النفايات الطبية بغزة وقلق المخاطر

النفايات الطبية بغزة وقلق المخاطر
غزة-دنيا الوطن- ايمان عيسي- سارة زقوت – سها شحيبر

على الرغم من القفزات الرائعة في عالم الطب والتي من دون شك كان لها الأثر الإيجابي في المحافظة على صحة الإنسان ومحاربة الأمراض مما يعطي الإنسان إحساساً بالأمان يساهم بشكل كبير في تفرغه للإبداع إلا أن هناك جانب سلبي للتقدم في الطب وإجراءاته وهو تلوث البيئة بمختلف الملوثات الطبية التي قد تؤدي بدورها إلى إصابة الإنسان بأضرار خطيرة ومميتة في أغلب الأحيان وتتنوع المخلفات الطبية بشكل كبير لتشمل الإبر والحقن والقطن والشاش وبقايا العيّنات الملوثة بسوائل ودماء المرضى ومخلفات كيميائية وأحياناً مخلفات مشعة ومخلفات العمليات من أعضاء بشرية وغيرها وهي تحتوي على مسببات الأمراض وانتشار أوبئة فتاكة وسريعة الانتشار وهي أكثر خطورة من أي نوع آخر من المخلفات لما قد تسببه من أضرار للأفراد والبيئة بصفة عامة.
آليات تصريفها
حيث أوضح مدير دائرة صحة البيئة بوزارة الصحة د.فؤاد الجماصي أن النفايات الطبية هي كل نفايات صادرة من المراكز الصحية ومراكز الأبحاث والمختبرات بالإضافة إلى النفايات الصادرة عن الرعاية المنزلية ودور رعاية كبار السن.
وأشار إلي أن عملية فصل النفايات تتم باستخدام الأوعية المتخصصة لذلك تقفل الأوعية عند امتلاء ثلثيها بإحكام وتخزين أولى وتنقل إلى حاوية بلاستيكية خاصة بهذه النفايات وتحمل علامة أو لون مميز موضحا أنه لا يجب تجميع النفايات بالأقسام المختلفة ومراكز الصحة بل يجب ان يكون هناك جدول مواعيد محدد لنقل هذه النفايات خارج الأقسام مع مراعاة السلامة عند نقل النفايات الطبية من داخل الأقسام إلى أماكن التخزين الثانوي داخل المؤسسة بهدف تأهيلها لعملية المعالجة "في أماكن الصحة التي توجد بها"أو لنقلها لأماكن المعالجة خارج المركز الصحى.
وبين مدير صحة البيئة أن هناك عدة طرق لمعالجة النفايات الطبية منها الحرق أو المعالجة الكيميائية أو الحرارية أو الإشعاع قصير الأمد أو الدفن أو الاحتواء وإبطاء الفعالية مشيرا إلى أنه يتم اختيار طريقة المعالجة للنفايات الطبية على حسب الظروف البيئية المحلية مع كفاءة وسلامة مزايا وعيوب الطريقة المختارة ونوع وكمية النفايات الصادرة عن المراكز الصحية والتكلفة مع اعتبار السلامة الصحية والمهنية والبيئية.
و نوه إلى كيفية التخلص من الأدوية منتهية الصلاحية أو التالفة يتم تجميعها ثم إرسالها إلى المكبات المركزية للتخلص الأمن منها بطريقة السحق والإتلاف لتصبح غير قابلة للاستعمال مرة أخرى والأدوية التي تدخل إلى القطاع بصورة غير مشروعة فيتم حرقها مؤكدا وجود مراقبة على طرق التخلص من هذه النفايات بحضور لجنة خاصة للإتلاف

