في يوم الأسير لتيسير البرديني تحية وتقدير

أ‌. عبد الجواد زيادة
سأتناول أخي وصديقي القائد تيسير البرديني في هذه المقالة، بالرغم من أن المعروف لا يعرف، لكن اشعر بمسئولية أخلاقية تجاه هذا القائد، العضو في الهيئة القيادية لحركة فتح في قطاع غزة، المتهمة بالقصور من قبل أبناء الحركة، ارتأيت من الواجب تسليط الضوء، علي نموذج يستحق التقدير والتكريم، ممثل بأخي تيسير البرديني، فمن الجرم المساواة بين من يفني يومه بعطاء لا ينضب، ومن يأخذ المهمة التنظيمية كمكانة اجتماعية وصفة معنوية، وليس من الحق اخذ الصالح بالطالح وان يعمم السلب ويتم إنكار الإيجاب.
التقيت الأسير المحرر الأخ تيسير البرديني أبو سالم، منذ أكثر من ربع قرن، حيث عايشته عن قرب في الاعتقال وخارج الأسوار، فتيسير هو ذاك الرجل الصلب، الذي امن بان تحرير الوطن لا يتم إلا بالعمل والكد ودفع الثمن، فقدم الدم والسنوات الطوال من الشباب إلي المشيب خلف القضبان، لم تلن عزيمته يوما ولم يحبط، رغم كل ما قاساه وما عايشه من مرارة، ما زال يؤمن ذات الإيمان، يربط ليله بنهاره ليعمل بأمانة وإخلاص منقطعة النظير.
من يعرفه يدرك بأنه ليس من ذوي الياقات البيضاء، رغم حصوله علي الماجستير في العلوم السياسية، وليس من طلاب المناصب رغم الاستحقاق بجدارة، فهو زاهد بطبعه كريم بخلقه، كلما ارتقي في سلم المسئولية زاد تواضعه وقربه من القواعد والجماهير، يشرف بنفسه علي كافة الأنشطة، ويعمل مع إخوته يدا بيد بروح الفريق ومنطق الشراكة، وهذا ما نفتقره من صفات في قادة اليوم، يحيط نفسه ببطانته الخاصة من رفاق الدرب، هم من خيرة من أنجب الوطن من أطهار، جزء كبير منهم من إخوة النضال والأسر الطويل، وآخرين من الكفاءات المشهود لها، يعملون بصمت، لانجاز المهام الصعبة في هذا الزمن الصعب، جلهم يحمل ذات الإيمان بان التحرير يحتاج للتضحية، والانجاز يتطلب التصميم والمواصلة، والنجاح لا يتم دون خلق رأي عام وطني فاعل، كحاضنة لمناصرة القضايا التي يعملون عليها.
بعد أن كلف في الهيئة القيادية العليا لحركة فتح بملف الأسري، ومنذ توليه مسئوليته أصبح للاعتصام أمام الصليب الأحمر كل اثنين، نكهته الخاصة بمشاركته والمحررين من المؤبدات، وغيرهم من أبناء حركة فتح والفصائل بجانب أهالي الأسري، وزاد من زخم الفعاليات الهادفة لإبراز قضية الأسري، حتى جعلها ضمن الأجندة الوطنية والجماهيرية، كملف فاعل فعلا لا قولا، ليس علي مستوي حركة فتح وحسب، بل امتد للفصائل كافة وللمنظمات الأهلية، فكل مناسبة تختص بالأسري أو إفراج عن احدهم تراه حاضرا وأعضاء لجنته في الاستقبال والاحتفال وفي المؤتمرات والندوات والورشات.
في يوم الأسير هذا الصباح، قاد الأخ تيسير ورفاقه بشكل لافت وبحضور كثيف، وبفكرة خلاقة معبرة عن معاناه الأسري، إحياء هذه الذكري السنوية، بإبراز هموم الأسري وآلامهم وأحلامهم، ورغم الانجاز إلا انه أوحي بعدم الرضي عن سير النشاط، فهو يريد الأفضل ويستحق الأفضل، فطوبي لك أخي وصديقي أبو سالم، فأنت نموذج مشرف للمسئول والقائد الأمين، وطوبي للأسري والحرية لهم وبك وبهم نفخر.

التعليقات