رسالتى إلى الرئيس أبو مازن

رسالتى إلى الرئيس أبو مازن
رسالة إلى الرئيس أبو مازن
منذر ارشيد

سيادة الرئيس حفظه الله .....(لا خاب من استخار ولا ندم من استشار)

منذ أعوام ثلاثة وأنا أ طلب من الأخ السفير عطا خيري أن يرتب لي موعداً معكم...
وبصراحة ما كنت أريد أن أقول لسيادتكم وبكلام مختصر ..
(أن تعين لك مستشاراً حكيما مخلصاً وقوياً )

وبما أنه من الصعب أن تجد في شخص واحد كل هذه المواصفات
فليكونوا ثلاثة مستشارين أولهم حكيم ..وثانيهم قبضاي حميم , وثالثهما...عبيط ٌ لئيم
ستسألني لماذا ثلاثة , ألا يكفيني رجل واحد حكيم..!

أقول لك ..نعم كان هذا ممكناً في زمان غير زماننا , فكنت تجد الحكيم القوي الأمين ,
أما حكماء اليوم فأكثرهم يُباعون ويشترون كما بعض علماء آخر الزمان

ولكن عندما يكون مع حكيم اليوم إثنان.. واحد عبيط والثاني قبضاي ..فيحسب الحكيم ألف حساب قبل أن يورطك ويأخذك إلى حيث يريد لك أعدائك
فلامانع من تسمع رأي العبيط والقبضاي قبل رأي الحكيم ولربما أحدهما أفادك في مسألة
ويكون رأي الحكيم جامعاً مستحكماً ومراقَباً من شركائه
فلا يورطنك أحدهم لأنهم سيعرفون أنهم سيحاسبون ويدفعون الثمن
............................
هذا ما كان في خاطري قبل سنوات وما كنت أحب أن أقوله لك
أما هذه الأيام فهل سمحت لي أن أصارحك بحقيقة الحقائق

إن لم تكن مصدقاً فاختر من كل مدينة رجلاً من المعروفين برجاحة عقولهم واسألهم ... قل لهم ..ما رأيكم بما حصل مؤخراً ..!

يا سيادة الرئيس أنك وبعد أن أنهيت خطابك قبل أيام , ذُهل مُحبوك ومؤيدوك

وفرح مخالفوك وكارهوك , وهللوا وكبروا وهم يرون إسم دحلان يتردد في خطابك عشرات المرات بعد أن كاد الناس ينسونه

وصدقني لو كنت مكانك لما ذكرت إسم دحلان نهائياً على الإطلاق
وإن لزم الأمر وقال لك أحد المجتمعين .. ماذا عن دحلان ..!
لقلت كلمة مختصرة ولا أقول سواها .. ( دحلان .. الله يكون في عونه )
ربما كانت هناك أخبار عن مؤامرة أوصلها لك بعض مستشاريك وقمت بالهجوم المعاكس الذي لم يكن يحتاجه الأمر لهذه الدرجة ولو كان هناك من رفاقك في المركزية عقلاء وأوفياء ..لقالوا لك ....
لا تأبه ولا تكترث ... أنت أكبر من هذا واترك الأمر لنا ونحن نواجهه

ولكن الكل يريد ان ينجو بنفسه وتنحرق انت وبستين داهية ...

والله إني أرى هذا كما ارى نفسي على المرآة

مؤآمرة ...! لو صح هذا فما كان يجب أن يكون ما كان ..وليكن ما يكون
وأنت لن تخسر شيء وعلى رأي المثل خربانه خربانه والغريق لا يخشى من البلل
ألم تقُل قبل أيام.... يا مرحباً بالشهادة ..!

سيادة الرئيس ..لا أريد أن أطيل فوالله لا يكفي من الوقت ما كفاك من التفصيل الممل الذي تحدثت به عن دحلان , ولكن تحملني لعلي أقول كلاماً منطقياً . وإن كان كلامي هُراءا
فاعتبره من جملة الهرهرينا التي أهرونا فيها أبطال الفضائيات

فدحلان يا أخ أبو مازن بكل ما فيه وما له وما عليه , ما هو إلا نتاج قيادتكم الحكيمة التي بدأها الرحل أبو عمار واستلمتها أنت من بعده , ووضعتموه بجانبكم وسار معكم خطوة بخطوة حتى المؤتمر الذي كان له فيه نصيب الأسد وضاعت القواعد الفتحاوية الأصيلة وتاهت البوصلة , وتمزقت الحركة إلا من بقايا مركزية حملت على كاهلها بعض الشظايا من المنافقين والكذابين والفاسدين والمتسلقين
وها نحن اليوم وقد تمزقت فتح أكثر ما تمزقت في غزة هاشم التي هي نبع فتح الصافي
أين هم الرعيل الأول الذين رافقوكم , مع من بقي من الشهداء الذين صنعوا لكم مجد القيادة .!
جئناكم بكل شرفنا وكرامتنا وأخلاقنا التي تربينا عليها عند أهلنا قبل أن تصقلنا فتح بشموخها الثوري والنضالي

أنتم من فرضتم علينا دحلان ومن على شاكلة دحلان ووضعتموهم فوق رؤوسنا

وصاروا معليمين على الجميع , بينما حولتم الرجال الأبطال العمالقة خداماً لدحلان ونهج دحلان وغيره ممن يمتلكون ناصية الزمان والمكان والمال

الأخ أبو مازن ربما لا تذكر هذا ..!
ولكني سأذكرك يوم جئتك في مكتبك , بدائرة شؤون المفاوضات عام 99 وطرحت عليك مشكلتي وما جرى معي في بيت لحم

قلت لي بالحرف الواحد...
( يعني لازم بالجرايد الفضائح يا منذر .. يا أخي إنت موظف رسمي كيف عملت هيك.! )
( كنت قد كتبت مقالة أنتقدت بها الفساد الذي حول أبو عمار ) ...
كان مجرد مقال من موظف فكيف إذا كان كلام الرئيس وعبر التلفزيون يا سيادة الرئيس ..!

