الوطن يستغيث فهل من منقذ؟

الوطن يستغيث فهل من منقذ؟
الجزائر - دنيا الوطن - رياض وطار

يريدونني أن أصوت أقول لهم لمن أصوت هل أصوت لمن يخون الأمانة وينهب أموال الشعب أم أصوت لمن لا يترددون في استغباء المواطن وينومونه في العسل ثم يتناسوه عمدا بعد الانتخابات. لقد عودونا ,منذ الاستقلال الى يومنا على حملات لا تغني ولا تسمن من جوع . طالما سمعنا خطابات رنانة وفي الأخير كانت الوعود المقدمة من قبل المرشحين ذر الرماد في الأعين.

المواطن المغلوب على أمره يئس من المعاناة التي يعيشها يوميا ولم يجد من يخلصه منها ويئس من العيش في بلاد شعار مسؤوليها، الذين رفعوه في حملاتهم واضحو يتغنون به في جل المناسبات، "العزة والكرامة" ولكن في الواقع لا حياة لمن تنادي. كم من مرة شاهدنا على القنوات التلفزيونية سواء العمومية أو الخاصة برامج وريبورتاجات تبرز معاناة عائلات لا تجد ما تأكله من شدة فقرها ولكن للأسف لم تجد تلك العائلات آذان صاغية تساعدها على تجاوز محنتها

. كل المؤشرات الرسمية تدل على ان الجزائر تعيش في بحبوحة مالية حيث أعلن مؤخرا محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي أن احتياطات الصرف الجزائرية بلغت 866..191 مليار دولا في آخر سبتمبر الفارط . و أشار السيد لكصاسي ،خلال عرضه التوجهات النقدية والمالية للأشهر التسع الأولى من سنة 2013، إلى أن" احتياطات الصرف قد عرفت تطورا ايجابيا بعد الحصيلة السلبية التي سجلها في جوان 2013 بحيث بلغت 189.768 مليار دولار مقابل 190.66 مليار في شهر ديسمبر 2012",

و بالموازاة مع ذلك تراجع مستوى الديون الخارجية الى 3,47 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى سبتمبر 2013 مقابل 67ر3 مليار خلال نفس الفترة من سنة 2012. ولكن في ظل غياب المراقبة والمحاسبة المالية أضحت تلك الأرقام لا معنى لها في ارض الواقع في ظل تفشي ظاهرة الفساد ونهب أموال الشعب بدون حق من قبل مسئولين  ائتمنهم المواطنين في تسيير شؤونهم العامة تحت غطاء الاستثمار العمومي وما انتجته هذه السياسة التنموية من افلاس على اكثر من صعيد نتيجة التلاعب بالصفقات العمومية إلا أنهم لم يتوانون في خيانة الثقة التي وضعوها فيهم مما انعكس سلبا على الواقع المعاش لجل الجزائريين وأضحت عدة ظواهر اجتماعية سلبية كالهجرة الغير شرعية و الانتحار وحرق المواطنين لأجسادهم الخ من الظواهر المألوفة عند المواطن من شدة انتشارها وتفاقمها بشكل خطير,

كم من مرة دق الخبراء الاقتصاديون ناقوس الخطر محذرين المسؤولين من مغبة اعتمادهم على مداخيل البترول دون ايلاء اهتمام للمجالات الاقتصادية الأخرى آملين منهم تدارك الأمر ولكن هيهات هيهات في ذلك.

المواطن الجزائري يعي جيدا انه لن يكون هنالك تغيير مادامت نفس السلوكات الرديئة لا تزال قائمة ولن تتغير فالنظام الفاسد يولد نفسه فهل من مغيث أم أن القدر المحتوم كتب علينا أن لا نرى مخرجا من هذا النفق الذي نعيش فيه منذ أن ولدنا؟

التعليقات