دنيا الوطن تحاور رئيس قناة الحرة الأمريكية واحد ابرز الاقطاب الاعلامية

دنيا الوطن تحاور رئيس قناة الحرة الأمريكية واحد ابرز الاقطاب الاعلامية
رام الله - خاص دنيا الوطن
اجرى المقابلة: اياد العبادلة

عرف الاعلام بالسلطة الرابعة واحتل مكانة في اوساط الدول التي تتمتع بحرية الاعلام والرأي وساهم في الكشف عن العديد من القضايا والخفايا التي عجزت عنها لجان التفتيش المحلية والدولية لبعض البلدان ,لكن بعد التحولات التي شهدها العالم في اواخر القرن الماضي تم تأسيس عدة شبكات اعلامية حملت مضامين "العولمة" واستطاعت التأثير على دول بعينها وقلب الاحداث من خلال تسليط الضوء على بعض القضايا الهامة في المجتمعات ,وما شهدناه في احداث الربيع العربي من بروز دور الاعلام وتأثيره في احداث التغيرات التي حدثت في المجتمعات العربية واوروبا مؤخرا كان دليلا قاطعا على تربع الاعلام على عرش السلطة الرابعة بكل قوة.

تنوع الاعلام بمضامينه ومفاهيمه وتعدد الى عدة وسائل وبرزت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا كاعلام اجتماعي له الدور البارز في احداث التغيرات والمفاهيم في العالم بأسره لدرجة ان الاعلام المقروء والمسموع والمرئي اصبح يبحث عن التصريحات من خلال المواقع الرسمية للشخصيات القيادية والمتنفذة والمثيرة للجدل ,بالاضافة الى شخصيات المعارضة التي تمنع من الظهور على بعض الفضائيات المؤثرة لعدم ايصال صوتها.

تأسست شبكة الشرق الاوسط للارسال في الولايات الامريكية المتحدة عام 2004م. بدعم من "الكونجرس" الامريكي والضرائب العائدة من المواطن الامريكي ,ونتج عن الشبكة قنوات الحرة وراديو سوا ,تميزت خلال السنوات الماضية بتغطية مميزة شملت الاحداث في الوطن العربي والعالم بأسره ,وركزت في تغطيتها على الرأي والرأي الآخر فهل استطاعت الشبكة تحقيق اهدافها ؟ وهل حققت التوازن في نقل الصورة والخبر كونها شبكة امريكية مدعومة من الكونجرس الامريكي ؟ وهل استطاعت رصد الحيادية في تغطيتها للاخبار المتعلقة بالتوازن الاقليمي والدولي والتنافس الشديد بين الولايات المتحدة وروسيا واوروبا والصين؟ وهل تعرضت لضغوطات في نقل صورة الصراع العربي الاسرائيلي وخصوصا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

اسئلة عديدة طرحتها صحيفة "دنيا الوطن على مستر براين كونف Brian Conniff مدير شبكة الشرق الاوسط للارسال والتي تضم قنوات الحرة الفضائية الاخبارية وراديو سوا من أجل فهم الخطاب الاعلامي الامريكي الموجه الى العالم العربي وهل يتضمن الحيادية الكاملة ام يعكس الرأي الامريكي في بعض الاحيان.

هل استطاعت شبكة قنوات الحرة على مدار عشر سنوات من تحقيق الاهداف كاملة التي قامت على اساسها الشبكة؟ وكيف استطعتم تحقيق الاهداف ؟ وما هي الاليات التي تم اتباعها لنجاح التوازن في نقل الصورة والخبر ؟

بالطبع، لقد حققت "الحرة" أهدافها من خلال تقديم أخبار ومعلومات دقيقة، موضوعية ومتوازنة لمشاهديها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونحن نفتخر بهذا. من بين الأمور التي تميز "الحرة"، تقديمها لوجهة النظر الأميركية فيما يتعلق بالشرق الأوسط إلا أنها لا تكتفي بتقديم وجهة النظر هذه فقط، إنما تقدمها مع نقاش حولها من وجهات نظر مختلفة.