طبعا هناك فساد وقد بدأ منذ عهد السلطة , و لأنكم يا أخ أبو مازن وكلتم الأمر لغير أهله بحكم الأمر الواقع والتوازنات الدولية والمتطلبات الإسرائيلية , ومن معه مفتاح شارون ومن ومعه مفتاح موفاز ومفتاح كلنتون ومفتاح إنجليزي ووالخ
ألم يعين أبو عمار وزيراً لأنه كان صديقاً لشارون ..!؟

يا أخ يأبو مازن لقد تم طردنا من السلطة بسبب مفاتيح صدئة مثل دحلان وغيره
وللعلم لا أعرفه ولم يكن بيني وبينه أي علاقة ولم أرى منه أي إسائة على الإطلاق
ولا داعي أن أذكر لك بالتفصيل كيف حدث معي حتى لا يقال أني أتحدث عن ذاتي ,ولكن أقسم بالله أنه تم طردي بإيعاز من هؤلاء مفاتيح فلان وعلان

وعندما سألت أبو عمار وكان شاهد على ذلك الأخ رشاد الكاسر "
قال لي رحمه الله وبالحرف الواحد .... مشكلتك ما عرفت تعمل عصابة ..!

عصابة يأبو مازن ...نعم عصابة ..فوالله العظيم إني كان بإمكاني أن أشكل أكبر عصابة

وقد عُرض علي ذلك قبل أن تعرف الناس دحلان وغيره ,

فالمشكلة يا أخ أبو مازن ليست مشكلة دحلان ونقطة ...

المشكلة في نهج كامل متكامل ارتضيتموه منذ الزعيم الراحل أبو عمار
كتبت مقالة في عهده أشد قساوة من رسالتي لك اليوم , وكانت سبباً في ضربي وفي مكتبي ومن ثم تم طردي من عملي ومن الوطن وأنت تعرف هذا

الأخ أبو مازن إن ما حصل لو كان لديك ثلاثة مستشارين حريصين عليك وعلى فلسطين لقالوا لك خيراً لأنهم يعرفون نبض الشارع وما يمكن أن يفيد أو يضر

على العموم اليوم إنفتحت المدبرة ودحلان الذي كان غائباً وغارقاً في البزنس أوشؤون أمن الخليج ولربما الشرق الأوسط ..و الله أعلم...

دحلان اليوم خرج من القمقم ورفع رأسه عالياً ليطاول رأسك ويقف بجانبك
إسمح لي أن أكون الأكثر صراحةً والأكثر صدقاً ....
نعم يا أخ أبو مازن أنت أحييت دحلان من جديد

وقدمته لنا وعلى صفيحٍ ساخن ..كمتهم بكل هذه الجرائم والمفاسد والموبقات

فهل بعد كل هذا و ما وصفته من صفات بالله عليك ..ماذا تنتظر منه..!

غير أن يرمي بكل ما لديه من جرائم وقاذورات ووساخات

ربما قبل ذلك كان الرجل في غاية الحذر ويوزن كلامه بميزان الذهب تحسباً لكذا وكذا أوأنتظاراً لوساطه هنا أو هناك ..ولكنك انت تعرف أنك وأنت تفشل طلب هذا الحاكم أو ذاك القائد ..فإنك حتماً ستتعرض للأذى الكبير
ولكن بعد كل ما حدث فليس لدحلان ما يخشاه أو يحرص عليه بعد ذلك ..وكان من واجب مستشاريك أ و من هم معك أن ينبهوك لأنهم يعرفون الكثير
سيادة الرئيس : إذا كان دحلان يشكل لك مشكلة وهذا صحيح , فهو لا شيء أمام من يُظهر لك الحب والوفاء من بعض من حولك من قادة سواءً في المركزية أو غيرها ممن ينتظرون
أين ميزان القوى فيميلوا معه ميلة واحدة ...
أنت تعرف أكثر من غيرك أن بعضهم بتحالفه مع دحلان وصل إلى المركزية , وكما تخلوا عن دحلان اليوم سيتخلون عنك في اليوم التالي
إنهم لا عهد لهم ولا ميثاق ولربما منهم من حرضك لتقول ما قلت ...
فأين هم الان ولم نسمع من أحدهم رداً على ورد من الرجل ..!

سيادة الرئيس الموضوع السياسي شأن آخر وليس مجاله في هذا الرسالة وما هو مطلوب منك يردده الناس في الشارع ,,وأنا لست أكثر حرصاً ووطنية من ملايين الفلسطينيين في الوطن وفي الشتات الذين يسمعونك رأيهم ومطالبهم الوطنية في كل مكان ولا أعتقد أنك ستخيب ظنهم ... فلم يبقى من العمر أكثر مما فات

أما في ما يهمني هنا ...فأقول لك بكل صراحة

راجع نفسك ..وأنظر حولك ..وتأمل جيداً .. واعرف من يفيدك
ومن منهم لا يجلب لك إلا الضرر...واتخذ القرار ولا تتأخر

فأبو عمار رحمه الله كان أكثر منك ذكاءً ودهاءً وقوةً وشعبية ..

فأين هو الان ..! فكر بذلك رحمك الله

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
.