مهرجان حاشد في طمون بمناسبة انطلاقة فدا الـ 24 وتأبينا لرفيقيه الراحلين محمد رشيد وجمال أبو ريحان

مهرجان حاشد في طمون بمناسبة انطلاقة فدا الـ 24 وتأبينا لرفيقيه الراحلين محمد رشيد وجمال أبو ريحان
طوباس - دنيا الوطن
نظم الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" مهرجانا حاشدا في بلدة طمون بمحافظة طوباس تحت عنوان (مهرجان الانطلاقة والوفاء) أحيا فيه الذكرى (24) لانطلاقته، وأبن اثنين من أبرز قادته ومناضلي الحركة الوطنية الفلسطينية: الرفيقين محمد رشيد "أبو حازم" رئيس بلدية طمون السابق وعضو المجلس الوطني، وجمال أبو ريحان "أبو ضياء" الناشط الوطني والمجتمعي ضد الفساد والجدار والاستيطان.

وأجمع المتحدثون في المهرجان على الخسارة الفادحة التي شكلها غياب الرفيقين "أبو حازم" و "أبو ضياء" لحزب فدا وللحركة الوطنية الفلسطينية عموما، ولبلدة طمون وعموم فلسطين، كما أجمعوا على أن الوفاء للراحلين الكبيرين يقتضي السير على خطاهما في الحفاظ على الوحدة الوطنية، ورفض الانقسام، ورفض الحلول التصفوية لقضيتنا، بما فيها فكرة الدولة اليهودية، وضم الأغوار.

وكانت أكثر الكلمات تأثيرا في جمهور الحاضرين، كلمتي: ابنة الرفيق محمد رشيد "سنابل"، وابنة الرفيق جمال أبو ريحان "منار"، وأكدتا فيهما على حجم الفراغ الذي تركه والداهما الراحلان، وعلى التزامهما بالمثل والقيم التي أنشئاهما عليهما.

ومما جاء في كلمة سنابل "نعم، إنه أبو حازم صال وجال، فأصبح أسطورة الزمان والمكان، أستاذ الكبار وقدوة الصغار، لكنه جبل وأي جبل قد هوى، وأي سماء قد تداعت، وأي فارس ترجل، فمسيرته تلخص بدقة وأمانة، قصة الثورة الفلسطينية المعاصرة، بحلوها ومرها".

وفي كلمة منار، توجهت لوالدها الراحل بالقول "اطمئن يا أبي، فنحن كما عهدتنا نحافظ على الأسرة، وسوف نجد ونجتهد للحصول على أعلى المراتب التعليمية، وهذا الشيء الذي أورثتنا إياه سوف نورثه للأجيال القادمة، ونحن على دربك سائرون نعمل من أجل المجتمع والوطن الذي طالما حلمت بتحريره".

وألقى كلمة القوى الوطنية في طمون أمين سر حركة فتح في البلدة يوسف بشارات مشددا على أن طمون افتقدت بغياب الرفيقين جمال أبو ريحان ومحمد رشيد " عنادهما وإصرارهما وإنسانيتهما، وأفكارهما النيرة، وتحليلاتهما الموضوعية للأحداث السياسية، وبعد نظرهما"، وقال أيضا " لقد كان غيابكم خسارة لمجمل الحركة الوطنية الفلسطينية، فكنتم عناوين بارزة عبر كل المحطات، وكنتم من شكل النواة الأولى لقيادة الانتفاضة الشعبية الأولى عام 1987، وقدمتم دروسا في الالتزام والتفاني والعمل الثوري والاجتماعي".

 بدوره، عدد رئيس بلدية طمون الأستاذ الدكتور عبد الكريم قاسم في كلمته مناقب الفقيدين قائلا "نستذكر اليوم طرازا فريدا من الرجال استبسلوا في الدفاع عن عدالة قضيتنا والدفاع عن مطالب شعبنا في الحرية والاستقلال" مضيفا "نستذكرهم اليوم، وهم يواجهون المرض بعزيمة لا تلين، يواجهونه بشجاعة المناضل وإرادة المقاتل".

