مزهر: القائد أبو جهاد كان واعياً بمجابهة شعبية شاملة بمختلف الأشكال للعدو

رام الله - دنيا الوطن
أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في غزة جميل مزهر أن القائد الشهيد خليل الوزير " أبو جهاد " كان واعياً جداً بأن قضية الصراع مع العدو الصهيوني المجرم تتطلب مجابهة شعبية شاملة بمختلف الأشكال، والاندفاع للعطاء والتضحية في سبيل وطننا فلسطين.

وقال مزهر خلال كلمة القوى الوطنية والإسلامية ألقاها في حفل تأبيني نظمته نقابة العاملين بجامعة الأزهر بمناسبة مرور ستة وعشرون عاماً على استشهاد القائد الفتحاوي خليل الوزير " أبو جهاد"، قال " لا ننسى نداءات شعبنا الفلسطيني التي وضعها الشهيد القائد بوصلة أمامه في قيادته للعمل المسلح ضد الكيان الصهيوني.. لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة... لا صوت فوق صوت الشعب.... تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية".

وأشاد مزهر بمناقب الشهيد القائد، مشيراً أنه كان قائداً فلسطينياً فتحاوياً عظيماً وصلباً وعنيداً، قاد العمل العسكري داخل الوطن المحتل وأشرف شخصياً على تخطيط وتنفيذ أبرز العمليات النوعية الخاصة والتي أنزلت بالعدو المحتل خسائر جسيمة وشارك في قيادة معارك الدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب والثورة في جنوب لبنان والبقاع ومخيمات شعبنا في لبنان وفي الشتات.

وأضاف مزهر بأن القائد أبو جهاد أحد مهندسي الانتفاضة الأولى.. الذي استشهد صباح يوم السبت الموافق 16 نيسان 1988 فوق ارض تونس وهو يؤدي واجبه الثوري والكفاحي برصاصات الفاشيين الصهاينة محاولين بذلك الخروج من مأزقهم الخانق واطفاء لهيب الانتفاضة الشعبية المباركة.

وتابع مزهر: " عندما نعود إلى قائدنا الشهيد أبو جهاد ونبحث في سيرته العطرة نستحضر تمسكه حتى لحظة استشهاده بمبادئ العنف الثوري والإخلاص الشديد للوطن.. والإيمان بعدالة قضية شعبه.. وفهم كيف يمكن أن يكون الإنسان صلباً وثابتاً ومبدئياً في مواقفه.. لقد كان القائد أبو جهاد من أوائل من حاوروا العدو بالرصاص والقوة".

وأكد مزهر على ضرورة مواجهة المخاطر الحقيقية والجدية التي تواجه قضيتنا الفلسطينية بمسئولية ووحدة حقيقية وجدية تفتح الباب أمام استخلاص العبر من تجربة النضال الوطني الفلسطيني، ومعرفة أخطائنا وتصحيحها.. من أجل إعادة تنظيم صفوفنا في مواجهة شاملة لهذا الاحتلال الصهيوني.

وأوضح مزهر بأن القائد الشهيد أبو جهاد كان من القادة الأوائل الذين حذروا من الضغوطات التي تتعرض لها المنظمة والتي ما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة، ودعا بشكل جدي إلى مواجهة المؤامرة الأمريكية – الصهيونية التي تستهدف ابادة المنظمة وتفتيتها عسكرياً، وها هي المحاولات مستمرة حتى الآن لتصفيتها سياسياً تزامناً مع حملات البطش والاغتيال والاعتقال الصهيونية.

واعتبر مزهر بأن التصدي للخط السياسي وللضغوط التي تمارس على القيادة
الفلسطينية من أجل تمديد المفاوضات حتى نهاية العام، يتطلب خطوات عملية ومتواصلة لمواجهة الخطر الحقيقي الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، من خلال وضع استراتيجية وطنية متفق عليها تقوم على التمسك بالمقاومة بأشكالها المختلفة المسلحة والشعبية بما في ذلك المقاطعة ومناهضة التطبيع والهجوم السياسي والدبلوماسي والتحرك الفاعل تجاه المؤسسات الدولية وصولاً لفرض العزلة على حكومة الاحتلال العنصرية.

ودعا مزهر لضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية كشرط هام للاستمرار بقوة في مواجهة الاحتلال، مطالباً بضرورة تطبيق اتفاق القاهرة الذي وقعت عليه جميع الفصائل، والذي ينص على ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني تكون مهمتها توحيد المؤسسات الفلسطينية والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، وكذلك تفعيل انتظام اجتماعات الإطار القيادي المؤقت لـم.ت.ف والتحضير لانتخابات المجلس الوطني بما يعيد الاعتبار لبناء مؤسسات المنظمة على أسس ديمقراطية.

وقال مزهر: " سبع سنوات من السجال ولا زال الانقسام يخيم على المشهد الفلسطيني، بل يزداد انسداد أفق إنهاءه في ظل الارتهان للمصالح الفئوية وللحسابات الإقليمية، غير مبالين بمعاناة شعبنا الذي يعاني من الفقر والبطالة
وآلاف الخريجين الشباب العاطلين عن العمل وانتشار الأمراض المجتمعية، فإلى متى
سيبقى الشعب الفلسطيني رهينة لهذا الانقسام المدمر ولمجموعات المصالح التي
أثرت على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره، فالشعب لن يصمت طويلاً أمام حالة
الغليان التي يعيشها، وبالتأكيد سيخرج عن صمته ويعلي الصوت في وجه المنقسمين".

كما توجه مزهر بالتحية في مناسبة يوم الأسير الفلسطيني إلى أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، واصفاً إياهم بأنهم يشّكلون جدار الصد الأول والصمود والكبرياء في مواجهة الاحتلال الصهيوني، الذي ما زال يواصل ممارساته البشعة بحقهم.

وفي ختام كلمته عاهد مزهر القائد أبو جهاد وكل الشهداء، بمواصلة الكفاح والنضال حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال تحت مظلة منظمة التحرير.

تجدر الإشارة، أن الحفل الذي حضره قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة، وكادرات من جبهة العمل الطلابي التقدمية، وشخصيات وطنية واعتبارية تخلله عرض فيلم وثائقي يستعرض المسيرة النضالية للقائد خليل الوزير أبو جهاد.

وقد تحدث في الحفل رئيس نقابة العاملين بجامعة الأزهر على ضرورة إعطاء الفرصة للقيادات الشابة لتحمل المسئولية لمواجهة التحديات والاستمرار بالمشروع الوطني
الفلسطيني.

كما ألقى عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبدالله أبو سمهدانة كلمة، دعا فيها لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، متحدثاً عن الحياة النضالية والمسيرة التاريخية للقائد أبو جهاد.

التعليقات