والانطواء، وكذلك غيرت وطورت من قدراتي ومهاراتي على التعاطي والتعامل مع الناس.

وتابع قائلا : " لم تتوقف مساعدة جمعية الشبان عن الارشاد بل تخطت ذلك الى المساعدة الاقتصادية حيث من خلال تلك المساعدة قمت بافتتاح محل تجاري مما احدث نقلة نوعية في مكانتي في المجتمع وفي تعاطي وتعامل الناس معي ، وأصبح الجميع في البلدة ينظرون لي باحترام كبير، ونلت ثقة التجار واحترامهم، فأصبحوا يوردون لي البضائع دون خوف من عدم السداد او الدفع، وأتعاطى مع المصدر (الموردين الرئيسيين) وليس الوكلاء الثانويين

نظرة المجتمع
لم يعد اهل البلدة ينظرون لاكرم ولكل من يشابه حالته من ذوي الاحتياجات الخاصة على انهم يستحقون الشفقة والرحمة فقط وانما كما يقول " بل بأننا اشخاص لدينا من الطاقات والقدرات إذا ما جرى دعمهم ومساندتهم، فهم قادرون على ان يعيشوا ويندمجوا في المجتمع بشكل طبيعي كغيرهم من سليمي العقل والجسد وكل ذلك بدعم من جمعية الشبان التي قامت عبر ورشات العمل وحملات الدعم والمناصرة بالتعريف بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة " ، يضيف اكرم.

رخصة قيادة بإرادة
وبعد أن تحسنت اوضاع أكرم الإقتصادية، كبرت آماله وطموحاته، حيث يقول " بتشجيع من المرشد المهني للجمعية عبد الفتاح أبا الذهب، ذهبت الى اللجنة الطبية في جنين من اجل الفحص الطبي وقدمت اوراقي للحصول على رخصة سياقة، ولكن اللجنة لم توافق على إجراء الفحص لي، وتصادف وجود رجل شرطة هناك، تدخل وطلب منهم اجراء الفحص لي ، وبالفعل عملت الفحص ونجحت في إمتحان السياقة النظرية
"التيؤريا" من المرة الأولى، ورغم نجاحي في الامتحان النظري رفض مدرب السياقة تعليمي لكن اصررت على ذلك فرضخ لطلبي وحصلت على الرخصة بعد "التست" الاختبار
الثالث.


رسالة
عاد اكرم منذ حوالي الاسبوعين من رحلة العمرة التي اصر على قضائها وحده مع شركة خاصة وليس مع احد اقاربه ، ويختم حديثه لـ " القدس " قائلا : اوجه رسالتي للاشخاص ذوي الاعاقة واقول لهم : عليكم بالمثابرة والمتابعة لقضاياكم، وعدم
الاستسلام لليأس والواقع المعاش ، فتغيير واقعكم يقع ويتوقف عليكم في الاساس"

وفي رسالته لجمعية الشبان المسيحية- برنامج التأهيل، ذلك البرنامج الذي قدم ويقدم الخدمات لاكرم وللكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة ، يقول بفخر واعتزاز: " إن جمعية الشبان المسيحية،متميزة في خدماتها ومهنيتها في التعاطي والتعامل مع
الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي جمعية تقدم الخدمات على قاعدة النظرة للإنسان كانسان، دون أية اهداف تبشيرية او طائفية وغيرها، فهي تنظر لهم على قاعدة انهم أبناء هذا الشعب، تقدم لهم الخدمة وفق الإحتياج، بالإضافة الى تبصيرهم وتنويرهم بواقعهم المعاش، وتقدم لهم الدعم والمساندة، لكي يستطيعوا الإندماج
في المجتمع كأناس طبيعيين قادرين على ان يكونوا فاعلين ومنتجين ومقررين في هذا الواقع.

التعليقات