ماذا يعني حل السلطة ؟ .. من سيتسلم زمام الأمور وكيف سيكون وضع العاملين بالأجهزة الأمنية؟

ماذا يعني حل السلطة ؟ .. من سيتسلم زمام الأمور وكيف سيكون وضع العاملين بالأجهزة الأمنية؟
رام الله - خاص دنيا الوطن-من اسراء عبيد
طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس امكانية حل السلطة قريبا، فما هي الاحتمالات التي ستؤول اليها الأمور وكيف ستخسر اسرائيل وضعها الأمني، وما مصير العاملين بالأجهزة الأمنية والمؤسسات التابعة للسلطة؟

المحلل السياسي حسن عبدو أوضح لدنيا الوطن الأوضاع الامنية ونتائج القيام بخطوة حل السلطة فيما يخص الفلسطينيين واسرائيل

بين حسن عبدو أن السلطة الفلسطينية ولدت بالتعاقد مع الاحتلال من خلال عملية تفاوض، مبينا: "هناك علاقة جدلية بين الوجود المادي للسلطة على الأرض وعملية التفاوض، فلا سلطة بدون تفاوض ولا تفاوض بدون سلطة"

فشل المفاوضات يعد انهاء لدور السلطة..

أضاف: " فشل المفاوضات هو عمليا انهاء لدور السلطة بالكامل من الناحية الاسرائيلية ومن الناحية الفلسطينية، لأن الفلسطينيين ينظرون الى أن السلطة هي مرحلة انتقالية مؤقتة تؤدي الى دولة فلسطين، والرفض الاسرائيلي لقيام دولة اسرائيل يعني انهاء دور السلطة"

ادارة مدنية ..

في حال حل السلطة ستخضع فلسطين الى ادارة مدنية تابعة للفلسطينيين وتعود للتنظيمات الفلسطينية ومنظمة التحرير دورها التحريري

بين عبدو: " من الطبيعي أن تكون هناك ادارة مدنية لفلسطين، تقوم بكافة الادوار في الخدمات التي تقدم للشعب الفلسطيني ولا يكون لها أي دور سياسي، والدور السياسي سيكون مناط من منظمة التحرير" 

وعن الدور السياسي قال: "يبدأ العمل السياسي من داخل فلسطين أو خارجها لاستكمال التحرير ومواجهة الاحتلال سواء بالانتفاضة أو القوة العسكرية وسيكون نضال على كافة المستويات التنظيمية والشعبية"

مصير موظفي السلطة..

وذكر أنه في حال حل السلطة ستحل الأجهزة الامنية وسينضم جميع العاملين الى الفاصائل كقوة تحرير مثل جيش التحرير وسيظهر دور التنظيمات الفلسطينية لأن أساس وجودها كأداة لانجاز التحرير

وأكد عبدو أن السلطة لن تعجز في ايجاد التمويل اللازم للجهاز الحكومي الذي سيعمل كإطار مدني أو للأجهزة العسكرية وشبه العسكرية التي تسعى الى التحرير.

أوسلو جزء من الماضي..

وأضاف عبدو: "ستكون اتفاقية أوسلو جزءا من الماضي ولن يلتزم الشعب فيها باعتبار اسرائيل نقضت النص الذي يؤكد ان السلطة مرحلة انتقالية لاقامة الدولة الفلسطينية، وبالتالي لن يكون هناك أي الزام بتلك الاتفاقية في حال حل السلطة"

خسارة اسرائيل..

في حال حل السلطة أكد عبدو أن اسرائيل ستخسر لعدم وجود بيئة أمنية مواتية للاحتلال والاستيطان ولن يبقى على هذه الارض في ظل المقاومة اضافة الى عدم وجود اتفاقات تؤمن الاستيطان أو اي حياة اسرائيلية على الأرض.

بين: "في  حال حل السلطة ستكون المستوطنات غير شرعية ووجود الاحتلال يتناقض مع القانون الدولي والشرعية الدولية، وسيكون النضال ضدها عمل مشروع"

وأكد أن الفلسطينيين سيجدون من يناصرهم في قضيتهم حتى القوى الغربية ستلوم اسرائيل وستعاظم العقوبات عليها خاصة فيما يخص الاستيطان.

الأسباب التي قادت أبو مازن لفكرة حل السلطة..

بين عبدو لدنيا الوطن أن السبب الرئيسي في الوصول الى مثل هذه الحالة هو يمينية الشارع الاسرائيلي وقيادته التي ترفض أي امكانية لعقد اتفاق يلبي أدني حد يمكن أن يقبل به الشعب الفليسطيني، اضافة الى انكار اسرائيل للشعب الفلسطيني

أكد عبدو: " المشروع الاسرائيلي يريد كامل فلسطين وكامل القدس ولن يقبلوا أي امكانية لاتفاق مع الفلسطينيين، فهم يتمسكون بتمام باطلهم وعلى الفلسطينيين ان يتمسكوا بتمام حقهم"

وكانت قد نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية مقالا يستعرض الاحتمالات التي ستؤول اليها الامور بعد حل السلطة الفلسطينية، قال الكاتب فيه:  سيترتب عليه (حل السلطة) حل الاجهزة الامنية الفلسطينية، وإلغاء جميع التعهدات والالتزامات التي قطعها الفلسطينيون على انفسهم في إطار إتفاقيات اوسلو ، وان هذا القرار نابع من القناعة الفلسطينية ان الخاسر الاكبر سيكون من هذا القرار هي اسرائيل الذي يعتبر مثل هذا القرار بمثابة عقاب لها.

وبحسب الكاتب، فان الدول الغربية والعربية والولايات المتحدة ستتوقف عن ضخ الاموال داخل الاراضي الفلسطينية وعلى الحكومة الاسرائيلية ان تعوض هذا النقص.

واعتبر الكاتب ان "المعضلة الكبرى" تتمثل في موجة جديدة من العنف ووقوف اسرائيل امام وضع قانوني دولي جديد حيث سيعتبر كل بيت يبنى في القدس او في الضفة غير قانوني بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، مما سيؤدي الى فرض حظر دولي على اسرائيل وسيصبح كل وزير او جنرال اسرائيلي على رأس عمله او متقاعد معرضاً للاعتقال لحظة وصوله لأي من المطارات حول العالم.

التعليقات