غزة:الصحفيات الأقل حظاً في نيْل فرص الزواج

غزة:الصحفيات الأقل حظاً في نيْل فرص الزواج
رام الله - دنيا الوطن

صفاء الناطور لمسار برس

إستناداً إلى نظرة المجتمع وحجته بالعادات والتقاليد, كانت الصحفيات الأكثر عرضة للتقليل من فرص زواجهن بذريعة المحافظة والالتزام والتعلل بعلاقاتها الموسعة وطبيعة عملها التي تفرض عليها أن تبقى في الميدان بشكل كبير ، متغاضين بذلك واجبها الذي يقضي بإيصال الرسالة للعالم كما الشباب تماماً.

 الطالبة إيمان أحمد، قسم الصحافة والإعلام بجامعة الأقصى  تسرد  قصتها ،فتقول : “تقدم لخطبتي شاب  قبل عدة أيام وسارت الأمور على ما يرام حسب العادات والتقاليد، لإعتقاد أهل العريس بأني طالبة في تخصص إنجليزي”.

وتضيف  إيمان  :”عندما جاء العريس لنقرأ الفاتحة  تفاجأ عندما حدّثته بأني أدرس الإعلام وأعمل في إحدى المؤسسات الإعلامية، حينها توقف كل شيء، وجاء الرد بعد ساعات من أهله على الهاتف ، مرددين عبارات القسمة والنصيب، ومصارحين أن العريس لا يحبّذ الارتباط بفتاة إعلامية بحجة علاقاتها الموسعة على الصعيد المهني والشخصي.

في السياق ذاته تصارحت الفتاة  سلام توفيق ،خريجة تخصص “لغة عربية صحافة” من الجامعة الإسلامية،  بمعاناتها ذات المشكلة مع الخاطبين الذين يطرقون أبواب بيتها .

فتقول : “واجهت رفض الكثير من الشبان الذين يتقدمون لخطبتي للتخصص الذي أدرسه، وفي كل مرة يكون صمت الخاطبين حليف الموقف خاصة عندما يعرفون بأن تخصصي يتعلق بالجانب الإعلامي”.

وتتابع  :” بعد تخرجي تقدم لي شاب واشترط قبل أي شي بينهما الابتعاد عن العمل الإعلامي واقتصارها على اللغة و التربية بجانبها التربوي”.

في حين كان ردها هو الرفض لأنها تعتبر الإعلام حلم تحاول الوصول إليه ولن توقفه من أجل حياة لا تعرف مصيرها.

من ناحية أخرى يؤكد الشاب فادي أحمد عدم معارضته للزواج من إعلاميات ، رابطاً ذلك ببعض الشروط التي تتضمن طبيعة عمل الفتاة التي يريد الارتباط فيها أي ان يكون عملها في مكان محدد ولا تتأخر إلى ساعات طويلة .

وأضاف أحمد: الإعلام عمل شريف أنظر إليه بكل إيجابية ولكن ضمن شروط ومواقف محددة يتفق عليها مع أهل الفتاة ومع الفتاة نفسها التي يريد الإرتباط بها حتى لا يتسبب بمشاكل  بعد الزواج “

النظرة الاجتماعية

أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى الدكتور فضل أبو هين ،رأى أن هناك بعض الإشكاليات على الإعلاميات وعملهن تكمن في عدم تقديرهن نتيجة النظرة السلبية للمجتمع .

ويُرجِع أبو هين  السبب إلى قبلية المجتمع ونظرته لوضع المرأة على أنها يجب أن تكون ربة بيت أو تعمل في التدريس إضافة إلى قرب المكان للبيت وعدم اختلاطه، في حين يرى الإعلامية لها علاقات متعددة ولا ترتبط بحدود زمانية أو مكانية ومطلوب منها بأي وقت وهذا غير محبب للفتاة في مجتمعنا .

ونوّه إلى عودة نظام العائلة المرتدة التي ترجع قراراتها إلى العائلة الكبيرة بعد أن كاد تأثير المرأة يوصلها للنور ، فقبل عشر سنوات كان الحق في أن يقرر الأب والأم قراراتهما بأنفسهما دون أي تدخل ولكن سرعان ما عادت لعائلة مرتدة وأصبح الزواج والطلاق يصل للعائلة الكبيرة وتدخلهم بالأسرة وبذلك ينظرون للإعلامية نظرة غير مريحة .

وأضاف أبو هين أن للفتاه أسلوبها  الخاص وطريقة حوارها وحتى ظهورها أمام المجتمع بشكل معين يختلف عن أسلوب الذكر ، متسائلاً ما المانع من كون الإعلام لا يميّز بين إناث وذكور ، ويعتبر أن ذلك سيُقوي المؤسسات الإعلامية  وإقتصارها على جنس واحد سيؤدي لهدمها وانهيارها .

وأفاد أبو هين أن هناك تأثيرات نفسية سلبيه متعددة ستواجه الفتاه لمنعها من تحقيق ذاتها في الإعلام وبالتالي ظلمها على الصعيد الاجتماعي, فالعمل عبارة عن رفع للمعنويات وتحقيق الذات ، فالزوجة العاملة في الصحافة صحتها النفسية أفضل من الزوجة المحرومة من ممارسة مهنتها .

التعليقات