مهندسون هولنديون يبنون أول منزل بالطباعة الثلاثية الأبعاد

مهندسون هولنديون يبنون أول منزل بالطباعة الثلاثية الأبعاد
رام الله - دنيا الوطن
يتجمع حشد من المتفرجين الفضوليين في شمال العاصمة الهولندية أمستردام للنظرإلى ثلاثة هياكل غريبة . ويبلغ طول القطع البلاستيكية الكبيرة 2.5 متر وعرضها 1.7 متر، وتبدو كأنها محاولة مربكة في الفن السريالي. ولكن المظاهر يمكن أن تخدع .

وقال المهندسون المعماريون في الشركة الهولندية "داس" المشرفة على المشروع إن هذه المكعبات السوداء تشكل المرحلة الأولى لأول منزل بالطباعة الثلاثية الأبعاد.

وتم بناء المنزل باستخدام آلة "كامير مايكر" وهي نسخة عملاقة لطابعة ثلاثية الأبعاد، والتي تنتج مواد تبلغ سماكتها 10 مرات أكثر من المواد المعتادة.

وسيتخذ الهيكل شكل منزل يتألف من 13 غرفة، مصنوعة من عشرات العناصر المنفصلة والمتداخلة.

وأوضحت مؤسسة ومديرة "داس" مارتين دي فيت أن هذه الغرف ستشكل كيانات هيكلية من تلقاء نفسها، وسنضعها فوق بعضها لبناء منزل."

ويتم طباعة الجدران الداخلية والخارجية للمنزل في الوقت ذاته مع المسافات المتروكة بين الأسلاك الكهربائية والأنابيب، ومن ثم تمتلئ هذه المساحات بالخرسانة للعزل والتعزيز.

أما المواد الأولية المستخدمة فصنعت من البلاستيك الحيوي المصنوع من 80 في المائة من الزيوت النباتية، ولكن يجري حاليا اختبار مواد أخرى لملاءمتها .

ويلزم ما بين ستة وعشرة كتل لبناء غرفة واحدة. وتستغرق عملية الطباعة وتجميع المنزل فترة ثلاث سنوات. وأوضح دي فيت، أن "مشروع أمستردام هو تجربة لاختبار التحديات والتكاليف المترتبة على تشكيل منزل بهذه الطريقة."

وأشار إلى أن "الطباعة باستخدام مادة البلاستيك، تمكن المهندسين من إعادة تدوير المواد، والتصميم ومن ثم إرسال التصميم رقميا وطباعته بالضبط في المكان الذي يحتاج الزبون إليه بدلا من نقل كل شيء إلى الموقع."

وتصمم البيوت لتناسب أذواق مالكيها، ويتم نقلها قطعة وراء الأخرى إلى موقع جديد إذا لزم الأمر قبل أن يتم وضعها معا مرة أخرى وفقط من خلال استخدام الكمية المحددة من المواد اللازمة، ما يحد من تقليص النفايات خلال إجراء العملية .

وترى دي فيت أنه بالإمكان صنع الأثاث، والقطع الفنية والحرف اليدوية في الكتل التي تشكل منزل مبني بأسلوب الطباعة الثلاثية الأبعاد.

وبينما قد تكون الفوائد المحتملة لبناء منزل بهذه الطريقة جذابة، فلا يزال هناك العديد من التحديات قبل أن تثبت التكنولوجيا فعاليتها من الناحية الهيكلية، والمعيشية، والاقتصادية .

وبرأي دي فيت أن التكاليف النهائية للمشروع لا تزال غير معروفة. ونفت دي فيت إمكانية أن تتمكن الطباعة الثلاثية الأبعاد أن تحل محل تقنيات بناء المساكن القائمة في أي وقت قريب .

ووفقا للدكتور فيل ريفز، العضو المنتدب لشركة الاستشارات والبحوث الثلاثية الابعاد في المملكة المتحدة "إيكونوليست"، فإن طباعة منزل ثلاثي الأبعاد تتطلب وقتا أطول وتتعارض مع تقنيات البناء الحالية والتي تعتبر فعالة نسبيا .

التعليقات