 وتابع قاسم في كلمته معددا مناقب أبي حازم وأبي ضياء "عرفنا فيكما التواضع الذي كان أكبر من جلائل المواقف والنضالات والتضحيات، وهذا دليل آخر، لمن يطلب الدليل، أنكما لم تكونا تناضلان من أجل الوصول إلى الزعامة، أو إلى ميزة أو منفعة أو إلى شهرة، وإنما قبل كل شيء وبعد كل شيء، من أجل قضية هي أكبر وأعظم، هي قضية الوطن".

أما كلمة القوى الوطنية في محافظة طوباس فألقاها الرفيق خالد منصور عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الذي عدد أيضا مناقب الرفيقين محمد رشيد وجمال أبو ريحان، من " قول الحق ونقد الخطأ" و "السير في مقدمة صفوف المناضلين" و "الإيمان بالوحدة طريقا للتحرير" إلى غير ذلك من تلك القائمة الطويلة من صفات الراحلين الكبيرين.

وقال الرفيق منصور في كلمته " كم تمنينا أن تكونا بيننا اليوم لتقولا لنا الرأي السديد في وقت تعيش فيه قضيتنا مخاضا عسيرا تحاول فيه إسرائيل وأمريكا أن تفرضا علينا حلولا تصفوية" مشددا على أننا "سنبقى متمسكين بالثوابت، ولن نتزحزح عنها، فهي خطوط حمراء: لن نقبل بالدولة اليهودية، ولا بضم الأغوار، أو الانتقاص من شبر واحد من أرضنا المحتلة عام 67".

وأضاف منصور "يجب أن يفهم المحتل ويلمس أن لدينا خيارات أخرى غير التفاوض، وأن المفاوضات الثنائية وبالرعاية الأمريكية يجب أن تنتهي، وأننا لن نقايض حقوقا مشروعة لنا، بحقوق مشروعة أخرى لنا، فالأسرى الذين يحتلون مكانة جليلة في قلوبنا، وفي رأس سلم أولوياتنا، لن نقبل بمقايضتهم بتمديد المفاوضات".

 إلى ذلك، أشاد محافظ طوباس والأغوار الشمالية العميد ربيح الخندقجي بالرفيقين الراحلين جمال أبو ريحان ومحمد رشيد، وتوجه إلى عائلتيهما بالقول " لقد تركا لكما سيرة عظيمة، وفخرا نعتز وتعتزان به".

ومن جهة ثانية، هنأ العميد الخندقجي قيادة حزب فدا بذكرى انطلاقته الرابعة والعشرين مؤكدا أن عمر هذا التنظيم هو أكثر من 24 عاما؛ فالمسيرة النضالية لقادته تعود إلى البدايات الأولى من عمر الثورة الفلسطينية المعاصرة، مشيدا بالتزام حزب فدا وخطه الوطني الوحدوي، ونضالاته على الساحة الفلسطينية دفاعا عن الثوابت الوطنية.

وسياسيا، استعرض الخندقجي الظروف التي أملت على القيادة الفلسطينية اتخاذ قرارها بالتوقيع على انضمام دولة فلسطين إلى (15) منظمة واتفاقية ومعاهدة دولية رغم كل الضغوط التي تمارس عليها، وقال "عندما قلنا لا، اطمأنت كل القلوب، واستنشقنا هواء جديدا، وأكدنا مجددا أن الشعب الفلسطيني لا يتنازل عن صورته، وعما قضى من أجله الشهداء".

وداخليا، استهل محافظ طوباس والأغوار الشمالية حديثه بالقول "إذا كانت بوصلتنا فلسطين فيجب أن يكون سلوكنا اليومي هو الوحدة الوطنية" مشددا على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وعلى ضرورة أن لا تبقى حركة حماس عقبة أمام تحقيق هذه الوحدة التي تشكل صمام الأمان وضمانتنا الحقيقية من أجل الانتصار ومواجهة التحديات.

 أما الناشط المجتمعي سيف الدين ديك فألقى كلمة رثاء في الراحلين استخدم فيها صيغة المفرد في الخطاب منوها بأنه "لا يقصد شهيدا واحدا فقط، لأن الشهداء بلا أسماء"، وجاء في كلمته التي كانت أشبه بقصيدة شعر منثورة " لم آت لأؤبن صديقا وأخا عزيزا، إنما جئت لأنثر ما تبقى من دموع على ذكرى صديق رحل وهو يرى هذي السماء العتمة، وهذه الأرض التي لا زالت لنا".

