الجبهة العربية الفلسطينية:عاش السابع عشر من نيسان يوماً نجدد به العهد والوفاء لأسرى الحرية

رام الله - دنيا الوطن
البيان كما وصلنا :
يطل علينا اليوم السابع عشر من نيسان، يوم الوفاء الوطني لأسرى الحرية الذين وهبوا حريتهم لينال شعبنا حريته كبقية شعوب العالم، لتتجلى أمامنا صورة الملحمة البطولية التي خاضها شعبنا بكل فئاته والتي سطر فيها أسرانا البواسل أروع صفحات المجد بصمودهم وإرادتهم الحرة العميقة وقدرتهم الفائقة على تحويل آلام الأسر وظلام الزنازين إلى طاقة نور تضيء الدرب أمام شعبنا نحو تحقيق أهدافه الثابتة والمشروعة، فاستحقوا أن يكونوا عنواناً للإرادة والصمود، ومنبعاً للعطاء الذي يمدنا بالقوة والاقتدار على تحمل مشاق النضال والمضي قدماً على ذات العهد الذي اسروا من اجله وقدم الشهداء أرواحهم رخيصة في سبيله، فكل التحية لأسرانا البواسل وهم يواصلون صمودهم وثباتهم ويشكلون منبعاً للعطاء الذي يمدنا بالقوة والاقتدار ويمنحونا بارقة الأمل بتحقيق الانتصار وشروق شمس الحرية، وعهداً لهم أن نواصل النضال حتى ينعموا بالحرية، وان يحيوا حياة كريمة تليق ومستوى تضحياتهم العظيمة.

يا جماهير شعبنا الباسل:

إن إصرار إسرائيل على الإبقاء على أسرانا كورقة ضغط تستخدمها إسرائيل لابتزاز شعبنا الفلسطيني وقيادته، يكشف عن إصرارها وإمعانها في انتهاك كافة القوانين الدولية، ويكشف أيضا انه لا يمكن المضي في طريق السلام الذي اختاره شعبنا مع حكومة متطرفة لا تؤمن بالسلام بل وتسعى للقضاء على أي أمل بتحقيقه، الأمر الذي يتطلب من العالم الخروج من صمته وإدانة إسرائيل وممارساتها وإلزامها بالقوانين الدولية وبتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه المشروعة باعتباره الطريق الأقصر والاصوب لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة فلا سلام مع استمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويدها، ولا سلام دون الإفراج الكامل عن أسيراتنا وأسرانا من سجون الاحتلال، وعلى إسرائيل وحكومتها أن تعي الدروس بان هذا الشعب عصي على الانكسار وانه يمتلك من الإرادة واليقين بالانتصار ما يمكنه من مواصلة نضاله حتى تحقيق كامل أهدافه الوطنية، وفي مقدمتها حرية أسرانا ليواصلوا معنا مسيرة النضال، مؤكدين ان معركة الإفراج عن أسرانا تتطلب جهداً فلسطينيا جماعيا تشارك فيه كافة القوى والفعاليات ومؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية  لطرح قضية أسرانا وموضوع جثامين الشهداء التي تصر إسرائيل على احتجازها فيما يعرف بمقابر الأرقام، في كافة المحافل الدولية والتوجه إلى محكمة العدل الدولية لمقاضاة إسرائيل على انتهاكاتها المتواصلة لأبسط القواعد القانونية والإنسانية لمعاملة الأسرى وفق الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها، واتفاقية مناهضة التعذيب، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقيات جنيف.

يا جماهير شعبنا الأبي:

إننا في الجبهة العربية الفلسطينية وبهذه المناسبة الوطنية الخالدة نؤكد على ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، مؤكدين على ضرورة تهيئة الظروف لإنجاح مهمة وفد المصالحة القادم إلى قطاع غزة مطلع الأسبوع القادم، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني ما امكن، والبدء بإزالة كافة أثار الانقسام لمد شعبنا بأهم عوامل صموده وهو يخوض معركة الصمود والإرادة ضد الاحتلال، إننا نطلقها صرخة مدوية لكل الضمائر الحية بأنه آن الأوان لإنهاء هذا الواقع وان يستعيد شعبنا وحدته ليتمكن من مواصلة نضاله ومواجهة مخططات الاحتلال، إنها صرخة الأسرى من سجونهم وهم يؤكدون بصمودهم وجلدهم أنهم رواد نضالنا ورمز استمراره، إنها صرخات الأرض الفلسطينية التي تأن تحت الجرافات الإسرائيلية، إنها صرخات القدس التي تواجه ببسالة كافة مشاريع التهويد، فلنكن على قدر المسئولية الوطنية، وبمستوى هذه التحديات، مؤكدين للجميع أن التاريخ لن يرحم كل من يعطل وحدة شعبنا.

وختاما فإننا نؤكد في هذه المناسبة أن معركة الصمود التي يخوضها شعبنا وعنوانها حرية الأسرى وتحقيق أهدافنا الوطنية تستوجب استنهاض همم الجماهير، وتوحيد الجهد الوطني لإسناد القيادة الفلسطينية في مواجهة التعنت الإسرائيلي، ودفع الاحتلال إلى الإدراك بان كافة الخيارات مفتوحة أمام شعبنا من اجل نيل حقوقه الوطنية الكاملة .

كل التحية لأسرانا الأشاوس وهم يشكلون منبعاً للعطاء ..كل التحية لكم أيها الأسود الرابضة فوق صدر السجانين وانتم تجسدون وحدتنا داخل السجون وتمنحونا بارقة الأمل بغد أفضل.

التعليقات