فيها قرود وأسود وضباع وأفاعي..فلسطيني من غزة يحول ساحة منزله لحديقة حيوان خاصة

فيها قرود وأسود وضباع وأفاعي..فلسطيني من غزة يحول ساحة منزله لحديقة حيوان خاصة
غزة - خاص دنيا الوطن-أسامة الكحلوت

تصوير: محمد شراب

في ظل الحصار المحيط بقطاع غزة والذي اصطحب معه اليأس والفقر والإحباط , هناك من يحاول أن يفسح للأمل والسرور المجال للدخول إلى قلوب الناس لعله يصبرهم ويخفف عنهم واقعهم المرير.

. المواطن فتحي جمعة " 45 عاما "  كان يوما من الأيام مربياً للطيور محاولاً توفير لقمة عيشه منها بهذه التجارة التي اتسعت لتشمل غزة والضفة والأردن , ومع مرور الأيام قرر أن يطور فكرته لتكون حديقة حيوانات عامة في بيته يزورها كل من يحب أن يمتع بصره في مخلوقات الله مرفهاً عن نفسه .

بداية عام 2002 بدأت الفكرة بالتطبيق على ارض الواقع داخل ساحة منزله بشرائه حيوانات مختلفة بداية طريقه ، وسرعان ما تبدد  حلمه بعد قيام الاحتلال الاسرائيلى آنذاك بعملية قوس قزح على منطقة البرازيل على الحدود الغزية مع مصر ، وهدمت حديقته ومنزله بحجة البحث عن أنفاق .

ثم بدأ من جديد عام 2004 بإعادة بناء منزله وتخصيص مكان للحديقة داخل بيته ، وقال " تركت عملي في تجارة العصافير وبدأت بالاهتمام بشراء جميع الحيوانات من مصر وأدخلتها لقطاع غزة عبر الأنفاق ، وتشمل حديقتي العديد من الحيوانات المختلفة منها الأليفة والمفترسة ".

وكانت حدائق الحيوانات في قطاع غزة تشهد جفاف كامل نظرا لقلة الحيوانات الغريبة على السكان التي تتواجد في القطاع  ، وكنا نشاهد هذه الحيوانات على التلفاز فقط ، وزادت الأنفاق ولع الغزيين بتربية واقتناء هذه الطيور والحيوانات وشرائها وتربيتها في المنازل نتيجة سهولة إدخالها للقطاع ، وتعتبر مدينة أصداء من الأوائل في القطاع التي عرضت حيوانات غريبة وجديدة داخل أسوارها في حديقة الحيوانات .

واشترى جمعة كل هذه الحيوانات على حسابه الشخصي ويقوم برعايتها على مدار الساعة ، ونظرا  لانشغاله في أعمال أخرى ، يقوم ابنه احمد جمعة خريج جامعي حديث التخرج من تخصص التمريض بتفريغ وقته لرعاية الحيوانات وإطعامها واستقبال الزوار .

وقال ابنه " حديقتنا داخل المنزل ونرعى الحيوانات بشكل دائم ، وتركت العمل في تخصصي لاهتم بالحيوانات ، واستقبال الزوار على مدار الساعة لمشاهدة هذا المكان ".

وفى طريقة مرتبة توضع أقفاص حديدية للحيوانات المفترسة وأقفاص خارجية لتبعد الحيوانات عن الاحتكاك بالزوار وملامستهم ، ويتخلل المكان أشجار ظل وكراسي للزوار .

وعن طبيعة الحيوانات المتواجدة داخل المنزل قال احمد " يوجد في حديقتنا أنواع كثيرة منها ضباع واسود ونيص ونعام وببغاء ملوكي وأفعى وحمام وغزال وطاووس وجميع أنواع القرود ، منها ما يتزاوج ويتكاثر داخل المزرعة ومنها ما نحافظ عليه ليكون وحيدا داخل القفص بعيدا عن التزاوج ".

وبلغة التفاهم والتخاطب يسير احمد برفقتنا لتصوير بعض الحيوانات ، وبنفس المحبة التي يعشقها عن والده مع الحيوانات يحملها ويداعبها ويقبل بعضها ، فبعد أن حمل البغبغاء وقبله  بشكل مباشر ، قام بإطعام القرود والبغبغاء أيضا القليل من البزر داخل أقفاصهن مما ساد القفص أجواء المحبة بينهما .

وبعد انتشار تربية الحيوانات داخل المنازل ليس غريبا أن يقوم جمعة بتربية الحيوانات الأليفة ، ولكن الغريب أن تخرج يده عن المألوف ليربى حيوانات مفترسة أيضا ، جمعة قدم تجربة نادرة بهذا الجانب بجمعة بعض الحيوانات المفترسة كالأسود ضخمة الجثة والكلاب والضباع .

ويفتخر جمعة بهذه الهواية التي جعلته محط اهتمام للسكان من حوله للتنزه داخل حديقته ، على الرغم من الظروف السيئة التي تعصف بالقطاع ، إلا انه ما زال محافظا على المكان ويقوم بشراء الأطعمة الخاصة بالحيوانات من جيبه الخاص .

وأشار جمعة إلا أن تربية الحيوانات الأليفة شقت طريقها بين المواطنين، ويوجد العشرات منهم يهتم بشراء العصافير المغردة والقطط ذات الشعر الكثيف والسلاحف ، على الرغم من أسعارها المرتفعة في بداية الأمر ، إلا أنها انخفضت تدريجيا بعد تكاثره وتواجدها بوفرة .

ويتنزه النساء برفقة أطفالهن داخل الحديقة ، رغبة في مشاهدة بعض الحيوانات المفترسة التي لم يشاهدوها من قبل إلا على التلفاز ، ونظرا للهدوء والمناظر الجميلة والطبيعة الخلابة داخل الحديقة .

وفى موقف طريف منذ تأسيس الحديقة قال احمد " في بداية عملنا بالحديقة هرب قرد من داخل الحديقة ، وكان يتجه لسرقة الفواكه من أشجار المنازل المجاورة لنا كالتين والعنب ، ورغم انه مفترس في بعض الأوقات إلا أن طبيعته أليف ، وادخل  ذلك البهجة والسرور على قلوب جيراننا كونه حيوان جديد يدخل المنطقة ليسرق من بيوتهم بعض الفواكه ، ومن ثم قبضنا عليه واعدناه للحديقة ".




































التعليقات