 وتابع سيف الدين ديك القادم من رام الله خصيصا لتأبين الرفيقين جمال أبو ريحان ومحمد رشيد " يا أيها الراحل عنا، كنت عيوننا، وكنت قلبنا، وكنت حلمنا (....) يا صديقي، شقائق النعمان لا زالت حمراء قانية كدم شهيد، لك منا، يا صديقي، باقة من شقائق النعمان، لك منا قبض الريح وخشوع القلب عند ذكرك".

وألقى كلمة الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" الرفيق صالح رأفت نائب الأمينة العامة، عضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف، وتوجه في بدايتها بالتحية والتقدير إلى روح الرفيقين جمال أبو ريحان ومحمد رشيد وكل أرواح شهيدات وشهداء شعبنا الفلسطيني، وقال " اليوم عندما نقيم هذا المهرجان لروح الرفيقين أبو حازم وأبو ضياء، نتذكر جميعا بأنهما كرسا كل حياتهما من أجل الشعب والوطن، وكانا في مقدمة الصفوف في كل مراحل النضال الوطني، وعملا من مواقعهما القيادية في صفوف حزب فدا، وفي المؤسسات الرسمية والشعبية، من أجل بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ترسخ الديمقراطية وتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع فئات المجتمع".

وسياسيا، نوه الرفيق رأفت في كلمته إلى توالي الضغوط التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية من أجل تمديد المفاوضات، وإلى توقيع الأخ الرئيس، ردا على عدم إفراج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، على انضمام دولة فلسطين إلى (15) اتفاقية ومعاهدة دولية، مؤكدا أن "فدا يدعو إلى تقديم المزيد من طلبات الانضمام إلى المعاهدات والمنظمات المتخصصة في الأمم المتحدة، بما في ذلك إلى نظام روما الخص بمحكمة الجنايات الدولية، وإلى رفض الدعوات الإسرائيلية والأمريكية لتمديد المفاوضات، إلى تصعيد أشكال المقاومة الشعبية وتكثيفها وتشكيل لجان الحماية من اعتداءات المستوطنين والاقتداء بنموذج قرية قصرة المشرف في هذا المجال".

واختتم المهرجان بتقديم دروع تقديرية لكل من والد ووالدة وزوجة الرفيق جمال أبو ريحان، والأخ الأكبر والأخت الكبرى وزوجة الرفيق محمد رشيد، وإلى بلدية طمون، وإلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، شكرا وتقديرا لجهودهم ووفاء لذكرى الراحلين الكبيرين.

وإضافة، إلى الرفيق صالح رأفت والعميد ربيح الخندقجي والدكتور عبد الكريم قاسم، فقد ضمت لجنة التكريم الرفيقين: رياض بني عودة أمين سر فدا في محافظة طوباس، وعبد الكريم أبو ناعسة سكرتير مكتب الحزب في المحافظة، وترأس عرافة المهرجان الرفيق مصطفى بشارات عضو اللجنة المركزية ومسؤول المكتب الصحفي مشيرا إلى أن الذكرى الرابعة والعشرين لانطلاقة فدا تحل هذا العام: وقد أفلت من سمائنا ثلاث نجوم، ترجل ثلاثة فرسان، امتاز ثلاثتهم بالبساطة، فكانوا بحق رمزا للوطنية الفلسطينية الخالية من أية رتوش..أحبوا الناس فأحبوهم وودعوهم كما يليق..إنهم رفاق الدرب والفكرة: عثمان رأفت "أبو نضال"، ومحمد رشيد "أبو حازم"، وجمال أبو ريحان "أبو ضياء".

وألقى بشارات خلال عرضه لفقرات العرافة قصيدة أرسلت من نيكاراغوا خصيصا من الشاعر الأول للعرب والفلسطينيين في دول أمريكا الجنوبية فخري رطروط الذي أصر أن يكون حاضرا في هذه المناسبة مؤكدا بذلك على أن حب الوطن والشوق الجارف إليه أقوى من ليل الغربة وصقيعها وسط تصفيق الجمهور الذي غصت به قاعة المهرجان الذي حضره ممثلو القوى والفعاليات الرسمية والشعبية والمنظمات الأهلية طمون وكل مناطق محافظة طوباس.

التعليقات