أبي وأمي سامحوني لأني فاشل:طفل فلسطيني ينتحر بسبب صعوبة المناهج الدراسية..وأستاذ جامعي يهاجم الوزارة

أبي وأمي سامحوني لأني فاشل:طفل فلسطيني ينتحر بسبب صعوبة المناهج الدراسية..وأستاذ جامعي يهاجم الوزارة
رام الله -خاص دنيا الوطن
وضع الطفل فارس باسل مشاقي "14عاما" من قرية ياصيد قضاء نابلس حدا لحياته التي لم تبدأ بعد ،فعلق أحلامه الصغيرة وآمال والديه العريضة في سقف الغرفة ولفها بمنديل ..وشنقها..

ما الذي يدفع طفل لم يتفتح ربيعه بعد إلى الانتحار ؟وكم هو مقدار المعاناة التي عاشها حتى أوصلته إلى هذا القرار الخطير؟

فارس لم ينتحر بسبب وضع عائلته المادي أو الاجتماعي،وليس بسبب خلافات أسرية أومحاكاة لفيلم أجنبي..بل قتل فارس نفسه بسبب سوء تحصيله العلمي ورسوبه في امتحان فصلي في المدرسة..!

فارس ترك وصية طلب فيها من والده أن يسامحه لأنه حصل على علامات متدنية في مادة التربية الوطنية..!

 المواقع الالكترونية والصحف الورقية اكتفت بنشر خبر انتحار طفل من قرية قضاء نابلس بسبب سوء تحصيله العلمي دون أن تكلف نفسها عناء الاقتراب من مأساة الضحية التي تبخرت احلامها في سماء الغرفة الصغيرة ،ودون أن تطلق رصاصاتها على المشانق التي علقت لأبنائنا تحت مسمى "المناهج التعليمية".

لكن صوتا آخر من داخل المؤسسة التعليمية نفسها فتح النار وبقوة على المناهج التعليمية في فلسطين ،وتبنى قضية فارس وعشرات الآلاف من زملائه الذين أثقلت كواهلهم هذه المناهج.


"لتسقط المناهج التعليمية في فلسطين"

تحت عنوان "لتسقط المناهج التعليمية في فلسطين" هاجم د.عدنان ملحم المحاضر في جامعة النجاح الوطنية في نابلس مناهج وزارة التربية والتعليم من خلال بعض المقالات والمشاركات على صفحته الشخصية على الفيسبوك.

وقال د.ملحم ان أحدا لم يلتفت لموت الطفل ولا لما وصفه بـ"جريمة ترتكب بحق أطفالنا في المدارس تسمى..مناهج" .

واستنكر ملحم عدم قيام أحد من وزارة التربية والتعليم بزيارة والدي الطفل بعد وفاته ،أو الاهتمام بقضية عشرات الالاف من الطلبة،وكتب على صفحته:" لا احد من الوزارة التربوية زار أسرة الفقيد ! لا أحد من المسؤولين ؛أصحاب السيارات الفارهة ؛والملابس الفخمة سأل عن الحادث ! لا احد من أصحاب القرار ؛ اعترف بوجود جريمة ترتكب بحق أولادنا في المدارس ؛تسمى "مناهج".!.


وصية فارس

د.عدنان ملحم نشر وصية الطفل فارس موثقة بالصور ،وكتب على صفحته:" يوم امس زارني في الجامعة ، والد الضحية . جاء ليشكرني على مقالي ،وفي ختام الزيارة ؛ أعطاني صورة عن وصية الفتى الصغير ؛كتبها بخطه قبل ان يضع حدا لحياته القصيرة .. قرأتها عشرات المرات ؛لأعرف خبايا قرار طفل بالموت السريع أو الموت المبكر ..أتعبتني الكلمات والأحرف ...فقررت ان أخط للقراء وصية الفتى وصورته النضرة ،أملا ان تحرك كلمات الفتى فينا جميعا ؛ المشاعر لنقول معا :-"فلتسقط المناهج التعليمية في فلسطين".

 كتب فارس باسل مشاقي لوالده البسيط سائق السيارة الصفراء على خط نابلس-الجامعة يقول :" بسم الله الرحمن الرحيم...والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين ؛سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام والتفضيل :- انا اكتب لكم هذه الوصية في هذا اليوم الثلاثاء ٢٥/٣/٢٠١٤ .فهذه وصيتي الأخيرة في الحياة ؛فانا ارجو واطلب منكم يا أبي وأمي ؛ان تسامحونني ؛لأنني قصرت معكم في الحياة وطملت رؤوسكم ،،،لأنني واحد فاشل في المدرسة ،ومهمل ومقصر في دروسي ،وامتحاناتي ..فانا ارجو منك يا أبي ان تسامحني لأنني طملت رأسك أمام المعلمين والمدير في المدرسة .
ارجو يا أهلي ان تسلموا على المعلمين في المدرسة والمدير وأبناء صفي ...ارجو ان تصلهم هذه الوصية ..وأرجو منهم ان يسامحوني ؛اذا في يوم ما فعلت معهم عمل فاحش أو كنت ظالما مع احد من أصدقائي ..فانا يا أبي ارجو منك ان تسامحني لأنني للأسف طملت رأسك في امتحان الوطنية الشهرين ،،لأنني حصلت على علامة متدنية وراسب ..فانا لا اعرف ماذا حصل معي هكذا ؛والتخمت لخمة كبيرة هذا الفصل ...فانا ارجو منكم يا أبي وأمي الرضا علي والدعاء لي في قبري ...وأيضاً سلموا على أقاربي وأبلغوهم تحياتي وسلاماتي لهم ..وأرجو من الجميع ان يسامحوني ؛وان تسلموا على إخوتي ،،،حيث قال الله تعالى في كتابه الحكيم "كل نفس ذائقة الموت ". ارجو من الأستاذ خالد ؛؛مدير المدرسة ان يسامحني على الذي فعلته اليوم ؛وهو يعرف ماذا قصدي .. ارجو منكم الدعاء لي وأنا في قبري .. التوقيع فارس :-يوم الولادة ٤/٤/١٩٩٩...يوم الممات ٢٥/٣/٢٠١٤ ....

ملحم علق على وصية الطفل: انتهى نص الرسالة المؤلمة ... وأنهى الطفل عمره الربيعي الأخضر ...البيان الوحيد في الأحرف ؛ هو في حجم الألم والخوف والضياع .. السلام على روح الفتى الذي اعرف انه لم يعرف ماذا اقترفت يداه ..السلام على أسرة مكلومة وحزينة ؛لم يضمد جرحها احد من المسؤولين ؛سوى الناس البسطاء ..السلام على صمت قاتل ما زال يسكن في صفوف،وإدراج مدرسة ياصيد ..السلام على رفاق الفقيد ؛ما زالوا يبحثون عن إجابات على ما حصل أمامهم..

وصية الطفل فارس

وصية الطفل فارس

وصية الطفل فارس

وصية الطفل فارس

مقال د.عدنان ملحم على الفيسبوك

التعليقات