تصريحات خطيرة !

تصريحات خطيرة !
كتب غازي مرتجى

منذ بداية الانقسام الفلسطيني في العام 2007 وصوت المواطن الفلسطيني سواء المؤطّر أو المستقل يخفت تدريجياً إلى أن وصل القاع في السنوات الأخيرة .

فمن يقرر بقاء الانقسام والحال على ما هو عليه بضعة اشخاص نصّبوا أنفسهم قيادات على الشعب الفلسطيني بأكمله ومرّغوا أنف "الشرعية" بالتراب فكل منهم يحسب نفسه شرعياً  ودوماً يتحجّجون بالشعب وأصوات الناس البسيطة .

الشعب الفلسطيني البسيط والمتعلم يتذكره هؤلاء في اوقات التحشيد والتربيط والقرارات –التافهة- اما في القرارات المصيرية والتي تكون تاثيراتها على المواطن في البداية ولا تهم هؤلاء الساكنين في قصور مشيّدة ومن ورائهم مكيفّات عالية الجودة ويأكلون ما لذّ وطاب ويعتاشون على قوت المواطن البسيط،فلايأبهون برأي المواطن ولايقيمون له وزنا.

أن تصل الحالة إلى أن يُقرر شخص ما توجهات الشعب الفلسطيني ويُؤكد فوز "فلان" أو "علنتان" في أي انتخابات قادمة , وربما لقصر مدة المقابلة لم يكشف عن أسماء أعضاء المجلس التشريعي وربما الوطني في اي انتخابات عامة قادمة !.

زوجة النائب محمد دحلان تحدثت في لقاء صحفي اثناء زيارتها لغزة انّ زوجها سيترشح للرئاسة .. إلى هنا  لا يمكن لأحد المزايدة على التصريح خاصةً وأن زوجها لا يزال حر طليق غير مُحاكم رسمياً من الجهات المختصة على الرغم من الاتهامات المتعددة التي طالته خاصة في خطاب الرئيس ابو مازن امام المجلس الثوري لحركة فتح .. لكنه قانونياً يجوز له الترشح . أما أن تقول أن زوجها سيفوز ولكن لو نافسه مروان البرغوثي سيفوز مروان فهنا ركن لرأي المواطن وصوته جانباً وعدم اعطائه اي قيمة .. والمصيبة هنا التشكيك بعلاقات مروان وامكانية نجاحه بحيث تقول زوجة دحلان ان مروان البرغوثي لا يمتلك اي مقومات سياسية او علاقات دولية تمكنه من النجاح بمهمته بينما زوجها يمتلك ذلك .

بعيدا ً عن مروان أو دحلان , من يقرّر نتيجة الانتخابات ؟ "الخمسة بلدي" ؟ أم "أبناء بلدي" ؟ .. لا يجوز أن نحكم ونؤكد نتائج مستقبلية نيابة عن الشعب المطحون .. نيابة عن الاصوات التي ملّت الكذب والخداع  ..

الجزء الآخر من مقابلة زوجة دحلان تتحدث فيها عن ان اصوات مؤيديه هي من ابناء المخيمات الفلسطينية , وهنا لا بد من وقفة مطولّة , فهل هذا مؤشر على عودة فتنة "مواطن ولاجيء" ؟ وكيف تسمح زوجة النائب دحلان لنفسها بالحديث بهذا التوجّه أصلاً ؟ أم أنها لعبة جديدة للتاثير على عاطفة المواطن الغلبان ؟ في الانتخابات الرئاسية السابقة ترشّح أحد قادة اليسار للانتخابات الرئاسية ووضع شعار حملته "لاجيء ومع اللاجئين" فتحمّل سخطاً من المواطنين اللاجئين والمواطنين على حد سواء .. فالاوضاع السيئة أصبحت لا تفرق بين لاجيء ومواطن بل هي لغة ربما انتهت منذ أمد .. لعن الله من ايقظ فتنتها من جديد !.

تصريحات زوجة دحلان المثيرة للاهتمام كانت سقطة كبيرة وما كان يجب ان تخرج إلى العلن حتى لو كان ما تحدثت به على "سجيتها" فهذا هو التفكير الداخلي ولا يمكن تجميله .

المواطن الفلسطيني هو من يقرّر رئيسه القادم وهو من سينتخب ممثليه في المجلس التشريعي والمجلس الوطني والمجالس البلدية  , وليس تصريحات وتوقعات هنا وهناك هي من تقرّر عن الشعب خياراته القادمة وهي من تحكم إن كان "فلان" سينجح " و "علنتان" سيفشل .