رسالة مفتوحة لكل قادة الشعب الفلسطيني

بقلم : الدكتور / وليد خالد القدوة

تقاس عظمة القادة والزعماء والرؤساء والملوك في كل دول العالم بقدرتهم على توفير الأمن والرخاء والاستقرار لشعوبهم ومجتمعهم وفي مقدمتها الأمن الوظيفي ، والأمن الغذائي ، والأمن الصحي ، والأمن النفسي ، والأمن الاقتصادي ، والأمن الاجتماعي ، والأمن السياسي ، والأمن البيئي ..........

وأنا هنا أريد أن أوجه بعض التساؤلات لكل قادة الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع من موقع الاحترام والتقدير والمحبة والحرص على بلورة مواقف ايجابية تخدم تطلعات شعبنا وأهدافه الوطنية ...

أنا أؤمن أن العمل النضالي بناء تراكمي يحتاج إلى سنوات طويلة من الجهد والعطاء والتضحية لبناء أي تنظيم أو حزب سياسي أو اجتماعي أو مؤسسة أكاديمية أو صحية أو خيرية .. ولكن في ظل التدهور الخطير الذي وصلت إلية القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني العظيم الذي قدم ارقي مستويات الجهاد والنضال عبر التاريخ المعاصر أريد أن اسأل إخواني المسئولين في الضفة والقطاع .... ماذا حققتم للشعب الفلسطيني ؟

 - ماذا حققتم للشعب الفلسطيني على صعيد الأمن الوظيفي ؟

مستويات البطالة مرتفعة جداً ، وعشرات آلاف الخريجين لا يجدون فرص عمل .

 ماذا حققتم على صعيد الأمن الغذائي ؟  -

مستويات الفقر والجوع والحرمان في أعلى مستوياتها بالضفة والقطاع .

-  ماذا حققتم على صعيد الأمن الصحي ؟

نسبة الإصابة بمرض السرطان والقلب ارتفعت بمعدلات خطيرة جداً خاصة بمحافظات غزة.

- ماذا حققتم للشعب الفلسطيني على صعيد الأمن النفسي ؟

مستويات القلق والاكتئاب والإحباط والتوتر وارتفاع نسبة الأمراض النفسية طالت جميع أبناء شعبنا الفلسطيني بنسب متفاوتة .

- ماذا حققتم على صعيد الأمن الاقتصادي ؟

اقتصاد منهار،  وتنمية معدومة ، وشعب يعيش على المساعدات الخارجية .

- ماذا حققتم على صعيد الأمن الاجتماعي ؟

التفكك الاجتماعي وضعف الروابط الأسرية والعائلية زادت بشكل ملحوظ في محافظات غزة.

- ماذا حققتم على صعيد الأمن السياسي ؟

القضية الفلسطينية بكل أسف تراجعت عربياً وإسلامياً ودولياً .

- ماذا حققتم للشعب الفلسطيني على صعيد الأمن البيئي ؟

تلوث بيئي مرتفع جداً بسبب انقطاع التيار الكهربائي واستخدام المولدات الكهربائية في محافظات غزة ، ضوضاء ، تلوث غذائي بسبب ضعف الرقابة من قبل الوزارات المختصة ..

من هذا المنطلق أقول لكل قادة الشعب الفلسطيني أنتم أمام مسؤولية تاريخية في غاية الأهمية ، إما أن نتدارك الوضع المأساوي الناتج عن الانقسام بين شطري الوطن ، وإما أن تستمر معاناة شعبنا الفلسطيني بسبب هذا الانقسام وتخسرون معه ما تبقى من  رصيدكم الجماهيري .. ونبقى ننتظر معجزة ربانية تنقذ شعبنا من ويلات الظلم والقهر والاضطهاد بسبب تعنت القيادات الفلسطينية ... أتمنى أن يستوعب الجميع هذه الرسالة قبل فوات الأوان .. اللهم ما إني بلغت فاشهد .. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .