النائب البرغوثي: خطيئة أوسلو انها لم تلزم إسرائيل بوقف الاستيطان ونحن نجني العواقب اليوم

النائب البرغوثي: خطيئة أوسلو انها لم تلزم إسرائيل بوقف الاستيطان ونحن نجني العواقب اليوم
جنين - دنيا الوطن
قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وعضو مجلس أمناء الجامعة العربية الامريكية الدكتور مصطفى البرغوثي خلال محاضرة القاها لطلبة الجامعة:" الخطيئة الكبرى لاتفاقية أوسلو التي وقعت قبل عشرين عاما انها لم تلزم إسرائيل بوقف النشطات الاستيطانية، والمفاوضات طيلة السنوات الماضية كانت أرضية خصبة لتكثيف وزيادة حجم التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، مضيفا ان ثمانية شهور من المفاوضات الحالية التي يرعاها المنحاز الأمريكي استطاعت إسرائيل خلالها زيادة حجم النشاط الاستيطاني بنسبة وصلت الى 132% على ما كانت عليه خلال تجميد المفاوضات".

وأضاف ان المطلع على الدراسات والخرائط يستطيع ان يكتشف انه خلال فترات المفاوضات تتمدد وتتسع رقعة المناطق الاستيطانية، وخلال فترات المقاومة بمختلف اشكالها ينكمش الاستيطان ويتوقف ويتجمد، لان إسرائيل تستغل المفاوضات لذر الرماد في عيون الرأي العام العالمي، وتنفيذ مخططات الابارتهايد والتطهير العرقي كما يحدث حاليا في القدس الشرقية والاغوار ومختلف المناطق المصنفة C .

وكان في استقبال البرغوثي القائم بأعمال رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور نور الدين أبو الرب، ونائب الرئيس لشؤون العلاقات الدولية الدكتور مفيد قسوم، وطاقم عمادة شؤون الطلبة، والعلاقات العامة، وممثلي المبادرة الوطنية الطلابية.

وخلال الاستقبال، نقل الأستاذ الدكتور أبو الرب للبرغوثي تحيات رئيس مجلس إدارة الجامعة الدكتور يوسف عصفور، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس، واكد ان الجامعة حاضنة هامة للتنوع الثقافي، وبيئة ديمقراطية صحية تمارس فيها حرية التعبير، والرأي والرأي الاخر، لترسم لوحة جميلة لوطننا المشرق فلسطين، وبين ان للجامعة طموح كبير ضمن خطط مدروسة على كافة الأصعدة خاصة الاكاديمية للوصول لمدينة جامعية نموذجية تكون على قدر تضحيات شعبنا الفلسطيني، وتوفر تعليم متقدم لأجيالنا الشابة لأعدادهم للقيادة مستقبلا.

وقال البرغوثي خلال المحاضرة ان إسرائيل تعيش عزلة حقيقية عالمية وأصبحت في نظر العالم دولة عنصرية تكرس نظام الابارتهايد، وتمارس حجم تمييز لا محدود بحق الفلسطينيين في مجالات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء إضافة الى سرقة الثروات الطبيعية.

وأضاف ان إسرائيل تكسب ماديا من وراء الاحتلال فهي غير ملزمة بأعباء الفلسطينيين المادية وتلقي بهذا الجانب على السلطة الفلسطينية والدول الغربية والعربية وتجني خيرات فلسطين كاملة.

وأوضح البرغوثي انه يجب تغيير موازين القوى لصالحنا، وجعل إسرائيل تتحمل عواقب احتلالها وارضنا اقتصاديا وأخلاقيا من خلال تعزيز المقاومة الشعبية الجماهيرية، كحملات سفن كسر الحصار على غزة، والمظاهرات ضد جدار الفصل العنصري في بلعين، وانشاء قرى الصمود كباب الشمس، ومقاطعة إسرائيل اقتصاديا والسعي لفرض العقوبات الدولية عليها، ودعم صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه وخلق فرص العمل، خاصة في مناطق النشاط الاستيطاني، ومقاومة التطبيع بكافة اشكاله لتعرية إسرائيل امام العالم وتطبيق الفكر التحرري والاخذ بعين الاعتبار تجربة جنوب افريقيا في مواجهة العنصرية.

وأشار الى أهمية مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وليس منتجات المستوطنات فقط الامر الذي سينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني، وفرص العمل، والاعتماد على الذات، والتخفيف من الضغوط الاقتصادية التي تمارسها إسرائيل علينا، وإلغاء فكرة اننا شعب مستهلك للبضائع الإسرائيلية وأكبر سوق مستهلك لمنتجاتها.

واستعرض تجربة الجامعة العربية الامريكية، حيث أكد انها مشروع وطني تعليمي اقتصادي يستحق الثناء والفخر كونه يساهم في تمكين الفلسطيني على ارضه ويعزز من خلق فرص العمل.

وناشد البرغوثي كافة أبناء الشعب الفلسطيني قائلا: "سقط آلاف الشهداء، وضحوا بأرواحهم دفاعا عن الوطن وعن كرامتنا وحريتنا، يجب ان نكون أوفياء لهم، وعلى الأقل ان نضحي بمذاق طعم المنتجات الإسرائيلية بمختلف أنواعها من مأكولات ومشروبات، وتأكدوا ان التاريخ لن يرحمنا ان لم ننفض غبار اليأس عنا، وان الحرية لها ثمن كبير، والاوطان الحرة تبنيها الرجال والنساء والشيوخ والأطفال بشموخهم وانتمائهم الأصيل لأرضهم".

وحول التحديات التي تواجهنا في تعزيز صمودنا أشار الى ان الشعور بالتناقض بين الخط الرسمي الحكومي والشعبي يجب ان يختفي، والانقسام الداخلي والاختلافات يجب ان تنتهي لان المصلحة الوطنية أكبر من الجميع، إضافة الى مواجهة الاعلام الاسرائيلي القوي بكافة السبل وطرق كل الأبواب الإعلامية والشعبية، وتجنيد رأس المال الفلسطيني والعربي في مواجهة رأس المال الإسرائيلي.

وفي نهاية المحاضرة دارت نقاشات وطرحت أسئلة من قبل الطلبة حول اليات تشكيل مقاومة شعبية جماهيرية ومدى دعم الموقف الرسمي الفلسطيني لها.

التعليقات