فتح بمصر: السفير الشوبكي سجله حافل بالانجازات

رام الله - دنيا الوطن
رحبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح اقليم جمهورية مصر العربية بقرار الخارجية المصرية اعتماد أوراق السفير جمال الشوبكي سفيرا لفلسطين في مصر، متمنية له التوفيق في مهمته الجديدة في ظل الظروف الحساسة والصعبة التي تمر فيها القضية الفلسطينية. وقد أكدت الحركة في بيان لها أن الأخ المناضل جمال الشوبكي صاحب خبرة واسعة ومسيرة حافلة بالاخلاص والعطاء، فقد كان وزيرا للحكم المحلي الفلسطيني وعضوا في المجلس التشريعي وسفيرا لفلسطين لدى المملكة العربية السعودية، وقد سجل انجازات وبصمات لافتة في مسيرة عطائه.

وتؤكد الحركة أنها ستكون داعما للأخ السفير في خدمة أبناء شعبنا وتتمنى له التوفيق في مهمته مستبشرة فيه الكفائة والاخلاص لهذه المهمة الصعبة.

نبذة تاريخية عن السفير الشوبكي..

لاجئ فلسطيني من بلدة بيت جبريل الشهيرة على خط السهل الداخلي جنوبا، هاجرت عائلته الى بلدة اذنا شمال غرب الخليل فلم تبعد كثيرا عن ارضها وكأنما صعدت الى الجبل لتطل عليها من فوق وتراها وتزداد عشقا وتمسكا فيها... وقبل أن يفقد نعومة اظفاره ارتبط جمال بعملية الدبويا الشهيرة بمدينة الخليل عام 1981، ووجهت له اسرائيل تهمة المشاركة مع الفدائيين في قتل عدد كبير من الجنود والمستوطنين بمنطقة السوق الشعبي "الدبويا" وسط مدينة الخليل، فأمضى عشر سنوات من اجمل سنوات شبابه وراء القضبان وفي الزنازين، وحين خرج من السجن ظل ناشطا في حركة فتح وسجنته اسرائيل عدة مرات بموجب القانون العسكري الاداري.


عرف في السجن بطيب اخلاقه وهدوء اعصابه، وتدرج في المراتب التنظيمية الى اعلاها بتسلسل طبيعي، ونال ثقة الفصائل الاخرى والتنظيمات المختلفة فكان عونا لهم وليس سيفا ضدهم، وعلى عكس البعض من اقرانه في الحركة سعى جمال الشوبكي لبث طمأنينة الوحدة الوطنية لدى فصائل وتنظيمات الحركة الاسيرة فحظي ياحترام الجميع ومن مختلف المناطق الجغرافية لانه حارب الجهوية والفئوية وضيق الافق.


اصطفاه الراحل ياسر عرفات عضو في الوفود الفلسطينية المفاوضة المنبثقة عن مؤتمر مدريد فذاع صيته اكثر واكثر، ثم فاز بثقة الجمهور وانتخب عضوا في البرلمان الفلسطيني "المجلس التشريعي"، ثم وزيرا للحكم المحلي وعضوا في المجلس الثوري لحركة فتح.

وخلال عمله سفيرا في المملكة العربية السعودية شهدت العلاقة بين البلدين عصرها الذهبي، ورغم أن فترة خدمته هناك وقع الانقسام بين فتح وحماس، الا ان السفير جمال نجح في حفظ ماء وجه القضية الفلسطينية ومثّل طلائع ابناء الارض المحتلة الذين انخرطوا في العمل الدبلوماسي، ومثّل نموذجا ناحجا وراقيا لقدرة الفلسطيني على مدّ جسور المحبة والثقة مع الشعوب العربية، لا سيما في السعودية، حيث وصفه العاهل السعودي خادم الحرمين امام الرئيس ابو مازن بأنه "رجل صادق".


ويأتي اختيار الشوبكي سفيرا لفلسطين في مصر، ابّان فترة شديدة الحساسية. فمصر تنتخب رئيسا جديدا وتحارب الارهاب الدموي، وفلسطين تواجه حكومة اسرائيلية متطرفة، وقد استفحل الانقسام حتى صار يأكل من عظام القضية.

التعليقات