وشدد على أن أكثر من يتعرض إلى مخاطر هذه النفايات داخل المراكز الصحية المنتجين للنفايات الطبية وكذلك العاملين القائمين على تداول النفايات من نقل ومعالجة وهم أكثر الفئات التي يمكن أن تتعرض للعواقب الصحية الناجمة عن عدم كفاءة سلسلة الإجراءات التي تتم بها إدارة نفايات الرعاية الصحية.
وتطرق إلى قانون البيئة 19997الذي ينص في بعض مواده على تعريف النفايات الخطرة وكيفية التخلص منها وعقوبة استيراد النفايات الخطرة .
أنواع النفايات
وأوضح أحد الممرضين بمجمع الشفاء الطبي بأن النفايات الطبية كثيرة ومتنوعة ومتدرجة الخطورة والأذى فمنهي الصلبة (حادة وغير حادة)ومنها السائلة ومنها الكيميائية ومنها الملوثة بيولوجيا ومنها الغازية أيضا وقال: عندما نقوم بأي عمل ينتج عنه نفايات نقوم فقط بفصل النفايات الصلبة الحادة مثل الحقن و الإبر وغيرها من أمور حادة"بعلبة خاصة محكمة الإغلاق ولكن لا يتم فرز جميع النفايات الطبية بشكل صحيح فيتم وضع النفايات العادية والنفايات الطبية مع بعضها فمثلا السرنجات التى نقوم بسحب عينات الدم بها لا نقوم بوضعها مع النفايات الطبية دائما مع أنها تكون مصنفة علميا أنها من النفايات الطبية الخطيرة لوجود الدم بها حتى الأطباء والممرضين لا يقوموا بوضع النفايات الطبية الحادة بالعلبة المخصصة فبعضهم يهمل هذا الأمر مما يعرض زملائهم للخطر منوها إلي أن طريقة الفرز ضعيفة لا يتم بها فرز النفايات الطبية بطريقة جيدة ومشيرا إلي اهتمامهم بوضع كل شيء حاد بصندوق محكم ووضعها في مكانها المناسب.
آليات الحماية
وصرح احد عمال النظافة المسئولين عن جمع النفايات الطبية قائلا: النفايات الطبية كثيرة وصعبة التعامل معها حيث نقوم بوضع أكياس بلاستيكية عادية قابلة للتمزق لإلقاء النفايات بها في اغلب أماكن القسم إلا الأدوات الحادة فيكون لها صندوق خاص وغالبا ما نجد أدوات حادة مع النفايات العادية مما يشكل خطورة علي عامل النظافة الذي يكون مرتديا ملابس خاصة وأدوات تحميه من النفايات العادية ولكنها لا تحميه في ظل وجود بعض النفايات الحادة مما يعرض حياته للخطر وقال :كثيرا ما نطلب من الفريق الصحي الالتزام بفرز النفايات ووضع النفايات الحادة بمكانها إلا أن هناك بعض التسيب في مثل هذه الأمور الهامة والحساسة.
ونوه نائب مدير حماية البيئة في سلطة جودة البيئة م.محمد مصلح بأن وضع النفايات الطبية في غزة بحاجة إلي إعادة تقييم ولا يوجد خطة متكاملة وطنية لإدارة النفايات الطبية في المستشفيات وان كل مستشفي تتعامل مع النفايات الطبية وفق رؤيتها الخاصة ولا يوجد بروتوكول ينظم إدارة النفايات الطبية .
وأكد مصلح على أن هذه النفايات خطيرة ومن المحتمل أن تنقل أمراض مثل الإيدز والكبد الوبائي إذا تم التعامل معها بشكل خاطئ مشيرا الي ضرورة فصل النفايات وتصنفيها في أكياس خاصة كل واحدة على حدة ومن ثم حرقها في المحارق المخصصة للتخلص منها.
وبين أن عملية الحرق تنتج مادة الديوكسين وهو مركب كيميائي سام ينتج عندما تحرق النفايات بشكل غير كامل وخطورتها تتمثل بتراكمها في أنسجة الجسم وتسبب التسمم ومشاكل في الإنجاب وسرطانات وتشوهات إذا تراكمت داخل جسم الإنسان بنسب كبيرة.
وأشار إلى ضرورة التعامل مع بقايا الحرق معاملة خاصة وجمعها في صندوق خاص والتخلص منه في حاويات إسمنتية محكمة من خرسان مسلح حتى لا يتسرب إلى المياه الجوفية ويؤثر على التربة.
وصرح بحسب المادة 12 من قانون البيئة الفلسطيني قائلا: لا يجوز لأي شخص يقوم بتصنيع أو تخزين أو استعمال أو معالجة أو التخلص من أية مواد أو نفايات خطرة سواء سائلة أو صلبة أو غازية إلا وفقا للأنظمة والتعليمات التي تحددها الوزارة بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وأشار إلى وجود لجنة برئاسة سلطة جودة البيئة وعضوية كلا من وزارة الصحة والحكم المحلي تعمل على تقييم وضع النفايات الطبية في قطاع غزة وتعكف على وضع خطة متكاملة لإدارة النفايات الطبية وفق ما هو معمول به دوليا.
وأوضح مصلح بان إدارة النفايات الطبية تحتاج إلى دعم مادي ولوجستي للوصول إلى إدارة سليمة للنفايات الطبية في فلسطين وقطاع غزة خاصة.

التعليقات