المصالحة والصعود إلى التفاؤل

المصالحة والصعود إلى التفاؤل
بقلم د.مازن صافي

إلى أين تتجه الأمور على الساحة الفلسطينية، وهل أنت متفائل في تحقيق المصالحة هذه المرة..؟! سؤال تم توجيهه لي اليوم لربما أكثر من عشرة مرات، وقبل قليل كان جوابي لصديقي أنني متمسك بالتفاؤل أن يكون هناك ما يسعد شعبنا وينهي الانقسام، لأنني مقتنع أن أروع مميزات الإنسان الفلسطيني في تاريخ نضاله الثوري والتحرري هو قدرته الفذة والمشهودة على تحويل السالب إلى موجب .. تحويل الوجع والجروح إلى أمل وصبر .

الصوت الموجود اليوم لسان حاله يقول "يكفي" .. يكفي انقسام وتشرذم .. ونعم للالتقاء الوطني وأن نكون معا في خندق التحرير والوحدة فوق أرضنا الفلسطينية وفي كل أماكن التواجد الفلسطيني .

وفد المصالحة القادم إلى قطاع غزة، يحمل الأمل للجميع، وكما يحمل رسالة وطنية وتحدي للعالم الظالم، ورسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي، وأهم الرسائل تلك الموجهة للداخل الفلسطيني، أنه بوحدتنا نمنع التفرد بأي حزب أو حركة أو تجمع أو تكتل أو عائلة أو مواطن فلسطيني.

جميعنا ينتظر أن تكلل بالنجاح اليوم الثلاثاء جهود وفد منظمة التحرير الفلسطينية لإتمام جهود المصالحة الذي شكله الرئيس محمود عباس أبو مازن، ويتكون من عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مسؤول ملف المصالحة بحركة فتح، وبسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب، ومصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة، وجميل شحادة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، ورجل الأعمال منيب المصري، ومتزامنا مع دخول الأخ د. موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وكذلك أن يتم الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني، وما يليها من خطوات ومهام متفق عليها سابقا وترتبط بتشكيل الحكومة وبدء عملها، وبما يحقق الخطوات والنتائج التي ستصل كل مواطن فلسطيني، وتعيد صياغة الواقع الفلسطيني، بما يعالج وينهي تداعيات الانقسام البغيض.

اليوم الثلاثاء ينطلق قطار المصالحة، في يوم وطني بامتياز، على الجميع ألا يتراجع، وان يقدم كل ما يمكن لأجل وصول القطار إلى محطته المنشودة والعنوان الفلسطيني المنتظر، وفي ظل المتغيرات والتحديات والتهديد الإسرائيلي والقصف المستمر، لا متسع لمزيد من الوقت لكي ننتظر زمن آخر .
ليكن اليوم الثلاثاء "معركة الوحدة والمصالحة" بحيث يكون المنتصر هو شعبنا الصامد، ويرفع عنه الظلم والحصار والاحتلال الذي يهدد بقاؤنا وحياتنا ومسيرتنا ويتنكر لحقوقنا ويُهوِّد أرضنا ويعمل على حرق وتدمير مقدساتنا وأقصانا وينتهك آدميتنا وتطلعاتنا المشروعة للحرية والكرامة .. علينا أن نحول خسائرنا في زمن الانقسام إلى مكاسب في زمن المصالحة .. وهذا الأمر يتطلب صفاء النية وصدق العمل والسواعد المتلاحمة المتشابكة.

أجيب على سؤال صديقي، وأقول أنني سأتفاءل، ويزداد تفاؤلي كلما اقتربت القيادات الفلسطينية من لحظة التوقيع النهائي والتطبيق المباشر على إنهاء الانقسام والبدء في خطوات الوحدة وتوحيد المؤسسات الفلسطينية وزراعة الأمل في كل البيوت والمدن، لا نملك إلا أن نتفاءل وندعو الله ان يكلل كل الجهود بالتوفيق والتقدم، فهذه فلسطين التي نحبها ويفوح من ثراها دم الشهداء الطاهر ولا زال يعاني فوق أرضنا المحتلة الآلاف من معتقلينا البواسل، هذه فلسطين أمانة في أعناقنا جميعا.

التعليقات