بالصور : حمص "بريك" في نابلس تخصص حصري من جيل إلى جيل

بالصور : حمص "بريك" في نابلس تخصص حصري من جيل إلى جيل
نابلس - خاص دنيا الوطن - تيسير إسماعيل الكفلاوي
عندما يضع الزائر قدميه في مدينة نابلس يترامى على أنظاره في هذه المدينة العريقة مطاعم حديثة  تقدم جميع أنواع الوجبات بكل أنواعها وأصنافها

ولوحظ في سوق الخان القديم في مدينة نابلس ترى الناس يتجمعون على مدخل أحد المحال الصغيرة التي لا تبيع إلا وجبة الحمص مميزة الطعم والنكهة ، فهو محل صغير متواضع بطول ثلاثة أمتار وعرض متر ونصف فقط .

يستقبلك صاحب المحل الحاج رائد لطفي بريك بكلماته جميله وابتسامة مشرقة محيي ضيفه وزبونه بعبارات جميلة باللكنة النابلسية الجميلة ، جلست برفقة الحاج بريك في محله المتواضع الذي يقع في سوق الخان بجانب المسجد الكبير وعلى بعد
مئة متر من دوار المدينة ، وبدأ بسرد قصة هدا المحل صاحب الاختصاص في بيع الحمص فقط على مستوى محافظة نابلس ومحافظات الوطن " افتتح جدي الحاج عبد الفتاح على بريك محلنا هدا سنة 1880 في سوق الخان القديم في نابلس ، ونال هدا
المحل رضا أهالي المدينة الذين كانوا يتوافدون في كل صباح على محل الحاج بريك، وكان الكل يحمل صحنه لكي ياخد ما يريد من الحمص .

وكان يقال في نابلس :"انه من لم يزر نابلس ولم يأكل من حلويات العكر ولم يشتر صابون البدر ولم يتناول حمص بريك وكأنه لم يزر نابلس " ، ورث الحاج لطفي البريك ذلك المحل عن والده عبد الفتاح الذي توفي سنة 1953 ، وأنجب الحاج لطفي بريك ولدين أحداهما اتجه لمهنة النجارة و واصل الحاج رائد عبد اللطيف بريك مهنة الحمصاني المتوارثة عن جدة .

وأكد الحاج رائد بريك أن يستخدم أجود أنواع الحمص من اجل إعداد حمصا مميزاً عن أي مطعم أو مدينة أخرى بكل بقاع العالم ، وقال أن جده كان يشتري الحمص من بلدة ميثلون في جنين وكذلك والده التي توفي لاحقا سنة 1987 . ونظرا لقلة زراعة
الحمص في الأراضي الفلسطينية يقول الحاج بريك أن يشترى ألان الحمص التركي من اجل صناعة الحمص وهو من أجود أنواع الحمص العالمي .

وإثناء تواجدنا خلال نصف ساعة لدى الحاج بريك توافد عليه العشرات منهم من مدينة نابلس ومنهم من القرى المجاورة . وقال لنا الحاج أبو محمد وهو من سكان مدينة نابلس في شارع القدس : "انه يقطع مسافة ستة كيلومتر كل يومين أو ثلاثة في الأسبوع من اجل شراء وجبة الحمص البريكية الأصيلة " ، وأكد أن أفراد أسرته تعودوا على تناول الحمص من محل بريك مند أكثر مند 30 سنة .

كما حضر احد سكان القرى المجاورة وهو الحاج علي أبو النمر من سكان بلدة سالم وطلب علبتين كبيرتين من الحمص وقال لنا : " كان والدي يحضر في كل يوم الجمعة لى مدينة نابلس لكي يصلي في المسجد الكبير ثم يجلب لنا الحمص من محلات بريك
و ورثت ذلك عن والدي في عشقي لحمص بريك ، فكما تعلمون في كل قرية يتواجد العديد من المطاعم ، لكن ما يميز حمص بريك طعمه الذي فيه سحر هذه النبتة ، وعلى مدار حياتي تنقلت إلى العديد من الدول لم أذق حمصاً مميزًا كحمص بريك ،
وهذا من باب الحقيقة وليس باب الدعاية ، وابتسم وقال لنا أقول ذلك ليس من اجل أن " يراعينا بالسعر" الحج را ئد ولكن والله والله هذه هي الحقيقة ".

وقال الحاج رائد بريك أنه يستيقظ في كل يوم بعد صلاة الفجر يباشر في عمله حتى صلاة المغرب من كل يوم منذ من أكثر من خمسين عاما ـ ويتوافد على محله من جميع أنحاء المدينة حتى من أصحاب المحلات التجارية والمنازل المجاورة والبعيدة ـ
يملئون أطباقهم من الحمص البريكي الأصيل صاحب النكهة ابن المائة وأربعين عاما في كل يوم وكل صباح يكون هدا الطبق على طاولة كل من تناوله لمرة فقط .


التعليقات