في ظل التناقضات الكثيرة كيف استطاعت شبكة قنوات الحرة ان توازن الموضوعية في نقل الخبر وخصوصا فيما يتعلق بالتناقضات مع الشأن الامريكي؟ وكيف كان يتم التعامل معها على اساس ان الشبكة اعلام موجه لتحسين الصورة الامريكية امام العالم العربي؟

أود أن أوضح أنه لم يتم إنشاء "الحرة" لتحسين صورة أميركا بل لتقديم أخبار متوازنة وواقعية عن الشرق الأوسط والولايات المتحدة من ضمنها استضافة من يتفقون أو لا يتفقون مع سياستها. من مهام "الحرة" أن تظهر صورة أميركا كما هي وليس الجانب المشرق فقط.

ما هو موقف قناة الحرة في نقل صورة الربيع العربي وكيف تم التعامل مع ذلك في ظل التناقضات الكبيرة بهذا الخصوص؟

لا تختلف تغطية "الحرة" للربيع العربي عن تغطيتها لأحداث أخرى، وليس لدينا رأي أو موقف حوله أو حول غيره، فمهمتنا تنحصر في نقل الخبر كما هو دون تقديم الرأي أو اتخاذ مواقف معينة. ننقل الحدث كما هو كأي مؤسسة صحافية مهنية.

ما هو موقف قناة الحرة من قضايا الصراع العربي الاسرائيلي ؟ وكيف انعكس ذلك على القضية الفلسطينية ؟

ليس لدينا موقف من الصراع العربي الإسرائيلي ونحرص كل الحرص على التوازن. ننقل الرأيين الإسرائيلي والعربي من دون التحيز لجهة دون الأخرى، وهناك أمثلة عديدة ويومية على ذلك، منها حلقة برنامج "ساعة حرة" الأسبوع الفائت التي تناولت التصعيد الأمني بين غزة وإسرائيل حيث استضفنا ضيف فلسطيني، وآخر إسرائيلي، إضافة إلى ضيفين مصري وأميركي. 

هل تعرضتم لضغوط امريكية او اسرائيلية في نقلكم لصورة الصراع العربي الاسرائيلي وخصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية؟

لم نتعرض لأي ضغط البتة. تعلم وزارة الخارجية الأميركية كما تعلم الحكومة الإسرائيلية ان "الحرة" مؤسسة صحافية بحتة تنقل الوقائع أكانت جيدة أم سيئة عن الطرفين. 

ما هو رصيد ومساحة القضية الفلسطينية من تغطية شبكة قنوات الحرة ؟

لدينا مكتب في القدس ولدينا مراسلون في الضفة وغزة يتابعون الحدث الفلسطيني كل يوم. تقدم "الحرة" مجلة "اليوم" التي تتضمن فقرة يومية من القدس. لا تكتفي "الحرة" بتغطية الشؤون السياسية فحسب بل المجتمع والثقافة أيضا. بسبب وجودنا هذا فإن تغطيتنا للشؤون الفلسطينية قد تتجاوز بحجمها تغطية القنوات العربية التي تبث من خارج الضفة وغزة. 

ما الالية التي تتبعها الحرة في نقل صورة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ؟ وكم نسبة الحيادية في ذلك؟

نحن حياديون تماما. نقدم وجهة نظر الطرفين، من خلال تقارير المراسلين، الأخبار ومختلف البرامج.

هل يتغير موقف الشبكة في قضايا الصراع الامريكي مع الاطراف الاخرى ؟ وخصوصا في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا؟

أؤكد مجددا أن "الحرة" مؤسسة صحافية تنقل الأحداث كما هي وليس لديها موقف. أما بالنسبة لروسيا فنحن حريصون دائما على استضافة ضيوف من موسكو في برنامج "ساعة حرة" والبرامج الأخرى للتعبير عن الرأي الروسي. ومع الأزمة في أوكرانيا، ازداد طلب قناة "الحرة" كثيرا على الضيوف الروس في البرامج ونشرات الأخبار للإطلاع على الرأي الروسي في هذا الخصوص.

ما الهدف الاساسي من انشاء قناة الحرة عراق ولماذا لم يتم انشاء قناة الحرة فلسطين لتعكس صورة الصراع العربي الاسرائيلي التي اساسه القضية الفلسطينية؟

نتمنى لو كانت لدينا قناة خاصة بالشعب الفلسطيني، كما نتمنى لو كانت لدينا قنوات أخرى خاصة بمصر ودول اخرى، إلا أن موازنتنا محدودة وعلينا العمل من ضمنها. عندما أطلقنا قناة "الحرة- عراق" كانت حالة الإعلام في العراق تدعو لوجود قناة تغطي الشأن الداخلي العراقي بتوازن.

