المخرجة والمؤلفة المغربية خديجة منادي : سياستنا هو الوصول الى المغرب العميق

المخرجة والمؤلفة المغربية خديجة منادي : سياستنا هو الوصول الى المغرب العميق
حوار خاص مع المخرجة و السيناريست خديجة منادي الملقبة ب " عاشقة الوطن "  صاحبة مسرحية " تكاد و لا العكاد " التي عرضت مؤخرا بمسرح محمد الخامس في عرضها الاول . خديجة منادي مخرجة لعدة برامج من بينها برنامج "أجي تشوف" ومؤلفة لبعض حلقات "لالة فاطمة "و "بنت بلادي " وبعض الأفلام التلفزية و عضو رابطة كاتبات المغرب و فاعلة جمعوية .

حاورها : جواد حاضي

• س : مرحبا بالأستاذة خديجة ، كلمة مفتوحة لك استاذة ؟

• ج :أولا شكرا لهذه الاستضافة، وأرجوا أن أكون ضيفة خفيفة الظل على جريدتكم ،كما أتمنى أن تتقبلوني كما أنا ،لأنني بصراحة منذ ولوجي لهذا المجال ،وأنا أشتغل في صمت ،يكفيني فقط أن تحب الناس وتتفاعل مع أعمالي

• س: سيرة المخرجة و السيناريست و الكاتبة خديجة منادي باختصار

• ج : خديجة منادي، إنسانة بسيطة كباقي الناس ،ترعرعت في عائلة محافظة ومقاومة حقا وفعلا ،عائلة أغلب أفرادها تقرض الشعر ،وتتفنن في حبك وسرد الحكاية  الشعبية ،وطبعا نهلت من هذا الخليط الأدبي ،ونظمت أول قصيدة لي وأنا بين ظهراني عمي الشاعر الكفيف بقبيلة أولاد عمران ،وعمري لايتجاوز العشر سنوات ،وكانت تحمل اسم عويشة الدرويشة ،استلهمتها من زوجة عمي المثابرة الصابرة المتحملة عناء الزمن بجلد وقوة ،كما كنت الرقم 1 في المدرسة الابتدائية ،فيما يخص الأنشطة المدرسية" كتابة وتمثيلا وقراءة للنصوص الأدبية" حيث كنت ملقبة بصاحبة الصوت الدافئ الحنون...وتوالت أعمالي ،حيث صدر لي ديوانين " مجنون رسمي" و" خويا الصحراوي" ومجموعة قصصية "صرخة" كما ألقيت قصائد بالتلفزة بمناسبة أعياد الشباب ،وهكذا الى أن كتبت أول رواية لي " أمل" وهي رواية حول الاستعمار والمقاومة المغربية سنة 1994 ومن هنا تغير مجرى حياتي الأدبية ودخلت معترك الكتابة السيناريستية.

• س: كيف عرف المسرح طريقه إليك؟

• ج : كما قلت سابقا كنت أكتب نصوصا بسيطة أسميها نصوصا مسرحية، وأنا في السنة الرابعة ابتدائي ،وكان عقلي يفوق سني ،حيث كنت أقرأ لكبار الكتاب والشعراء ،لهذا كانت الكتابة طوع يميني ،وأنا حديثة السن، وكنت أتلقى تشجيعات وهدايا من الادارة والمشرفين على الأنشطة الفنية والثقافية آنذاك،وهكذا تسلل المسرح الى قلبي وطاوعه عقلي واحترفت المجال كتابة وتمثيلا،وركبت موج الصعاب والمغامرة السندبادية،حيث لم أكن أعرف هل سأصل الى بر الأمان أم سيأخذني هذا الموج الى جزيرة الأفاعي حيث سألدغ وأموت شهيدة المسرح والدراما،والحمد لله على كل حال،هانحن نتصارع مع أمواج عاتية أحيانا وهادئة حينا...

س: علمنا أن بدايتك الفنية كانت غنائية،فكيف تحولت من الشعر الغنائي والمسرح الى مجال الكتابة الدرامية؟

