وكشف رامي الحمد الله عورتهم

وكشف رامي الحمد الله عورتهم
بقلم: عبدالله عيسى

في الستينات طلب رئيس سنغافورة من مصر مساعدة مالية لبلده الذي كان يعيش اسوأ فصول الفقر والتخلف فاعتذرت مصر عن تقديم المساعدة المالية لأنها نفسها كانت بحاجة لمن يساعدها .

ماذا فعل رئيس سنغافورة عاد إلى بلده واعلن الحرب على الفساد في مؤسسات الدولة بلا هوادة فيها ولا صغير ولا كبير فوق القانون وتزامن ذلك مع عملية بناء وإعادة بناء ونهضة شاملة وفرها من الأموال المنهوبة من الدولة وبعد عشر سنوات فقط أصبحت سنغافورة هي سنغافورة التي يتغنى بها العالم في ثرائها وتطورها .

التوجهات المصيرية للشعوب بحاجة إلى قرارات صارمة غير مرتجفة وكل الشعوب التي نهضت من الفقر والتخلف بدأت بمكافحة الفساد بلا هوادة واتخذت قراراتها بصرامة بلا تردد ولا مواربة .

وجاءنا رجل من أقصى نابلس يسعى إلينا بسجل أكاديمي ناصع البياض ومفخرة حقيقية للإنجازات التي قام بها في جامعة النجاح ثم المفخرة الأخرى وهي مستشفى جامعة النجاح وأراد أن يعمل وبدأ فعلا بوزاراته ومؤسساته برقابة مباشرة على أداءهم وبزيارات مفاجئة للوزرات فلم يجد لا الوزير ولا الغفير وجلس في مكتب الوزير ساعات حتى شرف حضرته .. وخرج الوزير يبرر أن الوكيل مسافر والمدير العام مسافر والمدير أين وهكذا .

وكانت النهاية المأساوية انتحار طفل في الرابعة عشرة  من عمره فارس مشاقي من نابلس وهي القضية التي نشرتها دنيا الوطن وهزت الرأي العام الفلسطيني ولم تهز شعرة في راس وزير التربية الذي لم يكلف خاطرة أن يرسل موظفا إلى منزل الطفل للاستفسار على الأقل !!.

الطفل مشاقي كتب وصية مؤلمة جدا تدمي القلب يقول فيها انه فشل في استيعاب المناهج المدرسية ورسب في الامتحان فقرر الانتحار .. والله لم يفشل الطفل مشاقي بل فشل الوزير والوزارة .. لان الوزارة لم تحسن صنعا في التعامل مع الناجح ولا مع الراسب كلهم سواسية من ينجح ينجح ومن لا ينجح يحل عنا هذا لسان حالهم انعدام إحساس بكل المقاييس .

والد الطفل مواطن بسيط يعمل سائق سيارة أجرة بنابلس لا حول له ولا قوة وبالتي في نظر الوزارة انتحار ابنه أمر عادي لا يستحق التعليق .

نعم لقد كشف د. رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني عورة الوزارات التي تعاني من اللامبالاة المرضية والاستهتار وانعدام المسؤولية وعندما نصطدم بمأساة كهذه أو غيرها تأخذ التسريبات طريقها .. الوزير الفلاني طاير في التعديل الوزاري القادم الذي لا يأتي طبعا .. ولماذا ننتظر التعديل القادم الوهمي نريد محاسبة فورية وزير قصر تتم إقالته أو يقدم استقالته ويتم تعيين وزير اخر وانتهى الأمر .. لن نستطيع احتمال بلاوي الوزارات إلى حد اكثر من هذا وأنا على ثقة أن الرئيس أبو مازن ود . رامي الحمد الله سيكون لهما قرار صارم في مأساة الطفل مشاقي .

الدكتور رام الحمد الله بدأ فعلا بما بدأت به سنغافورة ووضع يده على الخلل واعلن الحرب على الفساد فأعلنت الحرب عليه وان لم يكمل الحمد الله خطواته التي بدأها لن تتحقق نبوءة نبيل شعث عندما اعلن بعد إقامة السلطة باننا فلسطين ستكون سنغافورة ثانية ولن تتحقق نبوءة شعث إلا بالخطوات التي بداها رامي الحمد الله ..

الوصفة جاهزة وكل الدول التي اتبعتها نجحت بل أن دراسة حديثة أجريت على كافة دول العالم ولوحظ أن الدول التي حاربت الفساد وخفضت معدلاته تضاعف فيها دخل الفرد .. ولن يرتفع دخل الفرد الفلسطيني إلا بمحاربة الفساد مهما وصلتنا من مساعدات خارجية لان المساعدات الخارجية وصفة جاهزة للتخلف والفقر .. بينما محاربة الفساد والترهل الإداري  والاستهتار وصفة للتقدم والنهضة الاقتصادية التي تعم على كافة أفراد الشعب الفلسطيني .

فارس مشاقي

التعليقات