ما هو مدى تركيزكم على البؤر الملتهبة بالصراعات وكيف تتعاملون معها وعلى أي اساس خصوصا في ظل اختلال التوازنات الاقليمية؟

لدينا مراسلون في غالبية بلدان الشرق الأوسط، كما لدينا مكاتب في بلدان أخرى. نغطي الحدث كما هو واينما كان إذا كان يهم مشاهدينا.

برأيك هل شبكة قنوات الحرة بحاجة الى دعاية اعلامية في الشرق الاوسط والوسط العربي خصوصا من اجل ايصالها الى كل بيت عربي ام ترى ادارة القناة انها تكتفي بهذا القدر من المتابعة في ظل التنافس الشديد بين القنوات الاعلامية وخصوصا العربية في الشرق الاوسط؟

نسعى دائما للحصول على جمهور أكبر، لكن ليس لدينا موازنة كبيرة للإعلانات. نود أن تصل "الحرة" إلى كل مشاهد عربي، ونحاول تحقيق ذلك من خلال إنتاج برامج ومواد لا يراها المشاهد على قنوات أخرى. يذكر أننا نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كـ"فيسبوك" لإشراك مشاهدينا والتواصل معهم، لنقدم لهم مساحة للتعليق على الحدث والمشاركة بآرائهم. كما نطرح استفتاءات على موقع قناة "الحرة" وعلى صفحاتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي للوقوف على آراء المشاهدين. نتحين كل فرصة للتواصل مع مشاهدينا وتقديم مساحة لهم للمشاركة.

من خلال متابعتي لموقع قناة الحرة الذي يحمل اخبارا حصريا وتحديث آلي على مدار الساعة وتميزه بنقل الاخبار الحصرية الا تفكرون في تطوير الية انتشاره ليصبح منافسا قويا للمواقع العربية الاخرى وموقعا معتمدا للمواطن العربي واين موقع قناة الحرة بالنسبة للمواطن العربي ومن الفضائيات المنافسة لها؟

تهدف استراتيجيتنا الرقمية إلى التفاعل مع الجمهوروالتواصل معه.

هل الانجازات التي حققتها شبكة قنوات الحرة تعكس مدى الرضا الكامل لمجلس ادارتها ام ان المجلس يطمح للمزيد من العطاء والمنافسة؟

حققنا الكثير إلا أننا نسعى دائما لتحقيق المزيد والأفضل. هدفنا أن ننتج المزيد من البرامج المحلية من مختلف البلدان العربية، كما نهدف إلى إنتاج برامج  تهم المرأة العربية والشباب  وتفسح فرصا جديدة لضيوف جدد وآراء مختلفة.

ما هي رسالة شبكة قنوات الحرة للمواطن العربي ؟

 أقول للمشاهد العربي أن قناة "الحرة" تقدم أخبارا وبرامج متوازنة يمكن الاعتماد على دقتها وعلى عدم تسويقها لوجهة نظر على حساب الأخرى خلافا لتلفزيونات عربية أخرى لديها وجهات نظر معينة.  تسعى "الحرة" إلى الحفاظ على توازنها وتقديمها لمختلف وجهات النظر. عندما تتضارب المعلومات حول خبر معين، يمكن للمشاهدين الاعتماد على دقة أخبارنا التي لا تتأثر بالسياسة.

الجدير بالذكر ان براين كونف Brian Conniff رئيس شبكة الشرق الأوسط للإرسالMiddle East Broadcasting Networks MBN التي تضم قناة "الحرة" وراديو "سوا" حاليا ,كان قد متوليا منصب المدير التنفيذي لمجلس أمناء البث الإذاعي والتلفزيوني الأميركي   BBG التي تشرف على البث الدولي غير العسكري الممول من الحكومة الأميركية بالاضافة الى شغله قبل ذلك منصب المفتش العام لإذاعة "أوروبا الحرة" ,وتمول الحرة من الكونغرس الأميركي، أو من دافعي الضرائب الأميركيين.



التعليقات