أسرى التحدي والتضحية... لا بد للقيد أن ينكسر

أسرى التحدي والتضحية... لا بد للقيد أن ينكسر
الأستاذ الدكتور رياض العيلة

منذ ما يزيد عن أربعة عقود وبالتحديد منذ يوم 17 أبريل/ نيسان من عام 1974م، استطاعت الثورة الفلسطينية أن تطلق سراح أول أسير للمقاومة الفلسطينية (محمود بكر حجازي) في عملية تبادل للأسرى مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ ذلك التاريخ والشعب الفلسطيني يحي سنويا يوم الأسير الفلسطيني، تكريما للأسرى القابعين خلف القضبان في سجون بطش الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم أصفاد الحديد... وبطش السجان، ومصلحة إدارة السجون... لم تستطع كسر صمود الأسرى البواسل، وتبقى هاماتهم ورؤوسهم شامخة كالرواسي العالية، مرفوعة في عنان السماء...وستجبر تضحياتهم وصمودهم، كسر جماح وعنجهية سجاني وقادة الاحتلال، الذين يسعون جاهدين لكسر صمودهم الأسطوري الذي يتجدد يوميا، عبر إضراباتهم ووقفاتهم الشجاعة في وجه إدارة مصلحة السجون، وليبقى هذا الصمود سدا منيعا أمام جبروت وبطش الاحتلال.. ودعما لصمودهم... ووفاء لذكرى يومهم... مطلوب من مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية الوطنية والإسلامية ومن خلفهم شعب فلسطين بكافة شرائحه وتوجهاته، وخاصة بعد الانضمام إلى اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949، توحيد الجهود وبكل الوسائل ودون إبطاء، من أجل تحرير كافة الأسرى والأسيرات وخاصة منهم من قضى الأربعة عقود، إلى جانب:

العمل على التطبيق الفعلي لاتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 على الأسرى الفلسطينيين باعتبارهم أسرى حروب ومعاملتهم معاملة أسير له حقوقه، على الرغم من عدم انضمام دولة الاحتلال لهذه الاتفاقيات. استنفار وتجنيد كافة القوى والطاقات والموارد للإفراج عن الأسرى والأسيرات رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا. مطالبة منظمات ومراكز حقوق الإنسان العربية والدولية وعلى وجه الخصوص الأوروبية بإيفاد لجنة تقصي حقائق حول ظروف حياة ومعاملة الأسرى. تنظيم فعاليات جماهيرية بمناسبة يوم الأسير للتضامن والدفاع عن الأسرى البواسل. فضح كافة ممارسات وبطش سجاني الاحتلال ومصلحة السجون بحق الأسرى البواسل. الاهتمام والدعم المستمر للوقفة الأسبوعية الداعمة للأسير الفلسطيني من مختلف قوى وفئات وشرائح الشعب الفلسطيني. مطالبة وسائل الإعلام المختلفة بفضح ممارسة الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى البواسل. ولا ننسى الهم الأكبر الذي يحز في نفوس أسرانا البواسل... وهو استمرار الشقاق والانقسام الفلسطيني، الذي لا يوجد له مبرر للاستمرار، على الرغم من الوثيقة التي أعدتها الحركة الأسيرة لتشكل أرضية للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام. ونحن نضم صوتنا مع صوت أسرانا البواسل بمطالبة جماهير شعبنا الفلسطيني أن يتجاوزوا الخلافات ويطالبوا قادة فصائل الثورة الفلسطينية الوطنية والإسلامية، أن ينهوا هذا الانقسام المقيت... ويوجهوا طاقاتهم إلى تحرير الأسرى البواسل... الذي نوجه لهم التحية... رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا، آملين أن تكلل جهود، اللقاءات القادمة لوفدي منظمة التحرير وحركة حماس لإنهاء الانقسام، وليكن يوم الأسير يوم تحقيق الوحدة الوطنية والتوقيع على المصالحة تكريما للأسرى الأبطال القابعين خلف القضبان ويخوض معارك الأمعاء الخاوية المستمرة، كما وتكلل جهود كافة فصائل العمل الوطني الذي يتوحد فيها الدم والفكر وتلغى كافة الحواجز والفواصل الإيديولوجية والرؤية الحزبية الضيقة، لإطلاق سراح من عاشوا زهرة شبابهم خلف قضبان البطش التعسفي... وجسدوا بصمودهم الحق الفلسطيني في الأرض والوطن...ودامت فلسطين أرض الآباء والأجداد والأحفاد...نفديها بالمال والبنون... حتى نيل الحرية والاستقلال وتحرير الأسرى وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

التعليقات