ج: نعم قبل أن أخوض عباب الكتابة الدرامية ،اشتغلت لسنوات في مجال الشعر الغنائي ، عملت مع الملحن والمطرب العربي عبدالسلام الحسني حيث صدر لنا ألبوم غنائي" دعوة للحياة" وهو ألبوم مشترك مع شعراء آخرين وكانت من انتاج شركة أوحمان ، ولي كذلك ألبوما آخر مع الملحنة والمغنية رفيعة غيلان يحمل اسم" الفرشي" انتاج بوشتى فيزيزن وأغاني أخرى هنا وهناك ، وحقيقة لم أكن متحمسة لهذه الاعمال ، دائما أشعر أنني غير سعيدة بما أقدم بالرغم من أنها كانت أغاني ملتزمة ، الى أن طرقت باب الأستاذ والمبدع محمد زفزاف رحمة الله عليه ، وقدمت له روايتي أمل ليشرفني بتقديم لها ، لكن المفاجأة كانت أكبر من كل تقديم وتوقيع  ، فعندما عدت اليه حسب الموعد الذي حدده لي، و كنت برفقة صديقتي وهذا من حسن حظي – تدمع عيناها- والله ثم والله ما قاله لي لم أبح به لأحد خشية القيل و القال ، واليوم أنتم أول منبر اعلامي سينشر هذا الاعتراف الذي خصني به أستاذي محمد زفزاف ، حيث قال بالحرف" أنت تكتبين والكاميرا في يدك ، وأتمنى منك أن تتوجهي الى الكتابة التلفزية ،فهناك الكثيرون ممن يكتبون في الشعر والرواية والقصة ،لكن كتاب الدراما منعدمون بالمرة ببلادنا ، فكتابتك أحسن بألف مرة من كتابات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغيرهم ممن يطبلون لهم" كانت هذه الشهادة الصادمة ،وساما علقته على صدري منذ ذلك الحين ولن أنزعه أبدا مهما حاولوا كسر شوكتي ، فهذه موهبة وهبها لي الوهاب والمبدع الأول الذي وضع أول سيناريو وثمنه بأعنف وأقوى صراع" صراع ابليس وآدم" ... وبعد هذا راسلت معهدا بكندا ودرست مادة السيناريو بالمراسلة وتخصصت في المجال ، وكان أول سيناريو لي فيلم الفيديو " الفارس الملثم" اخراج فاطمة بوبكدي التي شجعتها على خوض تجربة الاخراج كما كان من انتاج شركة وردة فيزيون سنة 18 /5/ 1997 وبعدها مباشرة مسلسل " في سالف الزمان" اخراج شكيب بنعمر ، كما أنني أصبحت أدرس مادة السيناريو في معاهد عليا خاصة وكذلك كلية بنمسيك ولم أستطيع التوفيق بين التزاماتي الشخصية والأدبية والفنية والدراسة هنا وهناك فتخليت عن الكلية وبعض المعاهد..

س : أستاذة خديجة حديثينا عن مسرحيتك الاخيرة " تكاد و لا العكاد " ؟

ج : هي عمل كباقي كل أعمالي ،فهي مسرحية وطنية محضة ، لإيماني القوي أن المبدع له ما يكفي ليدافع عن قضاياه الوطنية شأنه في ذلك شأن السياسي والمواطن العادي ، فالوطن هو الحضن الدافئ و الحقيقي الذي نلجأ اليه ونطلب الاحتماء به وفيه ، وعليه فالمسرحية تتحدث وتعالج قضية حسن الجوار بين الناس ، وبيننا نحن المغاربة والشقيقة الجزائر ، فمهما اختلفت وتضاربت أفكارنا وآراؤنا  ،  فهذا لا يمنع أن نظل اخوة متحدين متحابين ، ولا نسعى أبدا لهدم ما بناه الأجداد والآباء من أخلاق وقيم وأخوة ودم ، أو زعزعة أمن الناس، والمتاجرة في عقولهم وأبدانهم من أجل نزوة شيطانية عابرة ، فالاتحاد هو الضمان الوحيد والفعلي للسير قدما نحو كل ما هو جميل ، كما تتحدث المسرحية عن رحمة وعفو الوطن حين عودة أبنائه الى حضنه.. و تضم المسرحية نجمة المسرح الفنانة فاطمة نوالي ونجم الأغنية العربية الفنان فريد غنام ( فرولة) والممثلة الشابة ذات الحضور القوي سميرة هيشيكة وشيخة الكلام المغربي الأستاذة نعيمة الحمداوي ، و الفنانة الصاعدة الكوميدية هاجر الدكاري.....والمسرحية هي انتاج مشترك بين المسرح الوطني محمد الخامس ورابطة كاتبات المغرب..

س : بعد العرض الاول الناجح للمسرحية ، هل هناك جولة وطنية ؟ ج :نعم سيكون ان شاء الله جولة وطنية ، فسياستنا في رابطة كاتبات المغرب ، هو الوصول الى المغرب العميق ، حيث نسعى أن نشارك عموم الجمهور المغربي في كل فج ووادي ،شرقا وغربا جنوبا وشمالا ،و سنسعى بحول الله كذلك الى جولة أروبية  وعربية ،فنحن لدينا رسالة ويجب ايصالها ، فالفنان والمثقف هو الدبلوماسي الفعلي والحقيقي لشؤون وقضايا وطنه


التعليقات