تركت عزاء والدها لتسافر ولم تتمكّن .. "سحر الفلسطينية" و "آيدن التركي" : الحب في زمن معبر رفح

تركت عزاء والدها لتسافر ولم تتمكّن .. "سحر الفلسطينية"  و "آيدن التركي"  : الحب في زمن معبر رفح
غزة -خاص دنيا الوطن
لا تفتأ سحر عن النظر بقلق إلى تذكرة سفرها وأوراقها الثبوتية الأخرى والتساؤل مرات ومرات عن موعد فتح بوابة العذاب المغلقة أمامها منذ أشهر.
 أيام تفصلها عن انتهاء صلاحية تذكرة السفر تلك التي استصدرت بعد عناء ، التذكرة إن صمدت اكثر ستحمل سحر إلى ألمانيا حيث عريسها التركي ايدن .
 قصة الفتاة العشرينية سحر حمد من قطاع غزة والشاب التركي _ الألماني ايدن اسكندر بدأت قبل ثلاثة اعوام في غزة حيث التقت سحر التي كانت تعمل مترجمة آنذاك بسيدة تركية جاءت ضمن وفد تضامني وصل إلى القطاع أوائل العام 2011 ، السيدة رأت في سحر عروسا مناسبة لقريبها ايدن الذي تقدم لخطبة سحر وبعد اخذ ورد اتفقت العائلتان على كل التفاصيل وكانت مصر الدولة الوحيدة التي يمكن أن يلتقيا فيها.
هناك وفي أحد قاعات المناسبات علت الزغاريد وزفت سحر إلى ايدن في حفل استثنائي رحل بعده ايدن إلى موطن اقامته المانيا وعادت سحر الى غزة ، ما هي إلا برهة قصيرة من الزمن حتى أرسل ايدن الى عروسه ما ظن أنها بشرى " اصبحت تذكرة سفرك جاهزة ، الآن سيمكننا أن نلتقي أخيرا " .
لكن وما لم يكن يعلمه ايدن أن المئات في غزة يملكون تذاكر سفر لعمل أو علاج أو علم أو لم شمل وجميعهم تصطدم أحلامهم بالجدر الصماء والأسلاك الشائكة والألاعيب السياسية التي تفصل غزة عن شقيقتها الكبرى مصر .
شهور الإنتظار التي تعيشها سحر شهدت لحظات قاسية تتحدث لدنيا الوطن عن أقساها قائلة : توفي والدي في اليوم الذي يسبق ميعاد سفر حددته لي إدارة المعابر في غزة ولكنني لقساوة الواقع حملت أمتعتي في ميعادي وتركت عزاء والدي خلفي وتركت أمي وشقيقاتي وأشقائي يبكون أبي وذهبت إلى معبر رفح على أمل السفر ، ورغم ما تحملته من آلام في ذلك اليوم في سبيل انهاء اشهر الانتظار إلا أنني في النهاية لم أتمكن من دخول المعبر وعدت إلى بيت أهلي بألمين بعتصران قلبي " .
ورغم الانتظار الذي طال والفرحة المعلقة والتي يحول عنوان العذاب في حياة الغزيين " معبر رفح " من إتمامها إلا أن سحر وايدن ما زالا يتمسكان بالأمل ويحلمان بأن تتوج قصتهما بحل جذري لأزمة المعبر التي تسبب قلقا لكل غزي احتاج أن يغادر بلاده لأي سبب.
 سحر أملت ان تحمل دنيا الوطن مناشدة ترسلها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكل مسؤول قادر أن ينهي الأزمات الإنسانية التي أحدثها الإغلاق شبه الدائم لمعبر رفح قائلة : اتمنى عليكم أن تجدوا حلا لي ولكل من يحتاج إلى السفر كي لا ندفع نحن ثمن وضع سياسي متأزم كتب علينا أن نكون في قلبه " وختمت حديثها بمناشدة أخرى أرسلتها إلى الجانب المصري " نتفهم حاجتكم إلى الأمن ولكن أرجو أن تتفهموا حاجتنا إلى السفر وحقنا في التنقل "

التعليقات