14 فصيلة من حيوانات الظلام والصحراء تصل إلى دبي

14 فصيلة من حيوانات الظلام والصحراء تصل إلى دبي
رام الله - دنيا الوطن
وسط ممرات تحتوي على إضاءة خافتة، وأصوات الحيوانات والطيور، يعيش الزائر حالة خاصة، كما لو أنه يدخل صحراء حقيقية، لا يعرف أين تنتهي به.. هذه الأجواء تسيطر على قسم «كائنات الإمارات الليلية» الجديد، الذي دشن أمس، في «دبي أكواريوم»، ويضم مجموعة من الكائنات التي تعيش في البيئة الصحراوية، وتظهر التنوع المذهل في الحياة البرية في البلاد العربية. ويعد قسم «كائنات الإمارات الليلية» تجربة مميزة للتعرف إلى البيئة الصحراوية وطبيعة الكائنات التي تعيش فيها.

اختارت إدارة «دبي أكواريوم» التوجه إلى البيئة المحلية من خلال عرض الكائنات التي توجد في الصحراء، والتي يعرفها كثير من المواطنين الذين يقضون أياماً في الصحراء. ووفرت لهذه الكائنات العوامل البيئية المواتية، بدءاً من النور والشمس، وصولاً إلى الحرارة التي تحتاج إليها. ويحمل القسم مجموعة من الحشرات الصغيرة، الى جانب بعض الطيور، وكذلك الزواحف، يجمع بينها حبها للظلام، وتتنوع بين ضفدع المنطقة العربية، وخفاش الفواكه، وعنكبوت الجمل الضخم، وعقارب وقنافذ، وهي كائنات تعيش وسط جبال صخرية، أو حتى كثبان رملية.

من جهته، قال القيم على «دبي أكواريوم وحديقة الحيوانات المائية»، بول هاملتون، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الممر الذي ابتكرناه منذ دخوله يوحي بالبيئة الصحراوية، بمفرداتها المختلفة، كما أن الظلام يبرز سمات تلك الكائنات، وهو ضروري كونها تعيش في الظلام». وأضاف أن «عدد الكائنات يراوح بين 50 و60 كائناً من 14 فصيلة، وتم التحضير لها منذ ستة أشهر، وقد اخترنا مجموعة من أبرز الكائنات التي تعيش في الصحراء، والتي تعد مألوفة بالنسبة للمواطنين والمقيمين في الإمارات، لكن بالطبع سمع البعض عنها، ولكنهم لم يروها، لذا وفرنا لهم هذه التجربة».

واعتبر هاملتون أن بعض الكائنات تثير فضول الزائر، منها مثلاً الخفافيش، التي تعيش على الفاكهة فقط، وتحب الموز بشكل أساسي، وكذلك البطيخ، وقد يكون من غير المألوف للبعض رؤيتها، لاسيما أنها تعيش في الظلام وبين الصخور فقط، لافتاً إلى أن جميع الكائنات الموجودة تعيش على ما يشبه الحمية الغذائية، فحتى القرش الموجود في الحوض الكبير لا يأكل إلا أنواعاً محددة من الأسماك.

ورأى هاملتون أن تلك الكائنات الليلية تتطلب درجة حرارة معينة، وكذلك نسبة معينة من الإضاءة، لذا تعمدوا هذا الفصل وهذا الظلام في الممرات، ليتم التحكم بالإضاءة داخل الزجاج. وشدد على وجود مجموعة من الكائنات النادر الحصول عليها، من بينها الضب، الذي لا يمكن الحصول عليه بسهولة، وعمره لا يزيد على سنوات، وبعد سنوات سيصبح ضخماً.

ولفت الى أن المواطنين هم الفئة التي سيجذبها القسم أكثر، وأيضاً المقيمون الذي يرغبون في التعرف إلى جانب لم يشاهدوه من قبل. وذكر أن القسم، سيخضع للتطوير الدائم، ومن الممكن إضافة بعض الكائنات، مشيراً إلى أن التجربة ممتعة للأطفال، وإن بدت مخيفة قليلاً بسبب الظلام وأصوات الحيوانات. أما العناية الخاصة بالكائنات فيومية تقوم على الغذاء والماء، وكذلك ضبط نسب الإضاءات بين الليل والنهار، وكذلك التنظيف.

من جانبها، قالت الرئيس التنفيذي في إعمار لتجارة التجزئة، ميثاء الدوسري، «يعد قسم كائنات الإمارات الليلية، احتفاء بكائنات تقطن صحارى الدولة، لتوفر رؤية حول الحياة البرية الساحرة في المنطقة ككل»، مشيرة إلى أن هذه الإضافة الجديدة تؤكد التزام «إعمار» «بتقديم تجارب استثنائية مبتكرة للزوار، كما أنها تمثّل احتفاء بالتنوع الحيوي البيئي للدولة، إلى جانب كونها تجربة تعليمية ترفيهية فريدة، ستلهم الزوار وتشجعهم على تقدير الطبيعة، وتعلمهم المزيد حول حيوانات الصحراء وكيفية تكيّفها مع البيئة التي توجد فيها».

حديقة مائية

يعد القسم المخصص للكائنات الليلية، جزءاً من الحديقة المائية، التي تأخذ الزوار في رحلة ممتعة للتعرف إلى مختلف البيئات المائية في العالم. وتقدم الحديقة مجموعة من العروض التفاعلية لتثقيف الأطفال حول الحياة المائية، واستدامة الحياة البحرية. وتتكون الحديقة من ثلاث مناطق بيئية، هي الغابات المطيرة، والشواطئ الصخرية، وعالم المحيطات، وتحمل مجموعة متنوعة من الحيوانات المائية، بما فيها البطاريق والتماسيح.

وبالإضافة إلى بطاريق الهومبولدت وتماسيح الكايمان، يمكن لزوار دبي أكواريوم التعرف إلى مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية المتميزة، مثل أسماك البيرانا، والسلطعون العملاق، والجرذان المائية، وقنديل البحر، وسمكة المهرج، وغيرها الكثير من الكائنات البحرية التي يضمها الأكواريوم.

كهوف

يوفر الأكواريوم لكل فصيلة من الفصائل الـ14 العناصر البيئية التي تناسبها، لذا يجد الثقوب التي تدخلها الأضواء الخافتة كما لو أنها أشعة الشمس التي تتسلل بين الكهوف، إلى جانب أنواع أخرى من الإضاءة تولد الحرارة لتشعر الكائنات كأنها مازالت في وسط الصحراء.

أنواع

من بين الكائنات الليلية في القسم الجديد بالأكواريوم، الحرباء المقنعة، التي تغير لونها، تعمل عيناها بشكل مستقل، ما يتيح لها التركيز على كائنين مختلفين في الوقت نفسه. ويضم القسم أيضاً بومة الحقول الساحلية، التي تمتاز بلونها الأبيض، والقنفذ الصحراوي، الذي يعد من الكائنات الغريبة، كونه يولد أعمى وأصم، ويعتمد على الرائحة للكشف على الغذاء. كما يضم القسم الكوبرا المخادعة، والضب، واليربوع، والعقرب، وعنكبوت الجمل الضخم.

وستمثّل معرضاً دائماً يشمل طيفاً متنوعاً من الكائنات والحيوانات التي تعيش في البيئة الصحراوية. ويتقدّم هذه الكائنات رؤية واضحة عن البيئة الصحراوية العربية وكيفية تكيّفها مع الحياة في الوديان والجبال الصخرية والكثيان الرملية.









التعليقات